باحثة مصرية تفوز بجائزة اليونسكو فى العلوم.. قدمت بحثا عن حلول لمرضى فيروس "سى" غير المستجيبين لعلاج سوفالدى..نورتان عبدالتواب:زوجى صاحب الفضل علىَّ..ورئيس القسم قال لى "اتجوزى واقعدى فى البيت أريحلك"

الأحد، 03 مايو 2015 08:49 م
باحثة مصرية تفوز بجائزة اليونسكو فى العلوم.. قدمت بحثا عن حلول لمرضى فيروس "سى" غير المستجيبين لعلاج سوفالدى..نورتان عبدالتواب:زوجى صاحب الفضل علىَّ..ورئيس القسم قال لى "اتجوزى واقعدى فى البيت أريحلك" د. نورتان عبد التواب
كتبت ندى سليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمكنت أن تتفوق على أكثر من 236 باحثة من مختلف أنحاء العالم لتفوز بجائزة لوريال اليونسكو للنساء فى مجال العلوم التى يتم تنظميها كل عام وتمنح خلالها الفائزات بمنحة مالية تبلغ 15 ألف يورو، ووفقًا لرغبة الدكتورة "نورتان عبد التواب " الفائزة بالجائزة وخريجة كلية الصيدلة بجامعة القاهرة عام 2002 قررت أن تستأنف مجال دراستها فى مصر على الرغم من أن المسابقة تتيح لها إتمام البحث فى أى جامعة بحثية بالخارج.

تشترط المسابقة على الباحثات تقديم دراسة بحثية تتناول مشكلة علمية فى مجتمع الباحثة، لذلك جاءت دراسة الدكتورة "نورتان" حول آثار الوراثة على نتائج العلاج الثلاثى الأبعاد لفيروس التهاب الكبد الوبائى "سى"، وتستهدف الوراثة تحديد جينات المريض لتحديد العلاج المناسب والجرعة الملائمة تجنبا للآثار الجانبية التى تحدث للمرضى عند استخدام العلاج الجديد "سوفالدى" أو "الإنترفيرون"، وإلى نص الحوار:

الفائزة بجائزة اليونسكو تكشف كواليس البحث الجديد لتجنب الآثار الجانبية لعقار السوفالدى



كيف تم اختيارك لمسابقة لوريال اليونسكو للنساء من أجل العلوم؟


-علمت بالمسابقة بالصدفة عن طريق برقية من خلال البريد إلى مكتبى بالجامعة حيث أعمل معيدة بقسم الميكروبيولوجى بكلية الصيدلة بجامعة القاهرة، ولكننى لم أتمكن من التقديم لانتهاء الموعد المحدد وقتها لكنى صممت على المشاركة لأفوز بين 8 باحثات مصريات على جائزة المسابقة الاقليمية وقدرها 10 آلاف يورو، وبعدها تأهلت إلى المرحلة العالمية للمنافسة بين 236 باحثة من مختلف بلدان العالم، وتمكنت من الفوز بالجائزة بمنحة مادية 15 ألف يورو.

ما دفعك للمشاركة فى المسابقة؟


تحمست لكون المسابقة تختص بالنساء فقط، حيث وجدت كل الشروط متاحة وملائمة لظروفى وهو ما شجعنى للالتحاق بها لرغبتى فى إيجاد تمويل مادى مستقل يسهم فى إتمام البحث الذى أسعى لتحقيقه وسط كل العوائق المادية التى تعرقل مسيرة البحث العلمى فى مصر.

حدثينى عن الدراسة البحثية الخاصة بآثار الوراثة على المصابين بفيروس "سى"؟


البحث يقوم على التعرف على الجينات الوراثية لمرضى فيروس "سى" وتأثير العوامل الوراثية على استجابة المريض للعلاج الجديد سوفالدى، وعند هذه الجينات التى تعيق استجابة المصاب للعلاج نستطيع توجيه المريض إلى الجرعة المناسبة والعلاج الملائم من عائلة السوفالدى لتجنب المريض الآثار الجانبية التى قد يتعرض إليها نتيجة استخدامه علاجًا غير مناسب للجين الوراثى الخاص به وهو ما يحدث لكثير من المرضى، حيث ترتفع نسبة غير المستجيبين للعلاج الجديد من 5 إلى 10%، فضلا عن ارتفاع نسبة غير المستجيبين لعلاج "الإنترفيرون" من 10 إلى 20%.

ما أسباب عدم استجابة المرضى لعقار "سوفالدى" وتعرضهم للآثار الجانبية؟


العامل الوراثى هو السبب الرئيسى وراء عدم استجابة المريض للعلاج الجديد وتعرضه للآثار الجانبية، فضلا عن عوامل أخرى مثل إصابته بالأمراض المزمنة مثل السكر والضغط وغيرها، لذلك تهدف دراستى إلى كيفية أن يتعرف المريض على أن الجين الوراثى سوف يستجيب للعقار كما يساعده فى تحديد العقار الملائم من عائلة السوفالدى أو غيره من الأدوية الأخرى مثل عقار "الإنترفيرون".

ارتفاع نسبة الشفاء للعقار الجديد بنسبة تتجاوز 95% والنتائج تتحقق فى غضون الـ3 أعوام المقبلة:


ما الذى يميز العقار الجديد "سوفالدى" عن بقية العقاقير الأخرى المستخدمة لمواجهة فيروس "سى"؟
ترتفع نسبة الشفاء فى العقار سوفالدى ما بين 90 إلى 95% من المرضى وهو ما يعطى نتائج مبشرة لتقليل نسبة المرضى فى مصر فى مدة 3 سنوات مقبلة، مما يسفر عن تغيير واضح فى خريطة المرض فى الأعوام المقبلة، أما العقاقير الأخرى وأبرزها "الإنترفيرون" فهو من أسوأ العقاقير المستخدمة للعلاج لأن حالة المريض تزداد سوءًا ويتحول من مرض كبدى مزمن إلى حالة من التليف الكبدى.

لماذا وقع الاختيار على مرض فيروس "سى" كمشروع لدراستك؟


تشترط المسابقة أن يكون البحث المقدم على علاقة وثيقة بإشكاليات المجتمع لذلك وقع الاختيار على فيروس "سى" لأنه يشكل عبئًا اقتصاديًا وماديًا وصحيًا على الدولة، حيث ترتفع نسب الإصابة من 10 إلى 20% فى مصر وهذا ما يعد تحطيمًا للنسب العالمية التى تتراوح ما بين 1 إلى 2% فقط، بالإضافة إلى أنه يتوفى سنويا ما بين 45 إلى 50 ألف مواطن بسبب الإصابة بالمرض.

بم تفسرين ارتفاع معدلات الإصابة فى مصر أضعاف المعدلات العالمية؟


أول الأسباب تتلخص فى عدم وجود رقابة حقيقية من قبل وزارة الصحة على مراكز بنوك نقل الدم، حيث إنها السبب الرئيسى وراء الإصابة، فضلا عن عدم وعى الأطباء بضرورة تعقيم الأدوات المستخدمة، لذلك نجد أن أكثر المصابين بالفيروس من أطباء الأسنان، لكن مؤخرا أصبح هناك رقابة من الدولة قد تسهم فى خفض معدلات الإصابة فى الأعوام المقبلة.

الزواج وحلم الأمومة وانخفاض التمويل أكثر ما يعيق الباحثات فى مجال البحث العلمى:


لماذا تنخفض نسبة الباحثات مقارنة بالرجال فى هذا المجال؟
التمويل أبرز ما يعيق الرجال والنساء على حد سواء فى هذا المجال، ثم نظرة المجتمع التى عادة تحصر الباحثات فى دور الزواج والأمومة، ولن أنسى عندما تخرجت وتعينت بالكلية عندما قال لى رئيس القسم ساخرا "اتجوزى واقعدى فى البيت أريحلك"، وهذا ما يفسر تراجع نسبة الباحثات فى مجال العلوم إلى 30% مقابل 70% من الرجال الباحثين، وأيضا انخفاض نسبة النساء الحاصلات على الجوائز العلمية حيث 3% ممن حصلوا على جائزة نوبل كانوا نساء فى نظير استحواذ الرجال على 97% فى نسبة حصولهم على نوبل.

هل أثرت حياتك الزوجية على تعطل مسيرتك العلمية والفوز بالمسابقة؟


وعلى الرغم من أن زوجى باحث فى الهندسة الوراثية، ولكنه كان مؤمنًا أن مسيرة العلم غير مبشرة، لذلك غير مجال عمله تمامًا، ولكن رغم ذلك ساعدنى كثيرا على الفوز بالمسابقة، وأتذكر أياما كان يحضر لى الطعام بنفسه إلى المكتب فهو صاحب الفضل الأكبر للحصول على الجائزة .

ما الأسباب التى تعرقل البحث العلمى فى مصر؟


التمويل والميزانية المخصصة له ضئيلة للغاية لن تسهم فى النهوض به إذا استمرت على هذه الوتيرة، فضلا عن نزوح غالبية الباحثين واستقطابهم للخارج مما يعرف بـ"نزيف العقول"، وهذا لعدم شعور الباحث بالتقدير المادى أو المعنوى من الدولة، لذلك فلابد من تشجيع المبتكرين الصغار بشتى الطرق.

فضلت الاستمرار فى مصر ورفضت السفر لاستكمال بحثى فى الخارج:


هل ترغبين فى السفر إلى الخارج بعد استكمال الدراسة؟
قررت الاستمرار فى مصر واستئناف البحث فى معامل كليتى بجامعة القاهرة على الرغم من أن المسابقة تتيح لى استكمال البحث فى أى جامعة بحثية بالخارج لكنى فضلت الاستقرار هنا.

كيف يتم الارتقاء بمجال البحث العلمى بمصر ووضع الباحثين؟


لابد أن تتبع الحكومات استراتيجية جديدة عن طريق خفض أعداد الخريجين من الكليات العملية، وأطالب مثلا بتقليل أعداد الطلاب فى كلية الصيدلة حتى يكون المعيار الحقيقى هو الكم وليس الكيف كما هو المتبع الآن، بالإضافة إلى تحويل العديد من الجامعات إلى النمط التعليمى والتدريسى والبعد عن النمط البحثى مما يجعل نمط البحث تقليديًا ولا يرقى إلى الإبداع والابتكار.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة