محمد أبو هرجة يكتب: النجوم الزائفة

الإثنين، 22 يونيو 2015 08:02 ص
محمد أبو هرجة يكتب: النجوم الزائفة ورقة وقلم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشاهد على الشاشة الصغيرة برامج كثيرة متخصصة فى استضافة النجوم لما لهذه البرامج من دخل إعلانى تجارى رهيب وهو الأهم فى المنظومة الإعلامية الآن، نحن نراهم ولكننا لا نفكر فيما وراء الستار لهؤلاء النجوم كما يطلقون عليهم، فنحن نراهم فى أبهى صورة ترى الملابس الأنيقة وترى الوجه المبتسم دائما، وذلك بعد التجهيز من أسئلة وماكياج وكوافير، إنها وجوه بلاستيكية غير حقيقة تضحك بشكل مصطنع وتتابع كاميرات التصوير كما لو كانت تتابع مباراة مهمة، إنهم مرضى بهوس الشهرة التى وصلوا إليها، دائما يطاردهم كابوس ضياع هذه الشهرة يضحون من أجلها بأى شىء مهما كان يطلقون الشائعات سواء كانت بالوفاة أو الزواج العرفى ويتشاجرون أحيانا مع ضباط شرطة وعندما ينتهى البرنامج ترى الوجه الحقيقى فإذا ما أزحنا الوجه البلاستيكى جانبا سترى وجها آخر تماما سترى سطحية شديدة فى التفكير وانحطاط أخلاقى فالتضحيات التى قدمها هذا النجم للوصول للشهرة داس بأقدامه الكثير وداس معها أخلاقه أيضا، وهم يعيشون فى خوف دائم مرة من ضياع الشهرة والنجومية ومرة أخرى من الجماهير فهم يحيطون أنفسهم بمجموعة من الحراس العمالقة لحمياتهم من الجميع من يحبونهم ومن يكرهونهم، لقد أصابهم الغرور والتعالى بسبب هذه الدائرة العازلة لحمياتهم، أنا اعتبرهم نجوما زائفة.

النجم الحقيقى فى نظرى من ضحى بروحه فى سبيل هذا الوطن، النجم الحقيقى قد يكون موظفا شريفا رفض رشوة ورفض أن يطعم أولاده مالا حراما، النجم الحقيقى قد يكون ضابط شرطة أو ضابط جيش ضحى بروحه لإنقاذ الملايين.
النجم الحقيقى قد يكون طالبا يجتهد ويحقق أمل والده ليصبح طبيبا أو مهندسا أو مدرسا وينجح ويفخر به والده، النجم الحقيقى هو شيخ عالم اختصه الله بهذا العلم ليكون منارا لجموع المسلمين، النجم الحقيقى قد يكون إنسانا بسيطا فى المظهر عميقا فى الجوهر عظيما بأخلاقه، وفيا فى وعوده، صادقا فى كلامه، أمينا على جيرانه، النجم الحقيقى من يسد الفتن ولا ينشر الشائعات التى تهدم الوطن، النجم الحقيقى هو الصحفى الذى يعلم أصول المهنة ويعلم جيدا أن الخبر أمانة، وأن مصلحة الوطن تعلو فوق الانفرادات الصحفية التى قد تكون مدمرة، النجم الحقيقى قد يكون ممثلا يقدم فنا هادفا راقيا بعيدا عن الإسفاف والأعمال الهابطة، هم النجوم والمفروض أن يكونوا القدوة، ولكن أين القدوة التى من المفترض أن يقتدى بها الشباب والإجابة لا توجد قدوة، فعندما غابت القدوة أصبح المستقبل غامضا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة