جمهوريات مصرية.. أم "الليبرلاندى".. المصريون أسسوا جمهوريات زفتى فى مواجهة الاحتلال.. وإمبابة أسطورة الشيخ جابر.. والمحلة وبورسعيد جواز سفر وعملة وتأشيرة لمواجهة الإخوان

إن كان الخواجة التشيكى "فيت جيدليكا"، قد تمكن من إحداث ضجة كبيرة بإعلانه تأسيس دولة جديدة فى أوروبا تحت عنوان "ليبرلاند"، فإن الخواجة "جيدليكا" بالتأكيد لا يعرف أن ما قام به ليس جديدا على الإطلاق، لأن المصريين من قبله قاموا بتأسيس عدة دول وليس واحدة.

لو الخواجة عمل "ليبرلاند" فى 2015 المصريون عملوا "زفتى" فى 1919

المصريون سباقون دائما.. حتى فى إنشاء الدول.. وتحديدا عام 1919 فى بلدة صغيرة على ضفاف النيل تدعى "زفتى"، قام وقتها مجموعة من الشباب الجامعى والفلاحين والتجار وحولوا قريتهم إلى جمهورية "زفتى"، فى رد فعل قوى على نفى سعد زغلول من قبل سلطات الاحتلال الإنجليزية.

تجمع وقتها الشباب والفلاحين والتجار لاتخاذ قرار نافذ ومهم يساعد فى الإفراج عن سعد ورفاقه، واتفقوا على الانفصال عن المملكة المصرية، وأعلنوا الاستقلال صباح 18 مارس 1919م وتجاوب معهم أهالى البلدة من فلاحين وأعيان وشباب، ووصل الأمر أن توسل رجل من الخارجين عن القانون للانضمام لهم، وكان يدعى "سبع الليل" وكان يتزعم عصابة مسلحة تروع البلدة والقرى المجاورة.

تجمع فى تلك الجمهورية للمرة الأولى رجال الشرطة مع رجال" سبع الليل" وشكلوا لجنة أمن جمهورية "زفتى" ومنعوا قوات الإنجليز من اقتحام القرية فى معارك عنيفة، كما تشكلت لجان للتموين والإعلام، وتمكنت جمهورية زفتى المستقلة من تحقيق عشرات المكاسب فى وجه الإنجليز ورجال الملك المتحالفين معهم حتى سقطت الجمهورية بعد رحلة صمود كبيرة.

جمهورية إمبابة.. أسطورة الشيخ جابر

تعود القصة إلى ثمانينات القرن الماضى، حيث ظهر شخص يدعى الشيخ "جابر" وتحول إلى أسطورة مع الجماعات الإرهابية فى تلك الحقبة التى نصبته أميرا لها، وبسط "جابر" سطوته وحول المنطقة إلى دولة داخل الدولة، وأطلقت عليها الصحف البريطانية "جمهورية إمبابة الإسلامية" حتى انتفضت الدولة نهاية عام 1992، وحشدت أكبر عدد استخدمته فى تاريخ المواجهات الأمنية مع الإرهابيين، ودخلت فى حرب شوارع استمرت 7 أيام انتهت بالقبض على الشيخ جابر ومعاونيه وسقوط جمهورية إمبابة.

المحلة وبورسعيد.. علما.. وعملة.. وجواز سفر لمواجهة الإخوان

مرت سنوات وجاء عام 2012 ليعود شباب مدينة "المحلة الكبرى" للنضال بشكل آخر أمام جماعة الإخوان المسلمين، وأعلنوا فى ديسمبر من نفس العام استقلال مدينتهم وتحويلها إلى "جمهورية المحلة العربية"، ولم يكتفوا بمجرد الخبر بل صمموا علما خاصا بالجمهورية يتكون من "الأخضر والأبيض والأسود"، وشعار الدولة أصبح شركة غزل المحلة، وصمموا عملة خاصة لشعب الدولة الجديدة، وجواز سفر إضافة إلى نشيد وطنى.

وبعدها فى مارس 2013 ظهرت جمهورية "بورسعيد" اعتراضا على قرارات الإعدام فى حق المتهمين فى مذبحة الاستاد الشهيرة، وأصدر الأهالى جواز سفر باسم "جمهورية بورسعيد الحرة"، وتصريح سفر لمغادرتها ودخولها، وجاء فى تصريح السفر: جمهورية بورسعيد الحرة مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية.. تصريح سفر.. يرجو وزير الخارجية من جميع المختصين أن يسمحوا لحامل هذا التصريح بالمرور وأن يبذلوا له العون والرعاية.. ومختوم بختم جمهورية بورسعيد.. تأشيرة خروج لجميع محافظات جمهورية مصر العربية.