ابن الدولة يكتب: لماذا رفضت النخبة السياسية والإعلامية دعوة الشراكة التى أطلقها الرئيس؟.. بدلا من أن يسمعوا للرئيس ويستجيبوا لدعوة حمل هموم الوطن مع الدولة انشغل بعضهم بجمع الغنائم والمصالح الشخصية

الثلاثاء، 05 مايو 2015 09:00 ص
ابن الدولة يكتب: لماذا رفضت النخبة السياسية والإعلامية دعوة الشراكة التى أطلقها الرئيس؟.. بدلا من أن يسمعوا للرئيس ويستجيبوا لدعوة حمل هموم الوطن مع الدولة انشغل بعضهم بجمع الغنائم والمصالح الشخصية ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وإن سألوك عن جبهة 30 يونيو ماذا حدث لهم، اجعل جوابك تذكيرا لهم بما فعله حملة السهام فى غزوة أحد، وأخبرهم أن ما يحدث اليوم لا يختلف كثيرا عما حدث فى الأمس البعيد.

كان الكل سائرا على درب واحد من أجل دولة واحدة وهدف واحد هو الفوز فى المعركة، ولما تجلت بشائر النصر، ولما دنت وتدلت عناقيد الفوز خضع بعض الشركاء لإغرائها وانطلقوا يشبعون أطماعهم بجمع الغنائم، مخالفين نصائح القائد وتحذيراته من التسرع ومن العمل المنفرد، فحدث الارتباك وضعفت الجبهة ومن ثم وقع المحظور.. تحول النصر إلى هزيمة.

حدث هذا قبل مئات السنين، وتحول إلى درس مستفاد، يتكرر ذكره لتجنب عواقب تكراره، ولكن أهل النخبة فى بلدى، فى هذا الوطن المصرى أغلبهم لا ينتمون إلى فئة «الشطار» التى يُعلِّمها التكرار، لم يتعلموا من الدرس المذكور فى كتب المرحلة الابتدائية تحت عنوان الدروس المستفادة من غزوة أحد، فسقطوا فى اختبار جبهة 30 يونيو وتركوا الدولة تخوض معركتها منفردة، وبدلا من أن تحارب إرهاب الإخوان ومخاطر الوضع الدولى، والأزمات الاقتصادية أصبحت أيضا مطالبة بمواجهة الارتباك واللخبطة الناتجة عن تسرع أهل النخبة الحزبية والسياسية والاقتصادية والإعلامية لجمع الغنائم وخدمة المصالح الشخصية.

منذ أن كان وزيرا للدفاع، ولم يتوقف عبد الفتاح السيسى عن تكرار نصيحته بضرورة التكاتف من أجل بناء هذا الوطن، ولم يتكاسل يوما عن تأكيد عبارة تقول «إن وحدة الصف هى سبيل هذا الوطن للمستقبل، وشراكة تياراته السياسية والإعلامية المختلفة هى طوق نجاته مما يحاك ضده من مؤامرات داخلية وخارجية»، وبدا على الجميع وقتها أنهم يسمعون ويفهمون ويقدرون، ولكن الأيام أثبتت العكس، لا يؤمن أغلب أهل النخبة بالشراكة، اللهم إلا من رحم ربى، أو أهلته وطنيته ورحابة عقله لاستيعاب خطورة ما أشار إليه الرئيس فى أول خطاباته الرئاسية، خطاب التنصيب، ثم باقى الخطابات والكلمات والتصريحات الرئاسية التى صدرت من الرئيس عبد الفتاح السيسى داخل وخارج مصر وهو يعيد تأكيد ضرورة الاصطفاف الوطنى، ووحدة الجبهة الداخلية، تعهد بالمصارحة والشفافية التى كان يطالب بها أهل السياسية فى زمن مبارك وزمن الإخوان، ومع ذلك كلما خرج ليصارحهم بحقيقة وخطورة الأوضاع فى المنطقة أو يتكلم بالأرقام عن صعوبة الوضع الذى تعيشه مصر لكى يقنعهم بأن بناء الوطن شراكة، يردوا بأن الرئيس يفعل ذلك كفزاعة للناس.

أى نخبة سياسية تلك، التى عاشت تحلم برئيس يحدثها بالأرقام ويشاركها الهموم، وحينما يتحقق لها ما تريد تنشر حوله الشكوك بدلا من أن ترفع له القبعة، وتشمر عن سواعدها للمساعدة فى إيجاد الحلول.
فى كل اللقاءات التى جمعت الرئيس بالإعلاميين، صحفيين ومذيعين ورؤساء تحرير وأصحاب قنوات كان الرئيس حريصا على تكرار تأكيد الشراكة، وحاجة الدولة للإعلام، عن حاجته هو شخصيا لأن يلعب الإعلام الدور التنموى الذى يشرح للناس طبيعة الموقف بشفافية وتجرد كما يفعل الرئيس، وأن يبشر بالمستقبل وخططه الطموحة ويساعد فى تنفيذها بنشر وعى التكاتف والتوحد على هدف نهضة هذا الوطن وتقدمه.

فعل الرئيس ذلك واستنكر عليه البعض تكرار طلبه مساعدة الإعلام، فى وطن عاشت وسائل إعلامه على تلقى الأوامر لا طلبات الشراكة والشفافية فى التواصل، وفيما يبدو كان المستنكرون أكثر واقعية، فبدلا من أن يسمع أهل الإعلام للرئيس وبدلا من الاستجابة لدعوة حمل هموم الوطن يدا بيد مع الدولة، انشغل بعضهم بجمع الغنائم وتحقيق المصالح الشخصية، وتوهم البعض الآخر أنهم صناع الرئيس، أو صناع ثورة 30 يونيو، وأصحاب الفضل الوحيد فى رحيل الإخوان، لتبدو المفارقة عجيبة ومريبة، بين رئيس رفض فى عيد العمال أن ينسب الناس لهم شرف النصر على الإخوان فى 30 يونيو، وبين مذيعين ينسبون لأنفسهم بكل الطرق بطولة عزل مرسى، رغم أن أغلبهم كان يرتعد من أوامر الإخوان، وكان يسعى لحضن الإخوان، وجميعهم كان لا يتوقف عن مناشدة السيسى وقتما كان وزير الدفاع لإنقاذهم والتحرك لمساندة الجماهير فى 30 يونيو، فلما تحرك وفعل ووقف بنفسه فى وجه المدفع، قزموا من دوره وعملقوا أدوارهم ولكن الناس لا تنسى والتاريخ لا يرحم.

ومن أهل الإعلام إلى جانب آخر ممن صنع ارتباكا فى جبهة 30 يونيو.. أهل الأحزاب، فى واقعة ربما تكون هى الأغرب، انحصر دور أغلب القيادات الحزبية بعد رحيل الإخوان على توجيه المناشدات للجيش وللرئيس عبد الفتاح السيسى من أجل التدخل للأزمات، ولاحتواء مشاكل خلافاتهم فى بعض الأحيان، ثم تطور الأمر إلى أن الأحزاب انشغلت بمناشدة الرئيس بالإسراع فى الانتخابات البرلمانية، بينما هى نفسها لم تكن مستعدة، وظلت الأحزاب لشهور طويلة تتحاور وتتناقش من أجل تأسيس تحالف واحد لخوض هذه الانتخابات ولكنها فشلت، وتحول فشلها إلى معارك اتهامات وتخوين فيما بينها، وكان لهذه المعارك أكبر الأثر على وضع جبهة 30 يوينو، ثم أصبح الأمر أكثر غرابة حينما ذهبت الأحزاب للقاء الرئيس لتطلب دعمه، فقال الرئيس وقتها وبوضوح شديد إن الدولة على الحياد، وإنها ستدعم معنويا أى قائمة أو تكتل موحد تتوافق الأحزاب على تشكيله، وخرج قيادات الأحزاب وعقدوا الاجتماعات والجلسات ولم يتفقوا على قائمة موحدة، بل أشعلوا نار الخلافات فيما بينهم، وبدلا من الاعتراف بفشلهم علقوه على شماعة الدولة، تارة يتهمونها بالتدخل وهم كانوا أول من ناشدوها، بينما هى رفضت علانية، وتارة يتهمونها بالتأجيل بينما هم من ساهموا فى وضع القوانين التى ساهمت فى التأجيل، وهم أنفسهم لم يستعدوا أصلا للانتخابات وكانوا أول المطالبين بالتأجيل من أجل الاستعداد.

هل فهمت الآن من أين يأتيك الشعور بالارتباك؟، الأمر اوضح من تعقيدات نقاشه، رئيس دعا الجميع للشراكة فى قيادة سفينة هذا الوطن، ولكن أغلب من دعاهم قرروا ألا يستجيبوا للدعوة إلا فى وقت الفرح، أما الهموم والأزمات فلا مكاسب ومصالح شخصية من ورائها.


اليوم السابع -5 -2015



موضوعات متعلقة



- ابن الدولة يكتب: هل أنت تنافق الرئيس؟.. هذا الاختبار فى النفاق لا يخص الشعب لكنه يخص هؤلاء الذين يتسابقون للتصوير بجوار الرئيس فى كل إنجاز ثم يغسلون أيديهم فى سهو أو خطأ


- ابن الدولة يكتب: ردا على قرائى.. المشكلة تكمن فى النخبة التى اكتفت بتناول القضية حنجوريا فقط وظلمت الشباب ووضعته فى خانة معادية للدولة باستمرار بينما شباب مصر أكثر رقيا وأوسع أفقا


- ابن الدولة يكتب: خدعوك فقالوا.. الشباب غاضب لا أحد حريص على الشباب سوى القليل.. والحقيقة أن النظام السياسى الحالى بدأ يضع أقدامه بثبات على أول طريق المعالجة الجادة لهذا الملف الشائك


- ابن الدولة يكتب:خطورة إعلام البطاريق على مستقبل الدولة..إعلامى يسخر من الجيش فى نفس توقيت الضربة لداعش..وأستاذ إعلام يتحدث بطريقة حلزونية..ما الذى يملكه مذيع يدخل الاستديو بخروف ليحكيه لأحفاده؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

قاهر الفئران

لو عايزين البلد تنظف نجمع النخب السياسية المنتهية الصلاحية فى قفص ونبعتها لداعش يقوموا بالواجب

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

كلام مظبوط

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

هم كذلك وسيظلوا

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed_fathy3058

كاتب المقال اسمه ايه

عدد الردود 0

بواسطة:

حسنى قريط

>>> نخبة مين ياعم ....!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

ايهاب محمود

ديكتاتور عادل

عدد الردود 0

بواسطة:

dina

الله عليك

ماحدش عايز يتعب كله مستنى ياكل على الجاهز

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف علي

ابن الحكومة

عدد الردود 0

بواسطة:

ANWAR NOUSSER

ميعرفوش يعنى ايه حرب

عدد الردود 0

بواسطة:

الاسكندراني

الراجل ده محترم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة