وليد جنبلاط زعيم الحزب الاشتراكى فى لبنان لـ"اليوم السابع":القومية العربية ماتت بوفاة عبدالناصر وإيران لاعب أساسى ويجب الحوار معها.. أردوغان انفعل بعد عزل مرسى.. ومصر تعاملت مع تركيا بهدوء

السبت، 18 أبريل 2015 10:36 ص
وليد جنبلاط زعيم الحزب الاشتراكى فى لبنان لـ"اليوم السابع":القومية العربية ماتت بوفاة عبدالناصر وإيران لاعب أساسى ويجب الحوار معها.. أردوغان انفعل بعد عزل مرسى.. ومصر تعاملت مع تركيا بهدوء جنبلاط و أكرم القصاص و يوسف أيوب
حاوره فى بيروت - أكرم القصاص - يوسف أيوب تصوير - عصام الشامى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- السياسى والزعيم الدرزى البارز: لا مهرب من الحوار بين القاهرة وأنقرة.

- جنبلاط: أتحدث عن تغيير صلاحيات الوزير والإدارة وأمور أخرى تفصيلية بعد انتخاب رئيس
زعيم الحزب الاشتراكى: لم أطرح تعديل "اتفاق الطائف" لكننى طلبت تعديلات إجرائية لا تمس جوهر الاتفاق الذى ينص على مبدأ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين.. لست محسوباً حالياً على قوى 14 آذار

- جنبلاط: أنا والرئيس سليمان نمثل شيئاً فى الوسط وهذا الموقف سيكون أفضل فى الحوار والتواصل مع جميع الفرقاء دون استثناء

- زعيم الحزب الاشتراكى فى لبنان: دخلنا الحرب بالوساطة فى اليمن.. ولابد من الوصول إلى تسوية هناك وفق المبادرة الخليجية

- جنبلاط : إيران محور أساسى فى المنطقة.. إما أن ندخل حرباً فى مواجهتها أو أن يرى العرب أين مصلحتهم ومصلحة طهران

- وليد جنبلاط: علينا كعرب أن نتأقلم اليوم مع هذا الاتفاق الإطارى لإيران وأمريكا.. ومن يتجاهل هذا الاتفاق بأبعاده الاستراتيجية وأن إيران محور أساسى فى المنطقة مخطئ فى الحسابات

- زعيم الحزب الاشتراكى فى لبنان: التحالف العربى الخاص باليمن وفكرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بتشكيل قوة عربية مشتركة أمران ممتازان.. لكن لابد من ترجمة هذا الموضوع لاحقاً فى حوار



وليد جنبلاط، زعيم الحزب التقدمى الاشتراكى، أحد أبرز الزعامات الدرزية فى لبنان، تزعم رئاسة الحزب التقدمى الاشتراكى بعد اغتيال والده كمال جنبلاط، مؤسس الحزب، عام 1977، وتعرض هو نفسه لمحاولة اغتيال سنة 1983 بسيارة مفخخة.
اليوم السابع -4 -2015
عام 1973 نال شهادة البكالوريوس فى العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية فى بيروت، ودرس التاريخ فى «الجامعة الوطنية» فى «عالية»، وعمل فى ملحق جريدة «النهار»، وكتب العديد من المقالات الاقتصادية والسياسية، وبين 1979 و1980 كتب كلمة صحيفة «الأنباء»، وهى الجريدة الناطقه باسم الحزب التقدمى الاشتراكى.

وليد جنبلاط أثناء الحوار -اليوم السابع -4 -2015
وليد جنبلاط أثناء الحوار


انتخب وليد جنبلاط 29 إبريل 1977 رئيسًا للحزب التقدمى الاشتراكى خلفًا لوالده، وما زال يترأس الحزب.. أطلق ما عرف بثورة الأرز بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريرى، وكان من أبرز قادة حركة 14 آذار التى نادت بسيادة لبنان واستقلالها، ورفع الوصاية السورية عنها، لكنه ابتعد عن تحالف 14 آذار مؤخرًا، وأعلن أنه يشغل مكانًا وسطًا يمكنه من الدخول وإدارة حوارات سياسية.
اليوم السابع -4 -2015

قاد القوات التابعة للدروز خلال الحرب الأهلية، ودخل فى مواجهات مع قوات الكتائب، وجرت المواجهات فى القرى المارونية ردًا على هجمات الموارنة ضد الدروز، وقد ثبت مركزه القيادى.. دخل إلى البرلمان كعضو عام 1991 بعد التوقيع على اتفاق الطائف، واختير عضوًا بديلًا عن والده كمال جنبلاط، وانتخب بعد ذلك عضوًا بانتخابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2005 و2009، وفى أثناء الحرب الأهلية عين وزيًرا، وقد تولى خلال حياته عددًا من الوزارات، منها الأشغال العامة، والنقل، والسياحة فى حكومة الرئيس رشيد كرامى فى عهد الرئيس أمين الجميل، ومنذ 1989 حتى ديسمبر 1990 عُيّن وزيرًا للأشغال العامة والنقل فى حكومة سليم الحص، فى عهد الرئيس إلياس الهراوى، وحتى مايو 1992 عُيّن وزير دولة فى حكومة عمر كرامى، فى عهد الرئيس إلياس الهراوى، وأعيد تعيينه بنفس المنصب حتى 31 أكتوبر 1992 فى حكومة رشيد الصلح، فى عهد الرئيس إلياس الهراوى، كما شغل بعدها منصب وزير دولة لشؤون المهجرين فى حكومة رفيق الحريرى فى عهد الرئيس إلياس الهراوى، وفى حكومتى الحريرى 1995 حتى 1998، وذلك بعهد الهراوى.
اليوم السابع -4 -2015

اليوم وليد جنبلاط لاعب أساسى فى السياسة اللبنانية المعقدة، وهى تركيبة سياسية تشكلت من الكتائب المتقاتلة فى الحرب الأهلية، والتى ألقت السلاح، وارتضت التعايش المشترك، وتحولت إلى حركات سياسية.

بالطبع، فإن رؤية وليد جنبلاط كزعيم للمسلمين الدروز وتصوراته حول تعطيل الانتخابات الرئاسية، تختلف عن رؤية كل من 14 آذار التى تؤيد سمير جعجع، وحزب الله الذى يؤيد ميشيل عون تفاهمًا مع إيران.
اليوم السابع -4 -2015

وليد جنبلاط يدفع نحو مرشح توافقى، لكنه يعترف بصعوبة الوضع والتركيبة الحالية، كما أن له تصوراته عما يجرى فى لبنان وسوريا التى يعيش فيها جزء من الدروز، يواجهون ما يواجهه السوريون، ربما لهذا يبدو الوضع مختلفًا، لكن وليد جنبلاط يرى أنه لا يمكن تقديم حل سياسى فى سوريا بوجود بشار الأسد، كما أنه يرى أن القومية العربية انتهت برحيل جمال عبدالناصر، ويدفع بخبرة لبنانية إلى حوار فى كل القضايا، لكنه يبقى لاعبًا أساسيًا فى المعادلة اللبنانية.
اليوم السابع -4 -2015

بداية، إلى أين تسير لبنان حاليًا فى ظل عدم التوصل إلى حل لمسألة انتخاب الرئيس؟


- لأن الوضع الخارجى فى المنطقة ينعكس على لبنان، هناك العماد ميشيل عون مرشح لانتخابات الرئاسة، وهو مسنود إلى حزب الله، وهناك سمير جعجع مرشح مبدئى لتيار المستقبل وقوى 14 آذار، وهما مرشحان جيدان، لكن المطلوب هو مرشح تسوية، وحتى الآن لم يحدث ذلك، وعلينا أن ننتظر تقاربًا إقليميًا للوصول إلى رئيس فى لبنان، وفى الوقت الحاضر وسط الحروب الجارية لا أرى أى تقارب إقليمى، وتحديدًا بين العرب وإيران، ففى الوقت الحاضر من الصعب جدًا أن يحدث هذا التقارب.

جنبلاط مصاب أثناء الحرب الأهلية1982 -اليوم السابع -4 -2015
جنبلاط مصاب أثناء الحرب الأهلية1982


هل من الصعب طرح مبادرات داخلية للتوصل إلى حل؟


- هناك جبهة اللقاء الديمقراطى لها مرشح، وهو الأستاذ رامى الحلو، وعلى الفريق الآخر أن يقوم بمبادرة، لأننا لن نقوم بمبادرة، فنحن من حقنا الديمقراطى أن يكون لنا مرشح.

أنتم إذن تنتظرون مبادرات من حزب الله وتيار المستقبل؟


- حزب الله لن يتخلى عن العماد ميشيل عون، كما أن الفرقاء أو من يطلق عليهم الفرقاء الموارنة حتى الآن لم يتفقوا على مرشح تسوية، لذلك فلننتظر، فالحكومة تسيّر الأمور.

أنت تتحدث عن عناصر خارجية فى الأزمة؟


- حينما انتخبنا الرئيس ميشال سليمان فى 2008 كان الوسيط بين سوريا وإيران والفرقاء هو الدوحة التى أوصلتنا إلى التسوية لانتخاب العماد ميشال سليمان، لكن اليوم ليس هناك وسيط.

هل بسبب ذلك طالبت بإجراء تعديلات على اتفاق الطائف؟


- أنا لم أطرح هذا الأمر، كل ما قلته إنه لابد من تعديلات إجرائية لا تمس جوهر اتفاق الطائف، الذى ينص على مبدأ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، لكن أنا أتحدث عن صلاحيات الوزير والإدارة، وأمور أخرى تفصيلية.
اليوم السابع -4 -2015

ما هذه الأمور تحديدًا؟


- الإدارة فى الماضى كانت مستقلة عن السلطة السياسية، وعن الوصاية الحزبية، ويجب أن تبقى الإدارة غير حزبية، وهذا هو رأيى، وعندما تدخل الحزبية فى الإدارة، فهنا تصبح الإدارة غير محزبة وغير منتجة، وهذه الإدارة فى الماضى كانت لها قواعد أرساها رئيس كبير فى لبنان اسمه فؤاد شهاب، وكانت وقتها الإدارة ممتازة، لكن حينما سيطرت الحزبية على الإدارة وقعنا فى مشاكل كبيرة.

لكن هناك من يقول إن أى مساس باتفاق الطائف سيؤدى إلى كارثة كبيرة بلبنان؟


- لم أقل بتعديل اتفاق الطائف، وكل ما أطرحه هو تعديلات إجرائية داخل الاتفاق علينا أن نقوم بها، لكن هذا بالطبع يتطلب الوصول أولاً إلى رئيس، وعندما ننتخب الرئيس سنجرى هذه التعديلات، وعلى الفرقاء الآخرين أيضًا أن يقبلوا بتلك التعديلات، فيجب أن نتوصل إلى إجماع.
اليوم السابع -4 -2015

بالنسبة لقوى 14 آذار ما وضعها الآن؟


- عليك أن تسأل قوى 14 آذار، أنا أمثل حالة سميت نفسى وسطيًا، أنا والرئيس سليمان نمثل شيئًا فى الوسط، فقد كنت عضوًا فى 14 آذار لكننى لم أعد بها الآن.

لكنك كنت أحد المؤسسين لها، فكيف تنظر لها حاليًا؟


- صحيح، لكننى أفضل الآن اتخاذ موقف وسطى، لأن هذا الموقف سيكون أفضل فى الحوار والتواصل مع جميع الفرقاء دون استثناء، لذلك 14 آذار هم من يستطيعون التحدث عن أنفسهم.

جنبلاط والرئيس الفلسطينى الراحل عرفات -اليوم السابع -4 -2015
جنبلاط والرئيس الفلسطينى الراحل عرفات


كيف تقيم الوضع فى لبنان والمنطقة فى ظل الاتفاق الإطارى الخاص بالبرنامج النووى الإيرانى؟


- علينا كعرب أن نتأقلم اليوم مع هذا الاتفاق، لكن الذى يتجاهل هذا الاتفاق بأبعاده الاستراتيجية، وأن إيران محور أساسى فى المنطقة يكون مخطئًا فى الحسابات.. إما أن ندخل حرباً فى مواجهة إيران، أو أن يرى العرب أين مصلحتهم، وأين مصلحة إيران.

هل إلى هذه اللحظة لم ندخل فى هذه الحرب بين العرب وإيران؟


- دخلنا فى الحرب بالوساطة فى اليمن، لكن طبعًا لابد من الوصول إلى تسوية فى اليمن وفق المبادرة الخليجية، باعتبارها الأساس، لأن إيران تحاول أن تطوق العرب من خلال اليمن، ومن خلال العراق وسوريا طبعًا، والمأساة السورية، لكن لابد من الوصول إلى جسم عربى موحد يستطيع أن يتحدث بشكل واضح مع إيران.
اليوم السابع -4 -2015

هل التحالف العربى الخاص باليمن من الممكن أن يكون بداية لهذا الجسم؟


- هذا التحالف ممتاز جدًا، كما أن فكرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بتشكيل قوة عربية مشتركة أمر ممتاز، لكن لابد من ترجمة هذا الموضوع لاحقًا فى حوار، لأن الحرب من السهل جدًا أن يبدأ المرء بها، لكن لا تستطيع أن تتوقع كيف تنتهى.

الرئيس السيسى -اليوم السابع -4 -2015
الرئيس السيسى


هل هذا نتاج خبرة ما عايشته فى لبنان؟


- خبرة كل البلاد، سهل جدًا إطلاق الطلقة الأولى، لكن السؤال كيف نعيد الطلقة الأولى، وحتى إيران لاشك أن ما فعلته فى سوريا هو جريمة بحق الشعب السورى، لكنّ هناك محورًا روسيًا إيرانيًا مع النظام السورى، وبالمقابل لابد من الوصول إلى إقصاء هذا النظام.

كيف يؤثر الوضع فى سوريا على لبنان؟


- هناك فريق مع الشعب السورى وهو قوى 14 آذار، وهناك فريق آخر مع النظام السورى، وليس سرًا أن حزب الله مع النظام السورى، والذين يمثلون سوريا فى لبنان هم مع النظام السورى.

هل أنت مع الحل السياسى فى سوريا أم أن هناك ضرورة للحل العسكرى؟


- الحل السياسى ببقاء بشار الأسد مستحيل، فمن المستحيل أن نقبل بحل سياسى تحت شعار بقاء بشار، حتى موسكو التى حاولت فى الاجتماع الأخير التوصل إلى حل سياسى لم تستطع، لأن من تسمى معارضة الداخل لا تمثل شيئًا، بل هناك معارضات فى الخارج، وأنا من الذين يقولون بأهمية الإتيان بالائتلاف الوطنى السورى، وحتى بجبهة النصرة، فأنا لست من الذين يصنفون النصرة على أنها جماعة إرهابية، لأن فى النصرة هناك مواطن سورى أجبر على الدخول فيها نتيجة إرهاب النظام.
اليوم السابع -4 -2015

وداعش؟


- داعش موضوع آخر، داعش لم تكن شيئًا، وفجأة أصبحت قوة عالمية، لا أدرى كيف حدث ذلك، لكن أستطيع أن أجيب بأن معظم قيادات داعش كانت بداخل سجون نورى المالكى فى العراق وسجون بشار، وحتى هذه اللحظة هناك تناغم ما بين نظام الأسد وداعش فى استيراد النفط بالمناطق التى تسيطر عليها داعش، وحتى فى قضية مخيم اليرموك.
اليوم السابع -4 -2015

مخيم اليرموك كان مطوقًا منذ أكثر من عامين، وصور التجويع مفضوحة، حيث كان بداخله 130 ألف فلسطينى، اليوم أصبح عددهم 17 ألفًا، والسؤال الآن: كيف دخلت داعش إلى المخيم؟

الحل فى لبنان برأيك مرتبط بالحل فى سوريا؟


- فى لبنان المشكلة الأساسية فى الوقت الحالى هى موضوع انتخاب الرئيس، لكن ليس بحجم ما يحدث فى سوريا، فإذا قورن الوضع اللبنانى بالوضع فى سوريا والعراق سنجد أن لبنان بخير.
اليوم السابع -4 -2015

حاليًا الأجواء السياسية متوترة فى لبنان، مما دفع البعض للحديث عن أنها مقدمات لعمليات اغتيال جديدة؟


- لا.. لا أوافق على ذلك، بالعكس الأجهزة الأمنية تنسق بشكل ممتاز، وهناك إنجازات حدثت خلال الأسبوع الماضى بالقبض على رؤساء من مجموعات إرهابية، وهذا أمر جيد جدًا.

دائمًا الأوضاع فى المنطقة العربية تؤثر وتتأثر بما يجرى فى لبنان، هل يحدث ذلك حاليًا؟


- نحن لسنا على سبيل المثال تحت التأثير المباشر للوضع المصرى، لذلك ليس هناك تأثير مباشر.

كيف نظرت للحوار الذى بدأ بين تيار المستقبل وحزب الله؟


- ممتاز، نحن لا نستطيع أن نتفادى الحوار، وما من أحد يستطيع أن يلغى الآخر، إلغاء الآخر خطأ.

ما تقييمك لما آل إليه الحوار الآن؟


- بدأت بالحوار مع حزب الله بعد أحداث 2008، وأخيرًا وصلنا فى العامين الماضيين إلى تسوية الخلافات، وحتى إلى تنظيم الخلاف، ونحن ضد النظام السورى، وحزب الله مع النظام السورى، لكن هذا لا ينعكس على الأرض، وهذا أمر إيجابى، لذلك الخطوة التى قام بها الشيخ سعد الحريرى ويستمر فيها ممتازة.

أنت تتوقع نتائج إيجابية للحوار رغم أن حزب الله شن هجومًا على السعودية خلال حواره مع المستقبل؟


- هذا الهجوم على السعودية لن يقدم ولن يؤخر، لأن السعودية دولة كبرى ومحورية فى الشرق العربى، وفى نفس الوقت السعودية لم تعتدِ، إنما شعرت بالخطر عندما استخدمت إيران الحوثيين فى إجهاض المبادرة الخليجية باليمن، لكن كما قلت اضطرت السعودية لكى تدافع عن نفسها، لكن لابد من حل سياسى باليمن، وأيضًا اليمن بلد معقد جدًا.

هل ما يحدث باليمن مواجهة سياسية أم مذهبية؟


- هى سياسية، لأننى لا أؤمن بالمواجهات المذهبية، ونحن كعرب ومسلمين لم نتخلص بعد من قضية خلافة النبى، عدنا 1400 عام إلى الوراء، كأننا اليوم إذا لم نتقاتل بين الشيعة والسنة والحوثيين وغيرهم سنحل مشكلة الخلافة.

هناك من يقول إن التصعيد الآن يأتى على خلفية صراع مذهبى؟


- ليس هناك صراع مذهبى، فكل بلاد العالم عرفت تلك الصراعات المذهبية، حتى فى الغرب كانت هناك حروب دينية، لكن السبب الرئيسى سياسى، كما أن أى مواجهة على أساس مذهبى ستؤدى إلى خراب الأمة العربية، نحن ندمر أنفسنا بأنفسنا إذا انزلقنا إلى صراع مذهبى.

هل سيكون هناك حوار فى النهاية؟


- أنا من الذين يؤمنون بالحوار، فالحوار لا مهرب منه، ولابد من إعادة تثقيف الشباب العربى، واستنهاضه على أسس الحداثة، وهنا دور الأزهر الشريف.

أردوغان -اليوم السابع -4 -2015
أردوغان


هناك تيارات فكرية متطرفة بدأت تنتشر فى المنطقة، كيف نستطيع مواجهتها؟


- بالتثقيف وليس بالسجن أو التعذيب أو الاعتقال.

التثقيف هل مرتبط بتطوير الخطاب الدينى؟


- طبعًا.. علينا أن نعود لكبار مفكرى العرب، وفى مقدمتهم ابن رشد الذى تجاهله العرب على مدى أكثر من 8 قرون، كما أن الأزهر له دور، وهو الآن يحاول، ولاشك أن وثيقة الأزهر الجديدة ممتازة، لكن عليك أن تترجم هذا الأمر إلى ملايين من المسلمين التائهين.

هل توافق على مقولة إن الربيع العربى لم ينتج غير التطرف؟


- هذه تفاعلات طبيعية، لأنه فى النهاية هناك شعب عربى قمع، والغرب قمع هذا الشعب من خلال رؤساء أصبحوا طغاة على مدى عقود إلى أن تفجرت الطاقات العربية، وذهبت إلى ما يسمى التطرف الإسلامى نتيجة غياب الحركات السياسة والحريات ووفاة القومية العربية.

أنت ترى أننا بحاجة لإحياء فكرة القومية العربية؟


- القومية العربية ماتت مع جمال عبدالناصر، لا نستطيع أن نعيد عقارب الساعة إلى الوراء، عبدالناصر مات ومات معه الحلم العربى الكبير، واليوم نواجه مشكلة الإسلام، فلابد من تحديث الإسلام.. اليوم هناك مشكلة داخل الجسم المسلم بالتحديد، تحدث عنها ابن رشد منذ قرون، نحن نحتاج ابن رشد والأفغانى ومحمد عبده وغيرهم.

القومية العربية ترتبط بفكر وثقافة أم بتحركات على الأرض مثل إنشاء القوة العربية المشتركة؟


- لا.. اليوم ليس هناك تيار قومى عربى، أما القوة العربية المشتركة فهى ضرورية كما طرحها الرئيس السيسى، من أجل محاربة الإرهاب المستفحل فى سيناء أو فى ليبيا، لكن أيضًا لا ننسى أن هناك عدوًا، هو إسرائيل.. ما يجرى اليوم يجعل إسرائيل «مرتاحة».

هل إسرائيل تستفيد مما يحدث بالمنطقة العربية حاليًا؟


- تستفيد فى كل لحظة عندما تقيم مستوطنات، فى النهاية اليوم اسم فلسطين مع الأسف غاب عن الساحة.

وكيف تنظر للتجربة المصرية خلال السنوات الأربع الأخيرة؟


- قلتها فى تصريحين وعدة مداخلات، صحيح الإخوان عندما حكموا تمسكوا بعقيدة الجماعة قبل أن يتمسكوا بالوطنية أو بالقومية المصرية، لكن فى الوقت نفسه أنا من دعاة الحوار.. إذا أُمكن الحوار مع الذين يؤمنون بمصر أولاً فلنذهب للحوار، لأن الإقصاء الكلى لن يؤدى إلى نتيجة، ولا أعتقد أن هناك أبوابًا مغلقة بالمطلق، لا أؤمن بهذا المنطق.

لكنّ هناك أدوارًا سلبية تؤثر على الوضع فى مصر من خلال دعم الإخوان فى مواجهة الدولة؟


- هناك تدخلات إقليمية بالطبع، لكن هناك حاجة عند الوقت المناسب والضرورة لحوار مصرى تركى.

كيف يحدث هذا الحوار فى ظل ما يصدر عن تركيا من مواقف وتصريحات ضد مصر؟


- لست أدرى.. حاولت مصر وتحاول، وأعلم أنه أحيانًا نجد الرئيس التركى يقوم ببعض الانفعلات، لكن لا مهرب من الحوار بين مصر الدولة العربية الكبرى والأهم، وبين تركيا التى هى أيضًا دولة محورية فى هذا الشرق الإسلامى.

الرئيس المصرى الأسبق محمد مرسى  -اليوم السابع -4 -2015
الرئيس المصرى الأسبق محمد مرسى


أنت تعتبر القيادة التركية أخطأت فى فهم ما يحدث فى مصر؟


- لست أدرى، ولا أستطيع أن أجيبك، لكن بعد ما جرى بإبعاد محمد مرسى انفعل الرئيس التركى، وحسنًاً فعلت القيادة المصرية حينما لم تكن منفعلة.

هل الانفعال التركى كما تسميه جاء كرد فعل على إنهاء مخطط الانتشار الإخوانى فى المنطقة؟


- لا أملك معلومات حول هذا الموضوع، لكن الإخوان أيضًا ظاهرة سياسية موضوعية وقديمة، وعلينا أن نرشد الإخوان للتمسك أولاً بمصريتهم وقوميتهم المصرية.

هل كان مطلوبًا أن يكون إخوان مصر مثل إخوان تونس فى التعامل مع الواقع؟


- فى تونس حركة الإخوان هناك أعقل، فالتسوية التى جرت فى تونس بين الباجى قائد السبسى وحركة النهضة ممتازة، والخطر اليوم على تونس من الانفلات الأمنى فى ليبيا المجاورة.

هل تتصور حلولًا سياسية للوضع فى ليبيا؟


- هل هناك حل آخر؟!

وسط ما تعج به المنطقة من أزمات أين القوى العالمية الكبرى مما يحدث؟


- ماذا تخسر القوى الكبرى ونحن نتقاتل، وثرواتنا تهدر، والأمية تزداد، وحضارات ما بين النهرين تدمر، فماذا يخسرون؟.. لا شىء.

علينا أن نعتمد على أنفسنا، لذلك كانت أهمية القوة العربية المشتركة، وأهمية مؤتمر شرم الشيخ، لكن هذه بداية.. فمصر على سبيل المثال تواجه مشكلات اقتصادية من موضوع التزايد السكانى، ومحدودية الرقعة الزراعية، فضلاً على أزمة مياه النيل التى يعالجها الرئيس السيسى بحنكة، لأنه فى النهاية لا تستطيع إلا الاتفاق مع الأحباش «الإثيوبيين»، ولا تستطيع مصر والسودان التمسك باتفاق حوض النيل الذى صيغ وقت الإنجليز، عليك أن ترى كيفية ترشيد استخدام المياه، هذا فضلًا على مشكلة الأمية فى مصر.

أنت ترى القوة العربية المشتركة حلًا؟


- هى حلم، أولاً علينا التوصل إلى آلية لتحقيقه.

الرئيس التونسى السبسى -اليوم السابع -4 -2015
الرئيس التونسى السبسى


كيف ترى التعاطى المصرى مع الأزمة اللبنانية؟


- مصر خرجت من الشرق العربى بعد اتفاقية كامب ديفيد، وإلى أن تعود فإن الأمر يتطلب وقتًا، لكن طبعًا نعلم أن مصر مهتمة بالأمن اللبنانى وبالشأن اللبنانى وبالشأن السورى، إلى آخره، وهذا يتطلب إمكانات، لكن مصر فعليًا خرجت منذ 1977، لذلك «استفردت» سوريا بلبنان.

وكيف ترى إمكانية إعادة مصر مرة أخرى إلى موقعها الإقليمى؟


- لا أرى عودة سريعة نتيجة التحديات الهائلة الأمنية والاقتصادية التى تواجه مصر اليوم.

هل ستزور القاهرة قريبًا؟


- لقد زرتها العام الماضى، والتقيت الرئيس السيسى ثم ذهبت إلى الأقصر.

ما طبيعة الحوارات التى جرت فى مصر؟


- الرئيس السيسى كان يطلب عن حق بأن نقوم بتصفية سياسية بالداخل اللبنانى من أجل الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، لكننا لم نستطع، كما أن الرئيس السيسى قال إنه ليس مع بشار الأسد، لكنه حريص على بقاء المؤسسات فى سوريا، طبعًا هذا أمر منطقى، لكن نتيجة سياسة بشار الأسد، واستخدام الجيش ضد الشعب لن تبقى مؤسسات، لأنه دمر كل شىء، فبشار الأسد استطاع تدمير كل سوريا، وسيدمر ما تبقى.

هل تخشى على الدروز فى سوريا؟


- دائمًا أتحدث من موقع عربى، وسبق أن حذرت الدروز من التعاون والتعامل مع النظام السورى، لكنهم لم يسمعوا، لكن أعتقد أنه فى اللحظة المعينة سيتركون النظام.
صورة ضوئية للحوار من عدد اليوم السابع -اليوم السابع -4 -2015
صورة ضوئية للحوار من عدد اليوم السابع


صورة ضوئية للحوار من عدد اليوم السابع -اليوم السابع -4 -2015
صورة ضوئية للحوار من عدد اليوم السابع

اليوم السابع -4 -2015

اليوم السابع -4 -2015




موضوعات متعلقة..



- سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانبة والمرشح لانتخابات الرئاسة لليوم السابع: السيسى أنهى زمن الإخوان وأعاد لمصر دورها التاريخى بالمنطقة..إيران تبحث عن رئيس موال لها فى بيروت..والدولة اللبنانية مجتزأة













مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

السيد البنا

كلمه اكتبها لله والتاريخ لو ولوكلمه غير مقبولة لو وقف العرب مع ناصر لاصبحو قوة عالميه الان

عدد الردود 0

بواسطة:

السيد البنا

كلمه اكتبها لله والتاريخ لو ولوكلمه غير مقبولة لو وقف العرب مع ناصر لاصبحو قوة عالميه الان

عدد الردود 0

بواسطة:

مصر

معك كل الحق لقد تشرزم العرب وهانوا بعد وفاة الزعيم الراحل الذى لن يتكرر خالد الذكر جمال عبد الناصر

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن

زعيم استثنائي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة