أكرم القصاص

دراما رمضان ضحية الزحام والاستعجال!

الثلاثاء، 23 يونيو 2015 07:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صعب على مشاهد فرد أن يتابع أكثر من 30 مسلسلا يوميا، حتى لو كان متفرغا وليس وراءه شىء، خاصة أن كل حلقة تحتل وقتا مضاعفا، مع الإعلانات التى أصبحت ظاهرة خلال الأعوام الأخيرة تكاد تحرم المشاهد من متابعة الحلقات. لكن يوتيوب يربح من هذا لأن مواقع كثيرة تتيح الحلقات من دون إعلانات على موقع يوتيوب وبدلائه الذى أصبح يحقق أرباحا أكثر من أرباح المنتجين مثل باقى مواقع التواصل. والتى تمثل متغيرا يكاد يحل مكان القنوات الفضائية وينافسها.

مع الزحام تصعب متابعة كل الأعمال، والمشاهدة تكون انتقائية وانطباعية، بناء على ترشيحات مواقع التواصل. هناك كثافة، لكون أغلب - أن لم يكن كل - الأعمال الدرامية يتم تحويشها لرمضان ولهذا يكاد يكون إنتاج دراما تليفزيونية خارج رمضان نادرا.

ومن خلال ردود الأفعال على المسلسلات يمكن اكتشاف أن النقد الانطباعى السريع كثير، وهناك استسهال فى النقد وتسجيل الآراء، تفرضه طبيعة مواقع التواصل، التى تمنح كل فرد الحق فى إبداء رأيه، وكثير من النقد لا يفرق كثيرا عن طبيعة الدراما نفسها،. الكل يتحدث وينتقد وأيضًا تشيع حالة من التعالى لدى النقاد تجعلهم يقللون من قيمة الأعمال أو يمدحون أخرى بانطباعات، لدرجة أن البعض أعلن رأيه سلبا أو أيجابا من ربع حلقة أو أقل بالرغم من أن بعض الأعمال تظلمها البدايات. وعموما فى زحام الأعمال والزحام النقدى يبدأ الموسم وينتهى من دون تجاوز حالة التسالى العامة وهى الهدف الأساسى لصناع الدراما أن تعود على المنتج بعائد مربح، لا يهم العمق والتفاهة المهم أن تروج السلعة.

هناك أعمال جديدة لكتاب جدد لكن تبقى أغلبها تفضل الصراع التقليدى، قتل غموض وهروب غرام وانتقام وخيانة. بينما تختفى دراما الناس العادية، ربما لأنها أصعب، أن يقوم المسلسل على صراع وجدل ويسلط الأضواء على ناس عادية تصحوا وتعمل وتعانى بطالة وتكسب وتعمل جمعيات أو تشاهد التليفزيون،، ناس مواطنون يعنى. ولهذا الأعمال التى تتعامل مع فترات تاريخية تقع فى أخطاء الملابس والأحداث والخلفيات، أو تسبب جدلا مثل حارة اليهود لكن يبقى أن العمل يسعى لتقديم مساحة جديدة يظلمها التسرع أو الاستسهال.

ربما كانت آخر الأعمال الكبرى أعمال أسامة أنور عكاشة، محفوظ عبدالرحمن، محمد جلال عبدالقوى، عبدالرحيم كمال ممن يتقنون الصنعة ويمكنهم تقديم دراما أفقية ورأسية، نجيب محفوظ أول من تنبأ بأن يكون التليفزيون رواية مرئية. لكن هذه الدراما ماتزال ضحية الزحام والإعلان والاستعجال.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة