عصام البنا يكتب : مجتمع بلا مشاعر

الإثنين، 25 مايو 2015 06:06 م
عصام البنا يكتب : مجتمع بلا مشاعر مدرس يضرب طالبا - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مجتمع كاره للتعليم، آلة إعلامية لا تدخر جهدا فى تشويه صورة المعلم والمدرسة، مدارس بلا تأمين، قوانين تسلب المعلم كل صلاحياته، أسر تلعن وتسب المعلم والمدرسة فى كل مناسبة، تدنى مستوى الأخلاق فى بلاد مهد الأديان .
إذا اجتمعت كل هذه العوامل فى مجتمع فلا عجب أن نرى مشهد اغتصاب معلمة العمرانية يتكرر، وسوف يتكرر طالما أن المجتمع يحقر دور التعليم والمعلم، وطالما اجتهدت البرامج الفضائية فى التشهير بالمعلمين إذا ضرب أحدهم طالبا، وتأليب الرأى العام ضدهم وخلق رأى عام ناقم على المعلم بلا مبرر .
سوف يتكرر مشهد المعلمة المسكينة طالما ينتدب المعلمون للإشراف والرقابة على امتحانات فى أماكن نائية بلا تأمين، وفى ظل غياب لدور الشرطة، وتقاعس متعمد من مسئوليها عن حماية المعلم .طالما أن كل القوانين المنظمة للعملية التعليمية تصب فى مصلحة الطالب باعتباره ملاكا بريئا ذهب لتلقى العلم، وتحرم المعلم من ابسط حقوقه فى الدفاع عن نفسه باعتباره شيطانا رجيما ذهب للانتقام من طلابه .
سوف يتكرر المشهد طالما يتلذذ الآباء والأمهات بسب وإهانة المعلم وإدارة المدرسة أمام الطالب، وتعمد تحقيرهم ووصفهم بأبشع الصفات وتعميم ذلك دون تمييز .
وسوف يتكرر المشهد إذا تدنت الأخلاق لهذا الحد، فالتدنى الأخلاقى احد أهم الأسباب التى تقود المغتصب وتحرك شذوذه .
سوف يتكرر طالما هناك مثلها معلمة أبت أن تسمح بالغش لطلابها فعاقبوها بمحاولة اغتصابها، قسم شرطة رفض طلب الغوث، مدير إدارة رفض التدخل وآسر السلامة، مدير مديرية تقول : قد تصل العقوبة للفصل لمدة عام .
أما إذا أردنا أن لا يتكرر مثل هذا المشهد فعلينا تتبع أسباب هذا السلوك السادى العدوانى، والبحث عن علاج لتلك الأسباب فعلم النفس يصف المغتصبون من الرجال بأنهم - فى العادة - تكون لديهم رغبات جنسية منحرفة وشاذة وسلوك غير اجتماعى، ويميلون للطبع التهجمى والعدوانى وتستفزهم كثيرا المظاهر الجسدية، وغير قادرين على التحكم فى انفعالاتهم وكبتها، وهم فى الغالب من المستويات الاجتماعية والاقتصادية المتدنية ومن ذوى المستويات الثقافية المحدودة وينحدرون ( اغلبهم ) من أوساط اجتماعية تترعرع فيها الجريمة والانحراف والتفكك الأسرى والاجتماعى والإحباطات النفسية، وممن تعرضوا بدورهم لاعتداءات جسدية أو مادية وعانوا من معاملات قاسية فى صغرهم وفى فترة مراهقتهم، والبعض منهم لم يعرف الاستقرار النفسى .
والسبب فى ذلك كله يرجع إلى غياب الوازع الدينى والرقابة الأسرية، فالتنشئة الاجتماعية السليمة ( الدينية والأسرية والإعلامية ) تلعب الدور الأهم فى القضاء على الاغتصاب .









مشاركة

التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

ضياع الأخلاق

عدد الردود 0

بواسطة:

Mahmoud

That is really what we need

عدد الردود 0

بواسطة:

حسبي الله ونعم الوكيل طب ما المعلم يبقي معلم مش جلاد

هو التعليم بالاهانة والجرح

لا هنسقف للمعلم اللي يقتل اولادنا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة