أول أبريل يوم مباح للكذب لدى جميع الشعوب عدا الأسبان والألمان

الأربعاء، 01 أبريل 2015 12:56 م
أول أبريل يوم مباح للكذب لدى جميع الشعوب عدا الأسبان والألمان احتفال - أرشيفية
(أ ش أ )

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الأول من شهر أبريل فى كل عام تحدث مواقف طريفة قائمة على المزاح والخداع يحتفى بها البشر بقدوم هذا الشهر الذى يفتتح أيامه بكذبة، "وكذبة إبريل" تقليد عالمى منتشر فى غالبية دول العالم باختلاف ألوانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم، اعتاد فيه الناس على الاحتفال وإطلاق النكات وخداع بعضهم البعض والإيقاع بضحايا تلك الكذبة.

ويعود أصل تقليد كذبة إبريل كما ذهبت آراء أغلب الباحثين إلى فرنسا بعد تبنى التقويم المعدل الذى وضعه شارل التاسع عام 1564م وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ فى يوم 21 مارس وينتهى فى الأول من أبريل بعد أن يتبادل الناس ‏هدايا عيد رأس السنة الجديدة، وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير ظل بعض الناس يحتفلون به فى الأول من أبريل كالعادة، ومن ثم أطلق عليهم ضحايا أبريل وأصبحت عادة المزاح مع ‏الأصدقاء وذوى القربى فى ذلك اليوم رائجة فى فرنسا، ومنها انتشرت إلى الدول ‏الأخرى واتسع نطاق انتشارها فى إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادى .

ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب فى أول أبريل وبين عيد "هولى" المعروف فى الهند والذى يحتفل به الهندوس فى 31 مارس من كل عام وفيه يقوم بعض ‏البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعابة، ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم إلا مساء اليوم الأول من أبريل، فيما يرجع فريق آخر من الباحثين نشأة "كذبة أبريل" إلى القرون ‏الوسطى إذ أن شهر أبريل فى هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول ‏فيطلق سراحهم فى أول الشهر ويصلى العقلاء من أجلهم وفى ذلك الحين نشأ العيد ‏المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين، وهناك باحثون آخرون يؤكدون أن كذبة أول أبريل لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية ‏شعوب العالم إلا فى القرن التاسع عشر، ويعلق البعض على هذا بأن شهر أبريل يقع فى فصل الربيع ومع الربيع يحلو للناس ‏المداعبة والمرح.

والواقع أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها، وسواء كانت ‏صحيحة أم غير صحيحة فإن المؤكد أن قاعدة الكذب كانت ولا تزال أول أبريل، وقد أصبح أول أبريل هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم ‏فيما عدا الشعبين الإسبانى والألمانى والسبب أن هذا اليوم مقدس فى إسبانيا دينيا أما فى ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد "بسمارك" الزعيم الألمانى المعروف.

والطريف فى كذبة أول أبريل أنها تساوى بين العظماء والصعاليك وبين الأغنياء ‏والفقراء فقد حدث أن كان كارول ملك رومانيايزور أحد متاحف عاصمة بلاده فى أول ‏أبريل فسبقه رسام مشهور ورسم على أرضية إحدى قاعات المتحف ورقة مالية أثرية من ‏فئة كبيرة فلما رآها أمر أحد حراسة بالتقاطها فأومأ الحارس على الأرض يحاول ‏التقاط الورقة المالية الأثرية ولكن عبثا، وفى سنة أخرى رسم الفنان نفسه على أرض ذلك المتحف صورا لسجائر مشتعلة وجلس عن ‏كثب يراقب الزائرين وهم يهرعون لالتقاط السجائر قبل أن تشعل نارها فى الأرض ‏الخشبية.

والشعب الرومانى من أكثر الشعوب شغفا بكذبة أول أبريل، ومن طرائفها أن نشرت إحدى الصحف ‏بهذه المناسبة خبرا جاء فيه أن سقف إحدى محطات السكة الحديدية فى العاصمة هوى على مئات من ‏‏المسافرين قتل عشرات وأصاب المئات بإصابات خطرة، وتسبب هذا الخبر المفزع هرجا وذعرا شديدين ‏وطالب المسئولين بمحاكمة رئيس تحرير الصحيفة الذى تدارك الموقف بسرعة وبذكاء ‏فأصدر ملحقا كذب فيه الخبر، وقال فى تكذيبه "كان يجب على المسئولين قبل أن يطالبوا ‏‏بمحاكمتى أن يدققوا فى تاريخ صدور العدد الذى نشر فيه هذا الخبر فقد كان فى الأول ‏من أبريل ومن يومها دأبت الجريدة على نشر خبر مماثل فى أول أبريل من كل عام٠

ومن أشهر الأكاذيب التى عرفها الشعب الإنجليزى الذى يعتبر أشهر شعوب العالم ‏كذبا فى أول أبريل ما حدث فى عام 1860م فى هذا اليوم، حيث حمل ‏البريد إلى مئات من سكان لندن بطاقات مختومة بأختام مزورة تحمل فى طياتها دعوة كل ‏منهم إلى مشاهدة الحفلة السنوية "لغسل الأسود البيض" مذيلة برجاء عدم دفع شيء للحراس أو مساعديهم وقد سارع جمهور غفير ‏من السذج إلى برج لندن لمشاهدة الحفلة المزعومة، وإلى جانب المواقف المضحكة هناك مآس باكية حدثت بسبب كذبة أول أبريل، وذلك على سبيل المثال عندما أشتعلت النيران فى مطبخ إحدى السيدات الإنجليزيات فى مدينة لندن فخرجت إلى ‏شرفة المنزل تطلب النجدة ولم يحضر لنجدتها أحد إذ كان ذلك اليوم ‏صباح أول أبريل ٠

والسؤال الذى يطرح نفسه هو لماذا يكذب الناس، والإجابة يلخصها الباحث الإنجليزى جون شيمل الذى شغل نفسه بالبحث عن أصول الكذب ودوافعه ‏ومسبباته، حيث قال إنه إذا كان الكذب قد أصبح صفة يتميز بها البشر عن سائر المخلوقات ‏‏ويستخدمونه فى شتى مرافق الحياة واتصالاتهم العامة أو الخاصة، مرجعا ذلك لعاملين، أولهما نفسى عاطفى، والثانى لأن الإنسان غالبا ما يلجأ إلى الكذب لإحساسه بالضعف والمعاناة والاضطهاد وللهروب من واقع ‏أليم يعيشه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة