جمال المتولى جمعة يكتب: التجربة السنغافورية

الجمعة، 29 مايو 2015 04:00 م
جمال المتولى جمعة يكتب: التجربة السنغافورية قناة السويس الجديدة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعتبر التجربة السنغافورية الحديثة فى النهوض بالدولة والمجتمع، أحد أهم نماذج النهوض على المستوى الإقليمى والدولى.. كل العالم يعرف أن سنغافورة دولة فقيرة فى مواردها الطبيعية.

إذ حول الزعيم السنغافورى (لى كوان يو) القائد التاريخى بلا منازع سنغافورة من جزر متهالكة تعانى من تدنى مستوى التعليم وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، يعتمد سكانها على الصيد إلى أهم مركز تجارى ومالى فى العالم بفضل جودة التعليم وسياسة الانفتاح وتشجيع القطاع الخاص، وتوسيع القاعدة الاقتصادية.. مما جعل دخل المواطن السنغافورى يأتى فى المرتبة التالية فى مستوى الدخل الفردى بالنسبة لأمريكا، ويرجع ذلك إلى النهضة الكبيرة فى مجال التقنية والتكنولوجيا.

اهتم (لى كوان يو) بالتعليم فإنشاء المدارس والجامعات وأرسل الشباب إلى الخارج للتعلم، ومن ثم الاستفادة من دراساتهم لتطوير وتنمية البلاد، كما اعتمد على أفضل المناهج الدراسية فى العالم، حيث أصبح طلاب سنغافورة يتصدرون الأولمبياد الدولية فى مواد الرياضيات واللغة والعلوم.

قام ببناء مدينة (جورونغ) الصناعية على مساحة 9 آلاف فدان لجذب الاستثمارات الأجنبية فاتجه إلى بناء قاعدة صناعية فى الإلكترونيات ومعدات الحفر العملاقة وتصنيع الأدوية والمواد الغذائية المصنعة والمشروبات ومنتجات المطاط وإصلاح السفن.

بعد أن تم تدريب وتأهيل آلاف الشباب ليصبحوا فنيين وتقنيين أصبحت سنغافورة من كبريات دول العالم فى حجم الصادرات وتحقق 240 مليار دولار سنويا.. فإن قفزات التطور والتقدم قامت على أساس من العلم والتعليم والتدريب والتأهيل، مما جعل سنغافورة نموذجا يدرس فى كبرى الجامعات فى العالم عن كيفية تطوير دولة فقيرة منعدمة للموارد الطبيعية إلى دولة متقدمة.. واستغلت سنغافورة موقعها الجغرافى المتوســـط بين اليابان وأوروبا واندمجت فى الاقتصاد الدولى، وأصبحت تستقبل 70% من تجارة الحاويات فى العالم.. إذ حول 180 كم شواطئ إلى ميناء عالمى يقدم كل الخدمات من الشحن والتموين وإصلاح السفن واكتسبوا سمعة عالية فى الانضباط والتجويد والسرعة المذهلة فى دخول وخروج الحاويات.

وقام بالقضاء على الفساد المالى والإدارى بقوانين شديدة القسوة. فأصبحت سنغافورة فى قائمة أكثر عشر دول فى العالم من ناحية الاستقرار الاقتصادى ومن ناحية معدلات النمو، وهى محطة جاذبة لملايين السياح من كل أنحاء العالم.

الحمد لله لدينا قناة السويس بأهميتها تتفوق على موقع سنغافورة ولا تقدم أى خدمات وتعتمد فقط على الرسوم، التى تصل إلى 5، 4 مليار دولار وميناء دبى يصل دخله من الخدمات 12 مليار دولار سنويا.. أعتقد بعد إنشاء ممر قناة السويس الجديد يمكن أن نحقق 12 مليار دولار دون استثمارات . واذا نفذنا المشروع المتكامل حول قناة السويس الذى تم طرحه فى المؤتمر الاقتصادى العالمى فى شرم الشيخ فسوف يحقق مائة مليار دولار سنويا، إن شاء الله.. هل يمكننا أن نكرر تجربة سنغافورة فى مجال التعليم والتدريب لخدمة أهداف التنمية فى مصر حتى نصل إلى ما وصلوا إليه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

hisham

هههههههههههه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة