مأساة أسرة فى سوهاج.. سيدة مسنة تحتاج لـ10 آلاف جنيه لعودة بصرها وتسكن فى منزل متهالك.. والابن المعاق يبحث عن وظيفة وليس له دخل وزوجته مريضة بالسكر.. ويؤكد: المسئولون يرفضون لقائى بالمحافظ

فى نجع الكمان بقرية جزيرة شندويل بمحافظ سوهاج، تسكن أسرة فى أحد المنازل المتهالكة والمبنية من الطين، سيدة مسنة تجاوزت العقد السادس من عمرها وهى كفيفة منذ 6 سنوات لا حول لها ولا قوة، والابن الأكبر أجرى عملية قلب مفتوح ويرى بعين واحدة فقط وهو معاق..والشىء الذى يدمى القلوب أن السيدة تحتاج إلى مبلغ 10 آلاف جنيه ليعود إليها بصرها، ولكن قد لا يكون هذا شغلها الشاغل أكثر من النظر
إلى نجلها ثابت، والذى يسعى منذ عدة شهور للحصول على وظيفة خاصة بالمعاقين.

عملية جراحية

ليست هذه نهاية القصة بل الأدهى من ذلك أن مستشفى الجامعة بسوهاج رفضت إجراء عملية جراحية لها ليعود إليها بصرها، بحجة أنها تحتاج إلى تكاليف، وظلت السيدة المسكينة على هذا الحال من وقتها لا ترى ولا تتحرك، أما الابن المعاق فرفض المسئولون بالمحافظة مقابلته بالمحافظ ليعرض عليه مشكلته للحصول على وظيفة فهو ليس له أى دخل مطلقا ولا يملك من حطام الدنيا شيئا، ومتزوج من فتاة تعانى أيضا من مرض السكر وتحتاج للعلاج.

عملية قلب مفتوح

مآسى عديدة تواجهها هذه الأسرة والتى تعانى منذ سنوات حياة البؤس والشقاء فلا يجدون من ينظر إليهم بعين الرحمة، خاصة أن منزلهم المتهالك من الممكن أن يسقط عليهم فى أى لحظة، نظرا لوجود التشققات والتصدعات بداخله فهو مبنى من الطين ومسقوف بالجريد.

"اليوم السابع" انتقل إلى منزل الأسرة وتحدث مع السيدة الكفيفة والابن المعاق، فقال فى البداية ثابت شعبان جابر 37 سنة، إنه قام بإجراء عملية قلب مفتوح من سنوات فى مستشفى الجامعة بسوهاج بعد ما كان يعمل فى القاهرة كسائق لودر وفجأة ظل يخرج الدم من فمه وتبين أنه يحتاج لعملية قلب مفتوح، وتم إجراؤها لكنه قام بإنفاق كل ما يملك على العملية.

وتابع هذا الشاب حديثه قائلا: كنت العائل الوحيد لأسرتى ولكن بعد العملية أصبحت لا أعمل، بالإضافة إلى أننى أرى بعين واحدة فقط والأخرى أكاد لا أرى بها إلا القليل ومن وقتها أصبحت معاقا، وتم إدراجى ضمن فئة المعاقين وظللت أبحث عن وظيفة وخاصة بعدما تزوجت من فتاة مصابة بمرض السكر وتتناول شهريا أدوية الأنسولين وغيرها.

ويكمل ثابت حديثه قائلا قمت بالذهاب إلى القوى العاملة لكى أحصل على وظيفة ضمن فئة المعاقين دون جدوى.

والدته الكفيفة

وأضاف الشاب أنه ليس له أى دخل ويعيش مع والدته الكفيفة والتى تتقاضى 200 جنيه شهريا معاش ضمان اجتماعى، وعندما حضر المحافظ الجديد لتولى منصبه ذهبت إلى المسئولين هناك لكى يضع حلا لمشكلتى فنحن لا نملك شيئا، قالوا لى "هو المحافظ الجديد جاى ومعاه وظائف هيوزعها؟؟".

ويتابع الشاب المعاق..لم أتوان فى الخروج من مبنى المحافظة للعودة منتظرا أن ينظر أحد لى من المسئولين بعين الرحمة، فيكفى أن الديون تراكمت على ولا أعمل ولم أجد من يساعدنى حتى الجمعيات الخيرية لم يستجب لنا أحد وهناك فقط فتاة تساعدنا كل فترة بمبلغ قليل لمعرفتها بحالتنا البائسة.

أما السيدة هنية عثمان عارف 65 سنة وهى كفيفة فتقول كل ما أحتاجه هو وظيفة لابنى ثابت فقط، لأنه لا يملك شيئا وسعى كثيرا للعثور على وظيفة دون جدوى.

وتضيف السيدة أنها كفيفة منذ 6 سنوات وكانت تعانى من عدم النظر من عين واحدة، ولكن لشدة حزنها بعد إصابة نجلها جراء عملية القلب المفتوح حزنت عليه جدا حتى فقدت بصرها، ووقتها قام أبناؤها بالذهاب بها إلى مستشفى الجامعة من عدة سنوات، ولكنهم ردوا عليهم أن هناك صعوبة فى إجراء العملية لأن تكاليفها مرتفعة ومن الصعب إجرائها على نفقة الدولة وعندما ذهبوا بها إلى طبيب آخر طلب منها مبلغ 10 آلاف جنيه لإجراء الجراحة لها وعودة بصرها.

وأوضحت السيدة أنهم لا يملكون حتى قوت يومهم إلا بالكاد، فظلت على هذا الحال حتى الآن لا ترى ولا تتحرك إلا القليل جدا، بالذهاب فقط إلى دورة المياه، مشيرة أنها لا يهمها سوى نجلها وحصوله على وظيفة ضمن فئة المعاقين ليرتاح قلبها.

أما سحر عبد العال زوجة ثابت 19 سنة فتقول إنها تعانى من مرض السكر منذ سنوات وقبل زواجها وأنها تتحصل على الأدوية عن طريق التأمين الصحى بدفع مبلغ كل 3 شهور 50 جنيها، وهى تأخذ دواء الأنسولين وبعض الأدوية الأخرى وأضافت أنها كانت "حامل" منذ شهور بتوأم ولكن فى الشهر الخامس تعرضت للسقط وتوفى الطفلان فى بطنها.

أما شقيق ثابت الأصغر فيقول نحن نستغيث بالمسئولين للحصول على وظيفة لأخى وإجراء عملية لوالدتى، بالإضافة إلى أن منزلنا على قرابة الانهيار، لأنه مبنى من الطين فهل ينظر إلينا المسئولون بعين الرحمة.




























- محافظ القاهرة يمنح "كفيفة السلام المعيلة" شقة جديدة للم شمل الأسرة