د. بديع فتح الله عليوه يكتب: كيف تحرمون أبناءنا من دخول الجامعات الحكومية؟

الأربعاء، 06 مايو 2015 12:10 م
د. بديع فتح الله عليوه يكتب: كيف تحرمون أبناءنا من دخول الجامعات الحكومية؟ طلاب فى الجامعة - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن تفتحت عينى على التعليم فى مصر وتدرجت فى سلكه وأنا أحلم أن أكون من رجاله، وأن أصبح يومًا معلمًا، وذلك بعدما استشعرت أهمية العلم وقدرته على الارتقاء بالحياة .

وأكرمنى الله حتى انتهيت من دراسة الليسانس وعُيِّنْتُ معيدًا وأكملت دراستى حتى حصلت على الدكتوراه، ثم أكرمنى الله بالسفر للعمل بجامعة الطائف بالمملكة العربية السعودية واصطحبت معى أسرتى، وما زلت أخدم أعظم مهنة فى التاريخ مهنة العلم .

وحين تحين الإجازة السنوية أرجع إلى مصر ومعى الأسرة لمدة شهرين كل عام، أدفع ضرائبى الباهظة وأعامل كأننى سائح أجنبى وأدفع أكثر من غيرى فى كل صغيرة وكبيرة، ولا مشكلة أتحمل ذلك بكل صبر وأقول لعلها صدقة مال أو مساعدة لأخوتى البسطاء، وأحمد الله على ذلك، ولم أقنط من زيادة الضرائب والاستغلال لكونى معارا، ووالله لو علموا ما أقاسيه من غربة ووحدة وتحمل لما لا يتحمله البشر لرقوا لحالى ولطلبوا منى الرجوع لبلدى مهما كانت المغريات، ورغم ذلك نتحمل من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا الذين لولاهم ما سافرنا ولا تغربنا ولا تحملنا، وكل شىء يهون فى سبيل مستقبلهم، عندما تكون الغربة هى ثمن راحتهم مستقبلا نتحمل، ولكن حينما تصبح الغربة سببًا فى التفرقة بينهم وبين إخوانهم فى الداخل وكأننا لسنا منهم فهنا لابد أن نقف أمام من ينظرون بحقد وحسد لمن بالخارج، اتقوا الله ولا تفرقوا بين أبنائنا، اتقوا الله ولا تعبثوا بمستقبل أولادنا، اتقوا الله ولا تنظروا بهذا المنظار الأسود الحاقد الحاسد، والله إن الغربة لثمن فادح لهذه الدريهمات، والوحدة ثمن فادح لهذه الجنيهات، إننا نتعذب كل يوم ونتحمل فوق طاقتنا، إننا ندخل عملة صعبة لبلادنا ونشارك بفاعلية فى تنمية بلادنا، ونعمل بجد لرفعة اسم مصر فى كل المحافل، ونشرف مصر فى كل مكان، فكيف بعد ذلك تحرمون أبناءنا من دخول الجامعات الحكومية؟، وتفرضوا علينا جامعات خاصة من أجل ابتزاز جنيهات لن تفيدكم بقدر ما أفادت دولاراتنا الاقتصاد القومى، لو كان أحد من هؤلاء الذين اتخذوا هذا القرار فى مرحلة الشباب أو ينظر سفرًأ لما أقدم على مثل هذا القرار، ولكنهم مجموعة من عواجيز السلطة والمستريحين ماديًا فى مصر ولا يحتاجون للسفر، ولو كنت فى مصر أستطيع أن أحيا حياة كريمة بمبلغ 1400 جنيه وأنا أستاذ جامعى لما سافرت ولا فكرت فى السفر، فلم أعد أستطيع دفع إيجار الشقة ولا مصاريف الأسرة ولا أى شىء يأمن الحياة الكريمة، ولذا أقدمت على السفر ومعى أولادى لنحيا حياة كريمة ويصبح لدى شقة أسكن بها بدون إيجار شهرى.

اتقوا الله وارحموا غربتنا وارحموا أبناءنا ولا تعاملونا كأجانب أو سائحين، نحن مصريون أكثر مما تتخيلوا ونحب بلادنا أكثر مما تتخيلوا، نعشق ترابها ونحملها فى قلوبنا أينما كنا، فلا تجعلوا الغربة غربتين، غربة فى بلاد الغربة وغربة فى بلادنا، حتى لا يأتى اليوم ونصبح غرباء فى أوطاننا .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

farag

صح لسانك

عدد الردود 0

بواسطة:

farag

صح لسانك

عدد الردود 0

بواسطة:

تاج عامر

مخالفة دستورية

عدد الردود 0

بواسطة:

مروان المراكبي

حسبنا الله ونعم الوكيل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة