مونيكا ناجى تكتب: الشارع العتيق

الخميس، 05 مارس 2015 12:01 م
مونيكا ناجى تكتب: الشارع العتيق صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عند مدخل ذلك الشارع العتيق اجتذبتنى رائحة الياسمين وبدون أن أشعر وجدت نفسى اجتذب بمغناطيس عجيب يسحبنى إلى الداخل.

جامع كبير جدا ومئذنة ملأت بصداها الشارع بأكمله.

جدران ضخمة وتفاصيل عريقة فى الصخر تحكى ألف رواية ورواية أناس بسطاء يعدون الشاى والفطائر ويكسبون رزقهم اليومى من أصحاب المحلات المجاورة وطلباتهم.

وبعد مسافة ليست بكبيرة وليست بصغيرة وجدت ذلك المقهى المعروف الملىء بالسياح من كل أنحاء العالم وأيضا فتيات وشباب مصريين.

كل ليلة يأتى إلى هناك عم محمد المطرب الأصيل مع عوده ومعه إسماعيل عازف الطبل فيتناوبون على الطاولات التى تطلبهم لعشر دقائق من الطرب مقابل مبلغ رمزى.

وبجانب ذلك المقهى يوجد بازار يعج بصور الفنانين القدامى وملابس العصر الأسبق بالإضافة إلى مجموعة من التماثيل البسيطة، كلها تذكرك بعصر كان يعمه السلام والجمال ورونق اختفى مع قدوم عصرنا واضمحلال التراث تدريجيا.

هذا بالإضافة إلى ست فتحية المشهورة برسم الحنة بسرعة ودقة فائقة وبأسعار تغرى كل من يأتى إلى ذلك المقهى، حتى أنا.

جلست أمام ست فتحية وطلبت منها أن أرسم الحناء وسألتها أن ترينى بعضا من رسوماتها، فأرتنى بعض الرسومات الجميلة والمبدعة ولكنى اخترت رسمة الطيور لأنها حرة طليقة لأن تحيا حيثما تريد وترحل وقتما تشاء، ليست مقيدة بشيء أو أحد، هى ملكة نفسها.

ثم جلست فى المقهى أشرب فنجانا كبيرا من القهوة وأستمع لصوت عم محمد والطرب الأصيل الذى أخذنى إلى عالم آخر وددت لو أبقى فيه إلى الأبد ولا أعود.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة