خالد محمد صلاح الدين يكتب: إصلاح النفوس أولاً

الخميس، 05 مارس 2015 06:17 م
خالد محمد صلاح الدين يكتب: إصلاح النفوس أولاً ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويلا
"أحمد شوقى"

"كان خلقه القرآن" كانت هذه هى إجابة السيدة عائشة رضى الله عنها عندما سئلت عن خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما نجد رسولنا المصطفى يحدد هدف رسالته بأسلوب أجزت فأسهبت فيقول "إنما بعثت معلما إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولكن.. كيف يكون الارتقاء بالأخلاق هو هدف رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونجد أن مجتمعنا المصرى يعانى أزمة أخلاقية مريرة بالرغم من أن الشعب المصرى هو من أكثر الشعوب الإسلامية تعلقا وحبا بمحمد صلى الله عليه وسلم وحرصا على اتباع سنته والتشبه به وبآل بيته وأصحابه وتابعيه والشواهد على ذلك كثيرة، ونجد أنفسنا بالرغم من ذلك نشهد ما نشهده الآن من انحطاط أخلاقى ونعانى ما نعانيه من مرارة هذا التردى الخلقى يوميا، سواء فى بيوتنا على ألسنة أبنائنا التى تنضح بكل ما هو بذئ وخارج عن حدود الأدب، فضلا عما نعانيه فى الشارع ووسائل المواصلات من غياب ملحوظ لقيم أخلاقية مثل التسامح والعفو والصبر على الأذى، وأيضا ما نعانيه فى العمل من غياب لقيم مثل الإتقان والاجتهاد والتعاون، لذلك لابد أن نواجه أنفسنا متسألين أين نحن من أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم؟ هذا السؤال يطرح إشكالية أعظم أهمية وتأثيرا من أهم المشكلات السياسية المطروحة على الساحه الآن... ولكنها فى نفس الوقت تتميز عن هذه المشكلات السياسية بأنها لا تحتاج منا توفير أموال أو تغيير وزراء أو وزارات أو حتى تشريع قوانين، ولكن كل ما نحتاجه لحل هذه الأزمة الأخلاقية التى هى السبب الرئيسى فى كل الأزمات الأخرى التى تهدد مجتمعنا، هـــو أن يدرك كل منا أن الإيمان بالله والعمل بسنة رسوله لا يقتصر فقط على المظاهر أو الشعائر، وأن نعلم بحق هل نحن على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم أم ندعى ذلك؟ كما لابد أن نعلم أيهما أحب إلى الله ورسوله عفة اللسان، والإتقان فى العمل، وغض البصر، والعفو عند المقدرة، والصبر على الأذى، والتسامح، والإحسان إلى الجار، والرضا بما قسمه الله لنا من رزق، أم ارتداء الجلباب القصير وإطلاق اللحية؟ وذلك لنعلم أيهما الأولى أن نلتزم به من الآخر؟

عندما نجيب على هذه التساؤلات سنعلم بحق أن ما يحتاج الثورة هو نفوسنا وما يحتاج للهدم هو معتقداتنا الخاطئة وما يحتاج للتدمير هو أخلاقنا الفاسدة وبذلك فقط نكون بدأنا بالفعل أولى خطوط الإصلاح الحقيقى الذى نتمناه جميعا لمجتمعنا المصرى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة