محمد محمد السعيد عيسى يكتب: التعليم الدولى العربى.. خطوة نحو مستقبل أفضل

الإثنين، 29 يونيو 2015 08:17 م
محمد محمد السعيد عيسى يكتب: التعليم الدولى العربى.. خطوة نحو مستقبل أفضل معمل - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن النجاح المبهر الذى حققته وتحققه المدارس الدولية فى عالمنا العربى يعد تجربة رائدة يجب أن نستفيد منها ونتعلم كيف نصنع نظام تعليمى متقدم قادر على تخريج عقول مفكرة مبدعة تخدم وطنها فى كافة المجالات. إن نوعية التعليم الذى تقدمه هذه الأنظمة يقوم على ثلاثة محاور رئيسية نابعة من نظرية التعلم البنائى ومصحوبة بأنشطة ومهام تغير من الدور التقليدى السلبى للطالب الجالس على المقعد لتلقى المعلومة إلى الدور الإيجابى الباحث عن المعلومة من مصادر متعددة بل والمنتج للمعلومة.

إن المحور الأول الذى ترتكز عليه المناهج الدولية الحديثة هو الخبرة العلمية والعملية السابقة للطالب، فالاعتماد على الخبرات السابقة واستكشاف ما لدى الطلاب من معلومات هو البداية الصحيحة لبناء تعلم جديد. فأول مرحلة من مراحل بناء المعلومة الجديدة هو مناقشة المعلومات القديمة المترسخة فى ذهن الطالب وهذا لا يعنى التكرار الذى يصيب المتعلم بالملل بل يعنى أن نجعله يعطى ما عنده عن طريق الاشتراك فى أنشطة صفية تعاونية تناقش وتنتقد وتختبر هذه الخبرات بين الزملاء فى إطار من الحرية الموجهة بحرفية من المعلم.

أما المحور الثانى فهو بناء الخبرات الجديدة ، وهنا يأتى دور المعلم وطريقة عرض المعلومة الجديدة فى إطار من الممارسة العملية والمحاضرة النظرية، فالطالب لا يستوعب إلا ما يمارسه فعليا أما ما يسمعه فهو غالبا ما سينساه بعدها بساعات قليلة أو سيحفظه من أجل الاستظهار وهنا تكمن المشكلة الكبرى التى تسببت فى تخريج كم هائل من المتعلمين (غير المتعلمين) فهم فقط كانوا يحفظون المعلومة من أجل وضعها فى ورقة الاختبار دون فهم أو استفادة مما تعلموه فى واقع الحياة العملية. لذلك فإن التعلم الحديث قائم على الممارسة والتطبيق الحر فى مجموعات وتقييم الطالب من خلال مشروعات.

أما المحور الثالث فهو التقويم، فالتقويم يعد هو المرايا الحقيقية التى يرى منها المسئول عن التعليم مدى الجودة التى حققها النظام التعليمى الذى تطبقه المؤسسة التعليمية، والتقويم هنا ينقسم إلى قسمين أولهما التقويم البنائى وهو تقويم يتم فى كل خطوة من خطوات تقديم الدرس بحيث لا يقدم المعلم معلومة جديدة حتى يتأكد من أن المعلومة السابقة مفهومة تماما للطالب ومن ثم يقدم المعلومة الجديدة ثم يقومها بنائيا وهكذا. والقسم الثانى من التقويم هو التقويم النهائى الشامل فى نهاية البرنامج التعليمى، وهذا الاختبار النهائى غير معلوم لأى شخص سوى الجهة التى تضع هذه الاختبارات بشكل احترافى محسوب بكل دقة وهى الهيئة الدولية نفسها التى وضعت معايير النظام الدولى.

إن العالم العربى يحتاج فى هذه الفترة لمثل هذا التعليم الدولى بحيث يكون نابع من أصولنا ومن تراثنا العربى. لماذا لا يكون لدينا الدبلوم العربى الدولى وتوضع لها معايير علمية ثابتة ويطبق هذا الدبلوم فى كل أنحاء العالم بما فيها الدول العربية؟ إن عالمنا العربى فيه العديد من الأساتذة الكبار المتخصصين فى كافة مجالات التعليم فلماذا لا نصنع كوكبة من هؤلاء الخبراء ونستعين بخبراء المناهج الدولية لنصنع نظاما تعليميا قويا يقود عالمنا العربى نحو التقدم؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة