عناصر إرهابية تخترق اتصالات أجهزة الأمن فى سيناء..مصادر: مخابرات أجنبية ساعدت "تنظيم بيت المقدس" على فك الشفرات اللاسلكية والتنصت على تحركات القوات..وعناصر من قطاع غزة ساهمت فى تدريب وتأهيل التكفيريين

-عشرات المرتزقة يبلغون عن خط سير المداهمات والعمليات العسكرية ويرشدون عن الأعداد الموجودة بالأكمنة والأقسام

- الإرهابيون لديهم "قناصة" مدربون على استخدام السلاح ويراقبون الحواجز والأكمنة بنظارات ميدان أمريكية الصنع

قالت مصادر مطلعة لـ"اليوم السابع" إن العناصر الإرهابية المسلحة فى شمال سيناء تخترق صفوف وتحركات قوات الأمن بشكل متواصل من خلال التنصت على أجهزة الإرسال اللاسلكية، التى يتم توجيه سير العمليات والتحركات العسكرية والأمنية من خلالها، فى ظل امتلاكها أجهزة إرسال متطورة تمكنها من رصد كل الإشارات الصادرة من أجهزة قوات الأمن بوضوح، وكشف تحركاتها، ومن ثم توجيه ضربات مفاجئة إليها.

وأوضحت المصادر أن العناصر الإرهابية تتلقى دعمًا ومعاونة من أجهزة مخابراتية أجنبية، مكنتها من فك شفرات الأجهزة التى تستخدمها قوات الأمن فى سيناء، الأمر الذى زاد من حدة العمليات الإرهابية الأخيرة خلال الفترة الماضية، وإلحاق خسائر فادحة فى صفوف القوات كان أقربها ما جرى يوم الأحد الماضى بعد اقتحام قسم ثالث العريش بسيارة مفخخة، وتفجير مدرعة بالقرب من قرية الخروبة جنوب الشيخ زويد.

وأشارت المصادر إلى أن تنظيم بيت المقدس الإرهابى يجند عددًا غير محدود من أنصاره على عمليات كشف وتتبع الإشارات اللاسلكية الخاصة بقوات الأمن فى سيناء، والإبلاغ الفورى عن تلك التحركات تمهيدًا لتوجيه ضربات عدائية ضد رجال الجيش والشرطة فى شمال سيناء، موضحة أن هناك عناصر من قطاع غزة ساهمت فى تدريب وتأهيل كوادر بيت المقدس على فك إشارات أجهزة اتصالات القوات والتعامل معها وتوفير المعلومات التى تحتاجها الجماعات الإرهابية، خلال الإغارة على الأجهزة الأمنية فى شمال سيناء، مؤكدة أن التنظيمات الإرهابية تنتقى الكمائن والحواجز التى يتم الهجوم عليها بناء على المعلومات المتوفرة من فك شفرات أجهزة الأمن.

وأضافت المصادر: "العناصر الإرهابية المسلحة تختار فى الغالب الهجوم على نقاط الذخيرة، والارتكازات الأمنية، التى يشارك فى تأمينها وحمايتها عدد محدود من الضباط، ويمثل المجندون القوة الضاربة بها، لافتة إلى أن توقيتات الهجوم غالبًا ما تكون فى توقيتات تغيير الخدمة، ويتم خلالها استخدام قذائف الهاون والآر بى جى لتحقيق أكبر أثر تدميرى على القوات.

وأكدت المصادر أن العناصر الإرهابية المسلحة فى شمال سيناء تعتمد على عشرات المرتزقة، الذين يتولون الإبلاغ عن تحركات القوات ويرشدون عن الأعداد الموجودة فى نقاط الشرطة أو الحواجز الأمنية، خاصة أن تلك المجموعات لا يمكن كشفها انطلاقًا من أنهم يعيشون وسط أبناء سيناء كمواطنين عاديين، وليس لهم نشاط إجرامى أو إرهابى، الأمر الذى يصعب معه كشف تحركات تلك العناصر أو إثبات تورطها فى الإبلاغ عن تحركات رجال الجيش والشرطة.

وكشفت المصادر عن أن العناصر الإرهابية المسلحة بدأت خلال الفترة الأخيرة استخدام مجموعات مدربة على استخدام السلاح من مسافات بعيدة "قناصة" تستخدم أسلحة متطورة، لتوجيه ضربات مفاجئة للأكمنة الأمنية كما حدث فى مدينة رفح يوم الأحد الماضى بعد قيام أحد العناصر الإرهابية بتوجيه طلقات تجاه الكمين وإصابة عدد من الجنود باستخدام بندقية قناصة عن بعد، بالإضافة إلى الاعتماد على نظارات الميدان الأمريكية الصنع، التى تمكنهم من كشف مدى كبير ورؤية واضحة للأهداف الأمنية التى يتم الهجوم عليها.

كان العميد محمد سمير المتحدث العسكرى قد أعلن خلال الشهر الماضى أن رجال حرس الحدود فى شمال سيناء تمكنوا من ضبط المدعو فارس جمعة سلمان مسلم - وعبد الرحمن عايد عياد (مصريان الجنسية) متسللين عبر فتحة نفق (1.5*1) متر، وعثر بحوزتهم على 17 محطة إرسال واستقبال على مسافات طويلة، و5 محطة إرسال واستقبال صغيرة للبث الحى، و14 جهازًا مقويًا للشبكة، و11 كرتونة تحتوى على مهمات تثبيت لمحطات الإرسال والاستقبال.