د. حسن صادق هيكل يكتب: حقـائق غـائبة

الأربعاء، 03 يونيو 2015 12:00 ص
د. حسن صادق هيكل يكتب: حقـائق غـائبة ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الله تعالى قد خلق الأكوان والأفلاك والكواكب والنجوم والشمس والقمر والسموات والأرض وما فيهن وما بينهن بعلمه وقدرته وهو وحده قد قدر لجميع الخلائق والمخلوقات أقدارها وهو وحده القادر عليها وهذه حقائق جلية وساطعة ودامغة ونعلمها جميعًا وكثيرًا من الناس عنها غافلون، كما خلق الله تعالى الإنسان بعلمه وقدرته من عوالم العدم والمجهول إلى عوالم الوجود والمعلوم ثم بعلم الله وقدره وقدرته إلى عوالم البرزخ والقبور يموت ويقبر الإنسان ثم بعلم الله وقدره وقدرته إلى عوالم يوم القيامة ويوم النشور يبعث الإنسان ويقف أمام خالقه وخالق كل شىء الله رب العالمين وهذه حقائق ساطعة وناصعة ونعلمها جميعًا وكثيرًا من الناس عنها غافلون ومعرضون، كما أن من الحقائق الساطعة الدامغة التى لاريب فيها والتى يغفل عنها كثيرًا من الناس أن الله تعالى جل فى علاه قد خلق جميع البشر من أب واحد وأم واحدة هما آدم وحواء عليهما السلام وخلق من ذريتهما أمم وشعوب وقبائل مختلفون فى الأعراق والطوائف والأجناس والقوميات والمعتقدات فتصارعوا وتحاربوا فيما بينهم تارة على الهوية والعرقية وتارة على القومية والوطنية وتارة على الأرض والموطن وتارة على الموارد والثروات والمياه وتارة على الديانة والمعتقد وغيرها ولو شاء الله تعالى بعلمه وقدرته لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفون، فلماذا هذا التناحر والتصارع والحروب المستعرة فى أيامنا هذه والتى تأججت بين دول وشعوب وأمم العالم وخاصة الدول والشعوب والأمة العربية وهم جميعًا ذو مرجعية وموطن وهوية وقومية عربية واحدة كما أن بلادهم هى موطن وقبلة ومهبط الأديان السماوية الثلاثة؟ كما أن الحقيقة الساطعة الناصعة التى لا ريب فيها والتى يغفل عنها كثير من الناس هى أن الله تعالى قد بعث الأنبياء والرسل إلى الناس بالرسالات والكتب السماوية على طول وامتداد الأزمان والعصور منذ آدم عليه السلام مرورًا بأنبياء ورسل الله تعالى ومنهم نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وعيسى حتى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى أيده الله تعالى بمعجزة القرآن الكريم الجامع لجميع الرسالات والكتب السماوية والتى تدعو جميعها إلى وحدانية وعبادة الله الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، كما تدعو جميعها إلى الإيمان بجميع الأنبياء والرسل والكتب والرسالات السماوية، فلماذا نتناحر ونتحارب ونتصارع فيما بيننا وفيما بين دولنا وشعوبنا وأمتنا العربية والإسلامية ونصدر الحروب لأجيالنا القادمة من أجل الدين والعقيدة وهى جميعها من عند الله تعالى، ولا يأمرنا الله بهذا؟ فلماذا نحن عن هذه الحقائق غائبون وغافلون؟













مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة