بعد زيارة أردوغان لإيران.. هاآرتس: تركيا "راقصة" كل الحفلات.. محلل إسرائيلى: أنقرة دعمت السعودية فى حربها باليمن.. وتسعى لتوطيد علاقتها بطهران حفاظا على العلاقات التجارية المرتقبة بعد الاتفاق النووى

الأربعاء، 08 أبريل 2015 04:47 م
بعد زيارة أردوغان لإيران.. هاآرتس: تركيا "راقصة" كل الحفلات.. محلل إسرائيلى: أنقرة دعمت السعودية فى حربها باليمن.. وتسعى لتوطيد علاقتها بطهران حفاظا على العلاقات التجارية المرتقبة بعد الاتفاق النووى أردوغان خلال زيارته لإيران ولقائه بروحانى وخامنئى
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتمت جميع الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، بالزيارة التى قام بها الرئيس التركى أمس لإيران، رغم انتقاده لها فى وقت سابق بسبب تدخلها السافر فى شئون الدول العربية والخليج العربى، وهى الزيارة التى جاءت مفاجئة لدول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية بعد تأييده لهجمات التحالف العربى ضد ميليشيات "الحوثيين" الشيعية فى اليمن.

روحانى وأردوغان "قنفذين" يحاولان إقامة علاقة


وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، فى افتتاحيتها اليوم، خلال تقرير لها إن تركيا عبارة عن "راقصة" تتلوى فى جميع حفلات العرس، مضيفة أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قد شوهد ونظيره الإيرانى حسن روحانى أمس الثلاثاء، كـ"قنفذين" يحاولان إقامة علاقة بينهما.

مصلحة تركيا الاقتصادية مع إيران


وقال الخبير الإسرائيلى تسيبى برائيل، المتخصص فى شئون الشرق الأوسط، خلال تقريره بالصحيفة العبرية، إنه رغم وقوف أنقرة إلى جانب السعودية، فإن العلاقة مع إيران أيضا مهمة بشكل خاص لها، لأنها تعرف حجم الفرص الاقتصادية المرتقبة لها إذا تم توقيع الاتفاق النووى النهائى الذى سيؤدى إلى إزالة العقوبات الدولية ضد طهران.

	جانب من تقرير هاآرتس حول أردوغان وزيارته لإيران -اليوم السابع -4 -2015
جانب من تقرير هاآرتس حول أردوغان وزيارته لإيران


وأضافت الصحيفة العبرية أن تصريحات أردوغان وروحانى، فى المؤتمر الصحفى الذى لم تطرح فيه أسئلة، قد بدت كما لو أنه قد تمت برمجة كل فاصلة فيها بعناية فائقة، حيث قال أردوغان "نحن بحاجة إلى تحمل مسئولية الوساطة من أجل إيقاف سفك الدماء فى العراق وسوريا".

وأشارت هاآرتس إلى أن أردوغان تجنب ذكر مشاركة تركيا فى التحالف العربى المعادى لإيران، والذى يعمل فى اليمن ضد الحوثيين، حيث قال "لا يهمنى إن كان هؤلاء الذين يقتلون من السنة أم من الشيعة فالجميع مسلمون"، لافتة إلى أن الرئيس التركى، بخلاف إيران يطالب بعزل بشار الأسد عن السلطة كشرط لموافقته على المشاركة فى تحالف غربى ضد "داعش".

النزاعات والخلافات بين تركيا وإيران



وأوضحت الصحيفة العبرية أن هذه النزاعات ليست الوحيدة بين تركيا وإيران، حيث إنه قبل نحو أسبوعين، صرح أردوغان بأن هدف إيران هو السيطرة على المنطقة وبأنه يجب إيقافها، وفى المقابل طالب 65 عضوا فى البرلمان الإيرانى من رئيسهم إلغاء زيارة نظيره التركى لطهران، وبالإضافة لذلك، وقفت تركيا إلى جانب السعودية ضدّ الحوثيين فى اليمن، وتعتبر السعودية تركيا حليفا فى المحور السنى الذى تسعى إلى تشكيله ضد إيران، مشيرة أيضا إلى أن سعر الغاز المرتفع الذى تدفعه تركيا لإيران يغضب أردوغان الذى وعد بشراء المزيد من الغاز الإيرانى إذا وافقت الأخيرة على تخفيض سعره.

	أردوغان خلال زيارته لإيران ولقائه بروحانى وخامنئى -اليوم السابع -4 -2015
أردوغان خلال زيارته لإيران ولقائه بروحانى وخامنئى


المصالح المشتركة بين تركيا وإيران


وقالت هاآرتس "إلى جانب تلك النزاعات، فلدى إيران وتركيا مصالح مشتركة عديدة، حيث يبلغ النطاق التجارى بين البلدين نحو 14 مليار دولار، وعلى الأقل - وفقًا لتصريحات كلا الطرفين - فهما يطمحان إلى مضاعفة حجمه ثلاث مرات، وتتفق كلتا الدولتان على خطر قيام دولة كردية مستقلّة".

وأضافت الصحيفة العبرية أن تركيا تعتبر أيضا المورد الرئيسى للسلع الاستهلاكية للعراق، حليف إيران، ورغم الشكوك المزمنة بين كلتا الدولتين، فإن العلاقة الاقتصادية والسياسية مع إيران مهمة بشكل خاص لتركيا، التى تعرف حجم الفرص الاقتصادية المرتقبة لها بعد إزالة العقوبات عنها، حيث ستسمح الشرعية التى ستحظى بها إيران لتركيا بأن تشترى كميات كبيرة من النفط بسعر تنافسى، والمشاركة فى صناعة السيارات الإيرانية والفوز بمناقصات البناء الضخمة المرتقب افتتاحها.

	أردوغان وروحانى خلال مراسم الاستقبال فى طهران -اليوم السابع -4 -2015
أردوغان وروحانى خلال مراسم الاستقبال فى طهران


تركيا تحافظ على علاقتها بالسعودية



وأوضحت هاآرتس أنه فى الوقت نفسه، لا تتخلّى تركيا عن العلاقة التى نشأت حديثًا مع السعودية، فمن المرتقب أن يجلب ذلك مصالحة مع مصر، التى استبعدت تركيا منها منذ ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس الإخوانى السابق محمد مرسى، وتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم، مضيفة أن أردوغان تلقى قبل مغادرته إلى إيران محادثة من ولى العهد السعودى ووزير الداخلية، محمد بن نايف، الذى طلب الضمان بأن تركيا لن تحيد عن الاتفاقات التى حقّقتها البلدان فى زيارة أردوغان للرياض، وخصوصا فى كلّ ما يتعلّق بالتعاون فى الحرب باليمن.

تركيا راقصة جميع الحفلات


وأنهت الصحيفة العبرية تقريرها قائلة إن تركيا حريصة أن ترقص فى كل حفلة رقصة ليكون لها وضع من جديد فى الشرق الأوسط، حيث عانت سياستها الخارجية حتى الآن من ضربة تلو الأخرى.

الضربات التى ضربت سياسة تركيا الخارجية


وأوضحت الصحيفة أن تلك الضربات التى تلقتها تركيا لسياستها الخارجية كانت بداية من انقطاع العلاقات مع إسرائيل وسوريا، والخسائر الكبيرة لها فى ليبيا، والشرخ فى العلاقات مع مصر، والرياح الباردة من قبل السعودية والمواجهة مع الولايات المتحدة، على خلفية رفض تركيا الانضمام إلى التحالف ضد "داعش".

	مراسم استقبال أردوغان فى طهران -اليوم السابع -4 -2015
مراسم استقبال أردوغان فى طهران


ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن المحللين الأتراك سارعوا إلى المقارنة بين إيران، التى يرتقب أن تلعب دورا كبيرا إن لم يكن رئيسيا، فى ألعاب السياسة الإقليمية، وتركيا، التى فقدت مرساتها فى المنطقة وبين إيران، التى يستخدم رئيسها "تويتر" و"فيس بوك"، وتركيا، التى أمرت الحكومة فيها بحجب مواقع التواصل الاجتماعى.

وأوضحت هاآرتس أنه لا تزال تلك مقارنة بعيدة المنال، فأمام إيران طريق طويل لتجتازه حتى تصل فقط إلى مستوى حقوق الإنسان المقيدة فى تركيا، لافتة إلى أنه فى المنطقة دور حاسم للمقارنات حيث تجمع إيران لنفسها رصيدا لصالحها بينما يتم دفع تركيا إلى الهامش.


موضوعات متعلقة..


- لأول مرة.. إيران تستخدم الخيالة فى استقبال أردوغان وترفع راية "يا حسين"








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة