الجمعيات العمومية للأحزاب الإسلامية ترفع شعار "سرى للغاية".. الجماعة الإسلامية ترفض الإعلان خوفا من الملاحقات الأمنية.. و"الوطن" يعلن عنها بعد انعقادها بيومين.. و"النور" يخشى تهديدات الإخوان

برز خلال الفترة الأخيرة قيام الأحزاب والجماعات الإسلامية بتنظيم جمعياتها العمومية بشكل سرى، حيث يتم مفاجأة الجميع بانعقاد الجمعية سواء كانت عادية أو طارئة بعيدا عن وسائل الإعلام، وهو ما يثير علامات استفهام كثيرة حول أسباب اتخاذ هذا الأسلوب فى حين تعلن الأحزاب المدنية عن عقد جمعياتها العمومية قبل انعقادها بفترة كبيرة، كما تعلن عن الخطوات التى ستتخذها خلال انعقاد جمعياتها.

اختلفت الأسباب التى أعلن عنها كل حزب إسلامى حول عدم الإعلان عن جمعيته العمومية، فالبعض برر بأن الظروف الحالية لا تسمح بانعقاد الجمعية نظرا للمخاطر الأمنية، بينما أرجع آخرون السبب للخوف من اعتداءات بعض الفصائل الإسلامية الأخرى عليهم.

البناء والتنمية يعقد جمعيته العمومية بشكل سرى

البداية كانت بالجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية، الذى عقد عدة جمعيات عمومية لمراجعة الموقف من الاستمرار فى تحالف دعم الإخوان وكانت نتائج الجمعية تخرج بالاستمرار فى التحالف، ولكن كان يتم عقد هذه الجمعية بشكل سرى دون إعلام أحد وتخرج النتائج بشكل مفاجئ دون أن يعرف أحد أن هناك جمعية عمومية قد عقدت تخوفا من الملاحقات الأمنية.

الوطن فاجأ الجميع بجمعيته العمومية بعد انعقادها بيومين

ووصل الأمر إلى حزب الوطن، الحزب المنشق عن النور، والذى يترأسه الدكتور عماد عبد الغفور، رئيس حزب النور السابق، ومساعد الرئيس المعزول محمد مرسى، حيث فاجأ حزب الوطن الجميع بعد عقد جمعيته العمومية بيومين أن الحزب جدد الثقة فى رئيسه وناقش اللائحة المالية للحزب، وعقدت الجمعية بشكل مفاجئ دون علم أحد أيضا.

النور خشى من تهديدات الإخوان فعقدها بعيدا عن الإعلام

عقد حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية، جمعيته العمومية العادية أمس بعيدا عن الإعلام تماما، وبرر الحزب ذلك بأنه تجنبا لاعتداءات الإخوان على قيادات وأعضاء حزب النور والتى استمرت خلال الأيام الماضية، وقال الحزب إنه يعقد جمعيته العمومية كل عام ما بين شهر إبريل إلى شهر مايو وفى كل عام يتم إعلام كل وسائل الإعلام بهذه الجمعية العمومية، ولكن تم عقدها هذا العام بعيدة عن الإعلام، نظرا للتهديدات التى يتلقاها الحزب من أعضاء الجماعة، وتحريض قيادات الخارج المستمر عليهم.

قال سيد مصطفى خليفة، نائب رئيس حزب النور، إن سبب عدم إعلان الحزب عن جمعيته العمومية حتى لا يحدث انزعاج لبعض مؤسسات الدولة من انعقاد هذه الجمعية التى يحضرها جميع قيادات الحزب، موضحا أنه ليس من المنطق أن يحدث الحزب أزمة للدولة بسبب انعقاد الجمعية العمومية.

ومن جانبه، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الأحزاب الإسلامية دائما ما تعتبر الجمعية العمومية من القضايا التنظيمية التى لا يجب للرأى العام أن يكون على علم بها على عكس القوى المدنية.

وأضاف "ربيع" أن بعض الأحزاب الإسلامية التى تحاول إخفاء أعضائها من الأمن تنظم جمعياتها العمومية أيضا بعيدة عن الإعلام ولكن الأجهزة الأمنية على علم بكل ما تقوم به تلك الأحزاب.