امانى ماجد

اغتيال مع سبق الإصرار

الأحد، 24 مايو 2015 11:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى شرفة المنزل رقم 4 بشارع نبيل السباعى بحدائق القبة، كتب شاعر الشباب أجمل ما شدت به كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، وأسعدت وما زالت تسعد ملايين المحبين للفن والذوق الرفيع، ليخلد التاريخ حب رامى لسومة، ويتغنى بجراحه وآلامه وآماله الملايين..

ومن ذلك المنزل سمع العالم كله جددت حبك ليه بعد الفؤاد ما ارتاح، ورق الحبيب وواعدنى، وأقبل الليل يا حبيبى ونادانى حنينى، والصب تفضحه عيونه، ومصر التى فى خاطرى، ويا ظالمنى وقلبى من رضاك محروم، وهجرتك يمكن أنسى هواك، وحيرت قلبى معاك.. و.. و..

وظل منزل أحمد رامى بحدائق القبة شاهدا على جزء ليس يسيرا من تاريخنا الفنى، وبعد أن كانت تخرج منه أعذب الكلمات لتغرد بها أجمل الأصوات، نال الإهمال من "بيت القصيد" من ناله، وتقرر هدمه، وأصبح البلدوزر سيد الموقف، ليعلن الاغتيال المعنوى لشاعر الشباب ومعه أحلام أجيال اعتادوا أن يستيقظوا على أصوات الهدم وليس البناء.

فلم تشأ وزارة الثقافة أو أى وزارة أو هيئة فى مصر أم الدنيا أن تأمر بترميم منزل رامى، ليصبح قبلة لطلاب الفن الراقى من الجمهور والطلاب والأشقاء العرب الذين لا تعنى عندهم مصر سوى النيل وأم كلثوم والأزهر.

نفس واقعة الاغتيال التى تحدث مع سبق الإصرار والترصد لمنزل رامى، حدثت لمنزل حبيبته أم كلثوم، وكأنهما على موعد فى الهدم، كما كانا على موعد فى بناء الذوق الرفيع، فهدم ورثة أم كلثوم المنزل الذى ولدت فيه "الست" بقرية طماى الزهايرة بالسنبلاوين، بالدقهلية، بعد أن تم هدم الفيلا الخاصة بها !!

للأسف، هدموا كل جميل فى حياتنا، ولم يتركوا لنا حتى الذكريات، كل شىء يهدم ويباع، وكأن ماضينا أصبح عبئا على مستقبلنا وليس شاهدا عليه وعلى أيام الزمن الجميل..

ألا يعلم المسئولون أننا جيل حرم من كل جميل، وتسلل إلى مسامعه كل قبيح، فلم ننتظر حفلات كوكب الشرق أم كلثوم مطلع كل شهر، ولم نستمتع بحفلات الربيع لفريد الأطرش ولا العندليب، ولم نذهب إلى دور السينما لنشاهد سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة ولا سندريلا السينما المصرية سعاد حسنى.. ألم يعلموا أننا جيل يسمع من يغنى للحمار والحصان والحنطور ومن تطالب بـ"بوس الواوا"؟!

إننا نعيش زمن القبح والإسفاف، زمن تستبعد فيه القامات ويستدعى الأقزام..
وكما اغتالوا منازل القامات الفنية، يغتالون أحلامنا البريئة فى نسمة هواء أو جلسة هادئة على ضفاف النيل الخالد، الذى كتب عليه لافتة "للأغنياء فقط"، خصخصوا أى متعة بسيطة فى الحياة لصالح طبقة واحدة فقط.

كيف نبنى مستقبلنا ونحن نهدم ماضينا؟ وهل نناشد السيد الرئيس إنقاذ تراثنا الفنى ومعالمنا الثقافية وأين الوزارات المعنية؟!
إن هدم منزلى أحمد رامى وأم كلثوم اغتيال مع سبق الإصرار والترصد للزمن الجميل، فى الفن والعلم والدين والسياسة والنقاء.. فهل يسمعنا أحد؟!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

الزمن اللى كان

عدد الردود 0

بواسطة:

Mahmoud

لا حياة لمن تنادي

عدد الردود 0

بواسطة:

سعاد

تكاتك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة