كرم جبر

عنوان لا يعرفه رئيس الوزراء

الإثنين، 20 أبريل 2015 11:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما تصاعدت موجات العنف والانفلات الأخلاقى وانتحار القيم، أتساءل: أين المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية الذى أنشأه الرئيس جمال عبدالناصر سنة 1955، وكان يقف حارسا أمينا على بوابة الضمير المجتمعى، وأين علماؤه الشبان الذين كانوا يملأون الحياة الاجتماعية بحوثا ودراسات، ووضعوا هموما وأزمات المجتمع فى غرفة عمليات ترصد وتحلل وتشخص وتكتب العلاج، وهل أصابتهم العدوى وقهرهم الاغتراب، فأصبحوا عاجزين عن الرؤية واستشراف المستقبل، وكان هذا المركز العتيق فى الكيت كات بإمبابة، هو أقصر طريق لتفوق الصحفيين الشبان، ودائما ما نصحنا أساتذتنا فى المهنة بأن نبدأ من هناك، لنتعلم المهنة من مصادرها الثرية.

رحم الله الدكتور سيد عويس، شيخ رؤساء المركز العظام، الذى استطاع أن يلعب دور الضمير الحىّ للمجتمع فى همومه الذاتية وتطلعاته المستقبلية، وحمل بأمانة هموم وأوجاع بلده الذى أحبه إلى حدّ الهيام به وعايشه بشفافية، وحلّل ظواهره وسماته العامة وأبدع فى نظرياته، تاركاً عطاء خصباً من الكتب والدراسات والمحاضرات، التى لمست جذور المجتمع بالنقد والتحليل والإرشاد النفسى والتوجيه التربوى، كى لا يجد الإنسان نفسه فى عزلة واغتراب فى وطنه، واستطاع وزملاؤه الأساتذة أن يكونوا نجوما فى المجتمع بتجاربهم وعلمهم، وفاقت شهرتهم لاعبى الكرة ونجوم السينما. مصر تعيش الآن فوق بحيرة من الظواهر الاجتماعية الخطيرة التى يعجز خبراء معامل تحاليل الفضائيات عن تفسيرها، وتحتاج طليعة من العلماء المستنيرين المسلحين بالعلم والوعى واللغة سهلة الفهم، تماما كما كان يفعل سيد عويس وزملاؤه وتلاميذه، فسروا لنا أسباب العنف الخشن المتمثل فى انتزاع الرحمة من قلوب المصريين الذين كانوا طيبين، حتى العنف الخفى الذى يتجسد فى انتحار المروءة والشهامة والكذب والنفاق والخداع والخيانة والشماتة، وغيرها من السلوكيات السوداء التى حطت على البلاد فى السنوات الأخيرة.

ملحوظة مهمة: عنوان المركز 4 ميدان ابن خلدون الكيت كات الجيزة، فربما يكون المهندس إبراهيم محلب عنده مصلحة هناك، فيخطف رجله ويزور المركز، ويطلب منهم روشتة لتشخيص أمراض المصريين الاجتماعية المزمنة.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد لطيف

كم ميزانية هذا المركز

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة