مدحت مصباح جميل يكتب: الإعلام لا يصنع عقلاً ولا فكراً

الإثنين، 27 أبريل 2015 06:08 ص
مدحت مصباح جميل يكتب: الإعلام لا يصنع عقلاً ولا فكراً ماسبيرو

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن دور الإعلام على اخـتلاف أساليبه وتنوع وسائله فى حيـاة الـبـشر أوسـع وأعمق بـكـثير من أن يسعه الوقت أو الكلمات التى لابد ألا يتجاوزها مـقـالى.. لـذا فسأحاول جاهدًا أن أصيب عمق الهدف الذى أنـشـده دون مقدمـاتٍ كـثـيرة .

ولعلى أقفز سريعاً من مراحل التطور الشكلى والتكنولوجى للإعلام لأن جوهر الفكرة كان مازل واحداً – " إيصال الناس ما يهمهم " - .
ثـم دعونى أصل إلى أن تطورت الصحافة ليصبح هناك تحليلات ورؤى وأفكار تناقش .. فلم يعد الإعلام مجرد إعلان فلقد أصبح يخاطب العقول والقلوب ثم تطور لنصل إلى الصحافة التلفزيونية فوصلنا إلى علامة فارقة حيث أصبح الإعلام يأخذ منحى يصل إلى ما يصفه البعض بصناعة الوعـى.. وهنا أرفض ما يطرحه البعض من أن المتلقى فارغ العقل وعـيـهُ قطعة طـيعة يمكن فى المطلق تشكيلها خاصة مع تنوع مصادر الإعلام .

إن الإعلام لا يصنع عقل ولا فكر البشر الذى وهبه الله لهم لكن الإنسان بعقله هو من يفكر ويختار بين الأفكار التى تطرح عليه.. وما يتوافق مع توجهاته بل وأحياناً أهوائه يستمع إليه ويستقى منه ويجنب الأخر .. ولا يتقبل الإنسان العاقل كل ما يصدر إليه من أى وسيلة أياً كانت مصداقيتها فيما سبق إن وجد شذوذاً عن النسق المتسق مع فكره وهذا ما يفسر تقلب الناس واختلاف آرائهم فى نفس المصدر بين كل فترة وأختها .

لكن دعونى أقولها – بكل الصدق – إن وضع السم فى العسل يحدث إما جهلاً أو عمداً فى الإعلام عن طريق إعلاميين بلا وعى أو بلا أخلاق .

فكما أشرت أن عقل المتلقى لا يستقبل إلا ما يتسق مع قناعاته لذا تجده يتابع مصادر ويثق بها ويعزف عن أخرى ويشكك فيها .. لكن الخطورة الحقيقية هى فى التزييف عند طرح مقدمات مزيفة والبناء عليها لنصل إلى نتائج خبيثة .. فنطرح أفكار تتعلق بإتجاه وتوجه المشاهد ثم ندس أكاذيباً ونهول تارةً ونهون أخرى ونلقى الضوء على شىء نريد أن نبرزه ونغض الطرف عما نريد أن نخفيه ولا مانع من الإشاعات والتفسيرات المغلوطة للأحداث بما يخدم التوجه .. فيقع المتلقى صريع هذا الكذب المدعوم بالتدليس المحبك .. فالفكرة وافقت هواه وتوجهه لذا يتقبلها وينخدع بها ويصدقها ثم يتحول هـو إلى مروج للكذب عن عمدٍ أو جهلٍ عن طريق النشر على مواقع التواصل الاجتماعى التى هى نقمة ونعمة كشأن كل شئ فى الحياة هـو على محك استخدام الإنسان له .

فى نهاية المقال لن أخاطب واهماً خـيـريـة من يصنع إعلاماً ليخدم توجهاً .. إنما أخاطب آمـلاً عـقـلَ المتلقى " تحقق من كل ما تسمع فى زمن الزيفِ والتدليسِ وابدأ بمـا وافق هواك ".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة