مونيكا ناجى تكتب: فتاة فى زمن اللاحب

السبت، 23 مايو 2015 10:11 م
مونيكا ناجى تكتب: فتاة فى زمن اللاحب حب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن فتاة فائقة الجمال بل كانت عادية الشكل، لكن بساطتها هى مصدر فضول الجميع. كيف لفتاة فى هذا الزمن أن تكون بتلك البساطة ! واضحة ككتاب مفتوح، سهلة الفهم كالسهل الممتنع؛ لسهولة فهمها يعتقد الجميع أنها حتماً تخفى جانبا آخر من شخصيتها. ترفض الخطأ ليس لشىء ولكن لإيمانها بأنه شىء غير مناسب وغير مريح، فتاة لا تحب الكذب وإن لجأت له يوماً فكل ما فيها يفضحها.

لم تكن حياتها سهلة بل كانت كأرض مليئة بالألغام لكنها كانت ترقص عليها كراقصة بالية محترفة راسمة على تلك الأرض المفخخة شكل فراشة زاهية الألوان مفعمة بالحياة.

كانت ضحكاتها تملئ أى مكان تتواجد غيه وكل من سمع أو رأى تلك الضحكات اعتقد أنها لم تعان شيئا فى الحياة. لم يفهمها إلا قليل القليل فمن يصدق أن فتاة تأتيهم فى الصباح بخطى واثقة مكحلة العينين ذات أحمر شفاه صارخ وضحكة عريضة رسمت علامة على وجنتيها كانت بالأمس تصارع الحياة نهاراً وتبلل وسادتها بالدموع ليلا.

فتاة تؤمن بالحب لكنها تخاف من كل من اقترب منها، تفتح الأبواب على مصراعيها لكن بمجرد شعورها باقتراب أحدهم منها تغلق الأبواب بمنتهى العنف وتعلق مئات الأقفال لأنها تخاف من استعمار قلبها؛ تخاف من الشعور بالضعف وهى التى تحرك الجبال بيديها.

ترفض كل إشارات الإعجاب وكأنها تعلن أن ملك قلبها لم يأت بعد وأنها لن تسمح لأحدهم باستئجار مكانة فى قلبها لأنها تعلم كم يدمر هؤلاء المستأجرون قلوب العذارى. لم تكن فقط عذراء الجسد لكنها كانت أيضا عذراء القلب، لم تختبر الحب إلا من خلال رويات الكتاب القدامى الذين يصفون الحب فى أنقى صوره ويصورونه وكأن من السهل العثور عليه كما تعثر على قطعة نقود ملقاة فى الطريق أمامك تلتقطها فى ثوان فتصبح ملكك.

فتاة تتخيل الزواج فى صورة زواج حنون تستند عليه الزوجة فتستريح وزوجة حنونة وبشوشة تزيل كاهل الزمن من على أكتافه، لكن لقوتها فى مواجهة الحياة لم تجد بعد ذلك الرجل الأكثر قوة منها الذى تستطيع أن تسند رأسها على صدره وهى مطمئنة، وأنها وإن كانت تسير معه مغمضة العينين فهو بالتأكيد قد حضر لها مفاجأة فلن تخاف أبداً مادام ممسكاً بيديها.

كيف لفتاة مؤمنة بالحب أن تخاف منه بهذا القدر!! غير أنها مؤمنة أيضاً بأن محظوظون من يجدون شريك الحياة المناسب فى هذا الزمن.

لم تتزوج بعد لأنها أيضاً لا تعتقد أنها الشريكة المناسبة التى يمكن الاعتماد عليها، بل ترى أنه مازال هناك الكثير لإصلاحه فى شخصيتها. لا تريد أن تخسر ما لم تمتلكه بعد بعنفها وتهورها، على استعداد تام بأن تعيش بدون علاقة حب واحدة عن أن تخوض علاقة خاسرة. ولأنها فتاة يسير الحب فى دمها وكأنه المصل الذى يمدها بالحياة ولأنها لم تجده بعد؛ فهى تعيش بمسكنات الروايات منتظرة رجل يحبها بكل كيانه ويقنعها بالقفز معه من طائرة دون تردد أو خوف، رجل يعرف معنى للحب أسمى وأوقع مما قرأت عنه فى الروايات، رجل لا يتركها عند أول لغم بل يعبر معها الألغام وهو مازال ممسكاً بيدها ليسير معها فى الطريق نحو الأفضل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

مارجريت مجدي

ممتعه

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجده اديب

نادرة الوجود

عدد الردود 0

بواسطة:

هبة جمال

قراءة

اعجبنى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة