رئيس "الوفد" بمؤتمر صحفى عقب لقاء "السيسى": الحزب ورئيسه لن يترنحا.. والمُحالين للتحقيق وافقوا على عرض بتعيينهم بالهيئة العليا.. "البدوى":الرئيس أقسم أنه بعيداً عن التسريبات وأطالب بتدخل النائب العام

استكمالاً للسير نحو مسار التصالح وحل الأزمة المحتدمة داخل حزب الوفد، عقد الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد مؤتمراً صحفياً مساء أمس الأربعاء بمقر الحزب الرئيسى بمنطقة الدقى، عقب اجتماع مغلق لعدد من قيادات الحزب ناقش خلاله معهم ما جاء بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح الأربعاء، ومعه عدد من القيادات المُحالة للتحقيق، بحثاً لحل الأزمة بالحزب.

الرئيس حريص على وحدة صف الحزب

وقال الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، إنه استشعر قيمة حزب الوفد بعد دعوة الرئيس السيسى له، موضحاً: "لو كان حزب آخر غير الوفد ما كان كل ذلك الاهتمام، وبطمن الناس إن الوفد باق، واهتمام الرئيس وحرصه على وحدة صف الحزب جعلنا نستجيب لهذه المبادرة منه" ، واصفًا حديث الرئيس بأنه كان منصبا فى الأساس على الوحدة بين كل أطياف الوطن.

وأكد "البدوى" خلال كلمته بالمؤتمر، أن حزب الوفد لن يخذل الرئيس، وسيظل داعما وظهرا للدولة المصرية، مضيفاً: "نرحب بالأعضاء المحالين للتحقيق فى إطار لائحة الحزب ومؤسساته، و قد عُرض أكثر من إقتراح على الثمانية أعضاء المُحالين للتحقيق فى إطار التصالح بعد لقاء رئيس الجمهورية، منها فتح باب الترشح للهيئة العليا لمدة 24 ساعة، إلا أنهم أبدوا رفضهم لهذا الأمر، إضافة إلى مُقترح بتعيينهم ضمن الـ10 أعضاء الذين يتم تعيينهم من رئيس الحزب وفقاً للائحة الحزب وهذا ما وافقوا عليه".

وتابع رئيس حزب الوفد، أن اجتماع الهيئة العليا اليوم لم يشهد أية قرارات وذلك لعدم اكتمال النصاب القانونى، مؤكدًا أنه سيدعو الجمعية العمومية لاجتماع طارئ السبت المقبل لبحث واتخاذ القرار المناسب، مشدداً على أن انتخابات الهيئة العليا للحزب فى موعدها، مضيفاً: "ستكون شاهدًا على وحدة الوفد وانتصارا لديمقراطية الوفد، مضيفًا أن الرئيس السيسى أكد حرصه على دعم الأحزاب وصولاً للمشهد السياسى، وسنكون على مسافة واحدة من جميع المرشحين".

البدوى: لا علاقة للسيسى بالتسريبات

و فى سؤال له عقب كلمته بشأن تسجيلات مكالماته التليفونية التى أُذيعت له خلال الفترة الأخيرة، قال الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى أقسم أنه ليس له علاقة بالأمر، موضحًا أن رد الرئيس أثلج صدره، وشدد "البدوى" على أن إذاعة تلك التسريبات تعد جريمة واعتداء على الدستور، مطالبًا النائب العام بالتدخل دون أن يقدم له بلاغًا.

وشدد رئيس "الوفد"، أنه لم يذكر فى أى من مكالماته أنه يعتقد بأن الإخوان تدعمه ليكون رئيس جمهورية، وأبدى استغرابه من تلاحق الضربات عليه وعلى الحزب قائلا: "أشعر بالمفاجأة من توالى السهام علىَّ وعلى الحزب ولا أعلم من وراءها، والحزب ورئيسه لن يترنحا، ومن معه الله من ذا الذى عليه؟".

وفى ذلك الإطار، كشف الدكتور السيد البدوى، عن تفاصيل اجتماع حدث إبان انتخابات 2012 بمنزله بحضور المعزول محمد مرسى، قائلا: "مرسى جالى البيت وقتما كان رئيسا لحزب الحرية والعدالة ومعه سعد الكتاتنى، وكان المهندس حسام الخولى متواجدًا، وعرضوا عليا أن يحصل حزب الوفد على 40% من قوائم الانتخابات، وأن يحصل الإخوان على 50%، و10% لباقى القوى، ويومها مرسى قال كفاية على كل واحد من الأحزاب اللى معانا كرسى ورفضت".

"لما إحنا مع الإخوان ما تحالفناش معاهم ليه"

وأضاف البدوى، خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى: "قولتله يا دكتور محمد أحنا هنخوض الانتخابات منفردين، حتى نقف على حجم الوفد وقوته فى الشارع السياسى". وتابع فى هذا الشأن، "شُكلت جبهة الإنقاذ هنا فى بيت الأمة بحزب الوفد"، متسائلا: "ولما احنا مع الإخوان ما تحالفناش معاهم ليه؟!، وأعلنا فى 30 يونيو سقوط نظام محمد مرسى من هنا ليه؟!، ورفضت رئاسة الوزراء فى عهد مرسى ليه؟".

وقال بهاء أبو شقة، سكرتير عام حزب الوفد، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع قيادات الوفد، أمس، أكد أنه يريد تحقيق الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق بوجود برلمان توافقى وفقًا لما تنص عليه المادة الخامسة من الدستور على أن نظام الحكم فى مصر يقوم على أساس التعددية الحزبية.

وأكد أبو شقة، خلال كلمته بالمؤتمر، أن مصر اقتربت من الانتهاء من خارطة الطريق والوصول للديمقراطية والمبادئ التى قامت عليها ثورتا 25 يناير و30 يونيو، مشيرا إلى أن لقاء الوفد مع الرئيس كان لقاءً وديًا وأثمر عن أن أى خلاف داخل الحزب ليس إلا خلاف فى الرأى ومجرد اللقاء مع الرئيس انتهى كل شىء.

وأوضح أن الجمعية العمومية عرضت على مؤسسات الحزب فردًا فردًا، وكان واضحًا أمام الرئيس أن القائمة سليمة وفقًا للائحة، معلنًا تحديه بأن يأتى باسم أحد من الأعضاء تم تعيينه بإرادة منفردة من أى شخص.

وبشأن الأعضاء المحالين للتحقيق، قال أحمد عودة نائب رئيس حزب الوفد ورئيس اللجنة الخماسية للتحقيق مع أعضاء الهيئة العليا المحالين للتحقيق بالحزب، إن ملف الـ8 أعضاء المحالين للتحقيق سيرد إلى الهيئة العليا الجديدة المقرر انتخابها الجمعة المقبلة.

وأضاف "عودة"، فى تصريحات صحفية على هامش انعقاد اجتماع مغلق لرئيس "الوفد" الدكتور السيد البدوى وعدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب بمقر الحزب، وذلك عقب لقائه رموزًا من الأعضاء المحالين للتحقيق بالرئيس السيسى صباح أمس، أن الهيئة العليا ستبحث وقف قرار إيقاف نشاطهم وإحالتهم للتحقيق، وكذلك بحث تعيين جزء منهم أو ما يسمح به رئيس الحزب.