حنان شومان

حزب الوفد.. و«حزب وداد جلبى»

الجمعة، 29 مايو 2015 03:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصراحة راحة وإحنا مابنعرفش، لم أجد عبارة أكثر تعبيرًا عن الحالة المصرية الحزبية السياسية إلا هذه العبارة التى اقتبستها من أغنية فاسدة، لكنها شديدة الشبه بالحالة المصرية، ولنا فى حزب الوفد أسوة ولا حسنة ولا سيئة، لكنها مجرد أسوة، ولنبدأ من أول الحكاية، فالأحزاب السياسية فى أى مكان فى أرجاء المعمورة هى تجمع مجموعة من البشر حول فكرة، أو فكر واحد، وهدف واحد، وطريق عمل واحد على الأقل فى البدايات، وبعد ذلك قد تحدث بعض الاختلافات فى أساليب الوصول للهدف، لكن يظل الاختلاف فى إطار الحزب والفكر الواحد والأسلوب الواحد والهدف الواحد، هذا كما سبق أن قلت ما يحدث فى أرجاء المعمورة، لكن ما يحدث فى مصر شىء آخر، فالأحزاب كما عرفناها حديثًا تحمل فقط أسماء، ولكن بلا هوية ولا برامج ولا قاعدة جماعية، فهى مجرد ديكور سياسى، ولنكن مرة لله تعالى صرحاء مع أنفسنا، فهل إذا نزلت الشارع- أى شارع- وسألت الناس عن أسماء أو حتى هوية أحزاب مصر فهل سيعرف الإجابة مواطن واحد، ونحن لدينا ما يربو على الثمانين حزبًا؟.. الإجابة طبعًا لا كبيرة جدًا وواثقة جدًا، ولكن ربما اسم الحزب الوحيد الذى سيعرفه المارة هو حزب الوفد، ليس لأن له قاعدة شعبية، أو تأثيرًا على المواطن، لكن لأن اسمه قديم تكرر فى عشرات المسلسلات والأفلام، ولأنه اسم مرتبط بالتاريخ، الأحزاب فى مصر منذ أعاد لها التسمية السادات وهى أحزاب تدور فى فلك السلطة، وتأمل دائمًا الرضا السامى إن جاز التعبير، والرضا السامى طبعًا هو رضا الحاكم وليس المحكومين، وربما هى أيضًا تعبير عن قدرتنا الحقيقية على العمل الجماعى، وهى قدرة شديدة المحدودية، إن كانت فى الأصل موجودة. وفى زمن حكم مبارك تفشى المرض الحزبى أكثر وأكثر، بل كانت آلته السياسية لو رأت حزبًا خرج عن النسق، كانت بالبلدى تضرب فى فيه أسفين لينهار تمامًا، وحزب الوفد نفسه لم يسلم من هذا النوع من الأسافين، وهكذا سارت الحياة، وقامت الثورة، ولا شىء تغير، بل على العكس، وإن زادت الأحزاب عددًا، فكل ستة سبعة ثمانية يتلموا يعملوا حزب ويافطة وشقة ودمتم، ولنترك كل هؤلاء فهم صغار، وليس لهم اسم، ولنتوجه لحزب الوفد الذى سبق أن قلت إن الجميع يعرف اسمه، ويقول قادته- وهم على حق- إنه أقدم الأحزاب المصرية، فما حاله الآن؟!.. أظنه حال يصعب على سعد زغلول، ويا عينى صعب أيضًا على الرئيس الذى اضطر أن يعمل قعدة صلح عرب بينهم حتى يحاول رأب الصدع، ورغم ذلك خرجوا من تلك الجلسة ليكملوا العراك، لأنهم ليسوا حزبًا، فكما سبق أن قلت، حزب يعنى مجموعة لهم فكر واحد، وهدف واحد، وطريق واحد، لكن خناقات الأحزاب فى مصر لا تنم إلا عن هدف واحد، هو البقاء فى السلطة، أى سلطة، ولو على جثة حزب وحيد يعرفه العامة.

للحق أن السلطة فى مصر منذ زمان بعيد قررت أن تستكمل الديكور السياسى بالأحزاب، فقامت أحزاب ديكورية، إن جاز التعبير، لكن الإشكالية أن الناس وجميع الشعب كفر بالديكور، وزهق منه، ولم يعد هناك من تاريخ يشفع لحزب ولا غيره، وأعتقد أن مجهودات السيسى فى هذا المجال للأسف ستبوء بالفشل، وعليه أن ينسى، فهم ليسوا نتاج عمله، وأعتقد أن غالبية الشعب لو سألوه لأى حزب ينتمى، سيقول بالتأكيد «حزب وداد جلبى»، فهو الحزب الوحيد فى البلد المتماسك السعيد الذى يجتمع على الهدف، والفكرة، والطريق على حزب الريح ما يودى الريح ما يودى .. مش كده ولا إيه؟!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة