عمرو النحاس يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه

الجمعة، 06 مارس 2015 08:07 م
عمرو النحاس يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه جامعة القاهرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
النغمة السائدة بين أساتذة الجامعات فى مصر تحمل فى طياتها دائما إلقاء اللوم على شباب الباحثين وحدهم فيما وصل إليه حال البحث العلمى فى مصر، الكل منهم يتحدث عن قلة خبرة الباحثين الجدد وعدم رغبتهم فى التعلم أو حتى اللحاق بركب التطور والأفكار البحثية الجديدة.

لم يلتفت أساتذة الجامعات إلى أنهم فى الأصل المكون الرئيسى لشخصية هذا الباحث أو "الدكتور المستقبلى" فكيف يُطلب من أصغر مكون فى العملية البحثية وهم شباب الباحثين القيام بمهام وواجبات يعجز عنها أغلب الأساتذة أنفسهم كالنشر الدولى أو التجديد والابتكار.

كيف نطلب من باحث لم نقدم له حتى أبسط حقوقه فى العلم، مثل توفير قواعد بيانات ملائمة تساعد فى الحصول على المراجع المطلوبة، أو توفير دورات أو كورسات عن منهجية البحث العلمى - كيفية كتابة الأبحاث والرسائل العلمية - بخلاف تلك الدورات الحالية التى لا تعد سوى تحصيل حاصل بل وأحيانا قد تكسب الباحث نفسه بمفاهيم وأفكار نجدها تارة قديمة الأزل أو بعيدة الصلة تماماً عن الواقع العملى الذى نعيش فيه، ناهيك عن مقررات النشر الدولى والتى تغيب بالكامل عن مقررات الدراسات العليا بكافة الجامعات المصرية ويقتصر اجتيازها أو الحصول عليها فقط على أعضاء هيئة التدريس كشرط من شروط الترقية من درجة علمية لأخرى.

تنفق الجامعات المصرية كماً ضخماً سنوياً على الإنشاءات والتوسعات الجديدة، إلا أنها وفى الوقت نفسه قد نست وربما تناست أن الاستثمار الحقيقى هو الاستثمار فى العنصر البشرى، فجامعة عريقة كجامعة القاهرة على سبيل المثال لا تجد للهيئة المعاونة لأعضاء هيئة التدريس بها - أو ما يعرف بشباب الباحثين - غرف أو مكاتب تليق بهم، لا توجد أجهزة كمبيوتر أو حتى وسائل اتصال أو تكنولوجية حديثة، وإنما هى عبارة عن غرفة واحدة -إن وجدت - لتشمل ما يقرب من 300 معيد أو مدرس مساعد كما هو الوضع بالكليات كثيفة العدد ككلية التجارة مثلاً، وكأن حالهم هنا كحال المهاجرين غير الشرعيين فى مركب تحمل أكثر من ضعف حمولتها ومطلوب منها أن تصل لبر الأمان دون أية مشاكل.
أيها السادة قبل أن تطلبوا منهم الصيد، علموهم أولاً المهارات المطلوبة للقيام بذلك، ولا تنسوا أيضاً أن الصيد - البحث العلمى - يحتاج لأدوات وأسس علمية وليس فقط مجرد شعارات أو توصيات تردد أو تقترح فى مؤتمر أو ندوة عليمة. ففاقد الشىء لا يعطيه!











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة