محمد منير

"الكارتة" على سلم نقابة الصحفيين

الثلاثاء، 21 أبريل 2015 09:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تناقشت مع مجموعة من خريجى كليات الحقوق من الجامعات المفتوحة، وهم يمارسون الاحتجاج على نقيب المحامين من فوق سلم نقابة الصحفيين، سألتهم: "لماذا لا تحتجون على نقيب المحامين من أمام نقابة المحامين، وخاصة أنها لصيقة بنقابة الصحفيين، جاءت الإجابة "الداخلية أعطتنا التصريح على سلم نقابة الصحفيين"!

وقبل أن أجرش مخى وأهرشه فى محاولة لفهم فلسفة الداخلية العميقة علمت مصادفة أن الأسابيع السابقة شهدت تحويل زميلة صحفية وزميل صحفى عضو مجلس نقابة إلى النيابة بتهمة التظاهر، أمام سلم النقابة، والاشتباك مع مظاهرة مواطنين شرفاء، ولما سألهم زميلنا لماذا لا تحققون مع الذين اعتدوا علينا، أجاب المحقق بأن التحقيق مع الصحفيين بسبب عدم الحصول على تصريح من الداخلية بالتظاهر على سلم نقابتهم، بينما المواطنون الشرفاء، الذين يدافعون عن الحكومة حصلوا على تصريح!!

ما فهمته أن الداخلية تولت وظيفة عامل الكارتة على سلم النقابة تصرح لما تريد وتمنع من تريد، وربما فى المستقبل تفرض تمغة على كل طلب وضريبة أقترح اسمها "ضريبة تظاهر على الاتساع ".

ومع تشدد الداخلية فى ملاحقة المحتجين من الصحفيين على سلم نقابتهم، فإنه فى المقابل حالة تساهل شديدة فى التصريح لمن تراه ملائما للتظاهر على سلم النقابة، فيكفى أن تخطر قسم قصر النيل ويمنحك التصريح، وبصرف النظر عن طبيعة الاحتجاج أو عما يتم تصديره للمواطن عن معنى الاحتجاج أمام نقابة الصحفيين، الجمعة الماضى حيث صرحت لبعض أسر الأطفال المخطوفين بالوقوف أمام النقابة للاحتجاج على خطف أبنائهم، ومن قبلها لأسرة شخص تم قتله بواسطة مخبر من الداخلية، والمهم أنه ومع اختلال بوصلة الاحتجاج يتم توجيه المحتجين إلى نقابة الصحفيين ليست باعتبارها مجرد مكان للاحتجاج، بل بصفتها مسئولة عن كل هذه المشكلات، حتى أن أحد المحتجين على قتل ابنهم قال لى، أحنا مش ماشيين من قدام النقابة إلا لما النقابة تجيب لنا حقنا، ولم يشر ولو بحرف إلى الداخلية المسئولة عن قتيلهم!!

إذًا فالداخلية حوّلت سلم نقابة الصحفيين من مركز للاحتجاج على سياسات الحكومة وتجاوزاتها إلى هدف لهذه الاحتجاجات، وكأن النقابة هى الحكومة المسئولة عن كل أزمات المواطنين وبدل من أن يتجه المواطن للنقابة لتساعده على حل مشكلته مع الحكومة، توجه إليها بصفتها مسئولة عن مشاكله وتحولت النقابة إلى متهم.

لا أريد الاختلاف مع الداخلية فى هذا الوقت الحرج، الذى تمر به الأمة، ولكن أما وأن الداخلية قد نصبت نفسها موظف كارتة على سلم نقابة الصحفيين، وأن هذا السلم يتبع إداريًا نقابة الصحفيين وهى التى تقوم بالإشراف على صيانته ونظافته، وتدفع الضرائب عنه، وتسدد اشتراكات الكهرباء، التى تنيره، فعلى الداخلية أن تسدد إيجارًا شهريًا عن استخدام للنقابة، حتى تكون المظاهرات والاحتجاجات حلالا- والله أعلم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة