أطباء ألمان: الأدوية أكثر عوامل الرعاية الطبية تأثرا بالأخطاء

الثلاثاء، 31 مارس 2015 02:17 م
أطباء ألمان: الأدوية أكثر عوامل الرعاية الطبية تأثرا بالأخطاء أدوية - أرشيفية
فرانكفورت (د ب أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دواء خاطئ أو جرعة خاطئة أو تركيبة دواء خاطئة، كلها أخطاء يمكن أن تحدث أثناء التعامل مع الأدوية، سواء فى المنازل أو المستشفيات.

ولا ينكر المسئولون فى المستشفى الجامعى بمدينة فرانكفورت الألمانية، احتمال وقوع مثل هذه الأخطاء، حيث حصلت مريضة على سبيل المثال عقب خضوعها لجراحة فى المفصل على مضاد لالتهاب المفاصل مرة يوميا بدلا من مرة أسبوعيا، ولم يتسبب ذلك فى وفاتها ولكنها عانت من مضاعفات.

غير أن هناك خطأ كان من شأنه أن يتسبب فى وفاة هذه المرأة، وذلك إذا خلط الممرض بين حقنتين لهما نفس الشكل ويحتويان على سائل عديم اللون، وذلك بعد أن قررت صيدلية المستشفى استخدام منتج خاص بشركة دوائية أخرى ليصبح هناك دواءان لا يمكن التمييز بينهما رغم أنهما كانا بنفس الشكل سابقا.

عن ذلك يقول يورجين شوملريش، مدير مستشفى فرانكفورت الجامعى، إن العلاج الدوائى هو "أكثر أجزاء الرعاية الصحية تعرضا للأخطاء"، وأن هذه الأخطاء تحدث فى المستشفيات وتحدث فى المنازل بسبب أخطاء فى وصف الدواء أو أخطاء فى استخدامه.

كما رأت يوليا شتينجل، نائبة رئيس المعهد الاتحادى للعقاقير والمنتجات الطبية فى بون، أنه "إذا كان لدينا 20 مليون حالة استقبال فى المستشفيات الألمانية سنويا نتج عنهما 2 مليون حالة مضاعفات جانبية فإن ذلك يمثل مشكلة جسيمة".

وأضافت شينجل أن البيانات الخاصة بدول أخرى فى هذا الشأن تثبت أنه من الممكن تجنب ما يصل إلى 40% من هذه الأخطاء.

واعتبرت شتنيجل أن مثل هذه الأخطاء تتسبب فى "أثار جانبية للمريض كان من الممكن تجنبها" دون التطرق لتفاصيل بشأن نوعية هذه المضاعفات أو عددها.

وأطلق المعهد الاتحادى الألمانى للعقاقير والمنتجات الطبية لتوه مشروعا بحثيا ينتظر أن يستمر عاما فى مدن بون وفورت وأولم الألمانية، لمعرفة ما إذا كان سبب العديد من حالات الاستقبال فى المستشفيات هو أخطاء فى وصف الأدوية أو استخدامها.

ومن ضمن احتمالات إساءة استخدام الأدوية أن يكون أحد المرضى كبار السن قد خلط بين دواءين أو أكثر بسبب اضطرابه، وربما كان إرهاق الطبيب سببا فى أن يصف جرعة خاطئة لمريضه أو أن يخلط بين عقارين متشابهين فى عبوتهما أو أن يكون المريض يتعامل مع طبيبين مختلفين فى نفس الوقت ووصف أحدهما دواء لا يجب أن يتم تعاطيه مع دواء أخر للطبيب الثانى.

وهناك ما يكفى من أسباب الخطأ فى وصف الدواء أو وصف الجرعة سواء وقع هذا الخطأ فى المنزل أو المستشفى.

ويوضح البروفيسور شولمريش أن دراسات دولية توصلت إلى نتيجة مفادها أن نحو 80% من الأخطاء العلاجية فى المستشفيات يمكن أن تحدث بسبب الأدوية الخاطئة التى يحصل عليها المريض فى المستشفى، وأن نسبة الخطأ التى تحدث فى وصف الأدوية للمرضى فى المستشفيات تتراوح بين 2 إلى 10% من الأخطاء التى تقع فى المستشفيات إجمالا.

وتتراوح هذه الأخطاء بين أخطاء بسيطة نسبيا مثل تعاطى الدواء فى وقت خاطئ وأخطاء أخرى مميتة مثل الخلط بين عقارين متشابهين فى عبوتهما.

وتعكف مجموعة من الباحثين منذ عام 2013 فى فرانكفورت على دراسة موضوع الأمن الدوائى، حيث يعول سيباستيان هاردر، رئيس لجنة الدواء الخاصة بمستشفى فرانكفورت الجامعى على ما أنجزته هذه المجموعة فى هذا الاتجاه حتى الآن، قائلا إن برنامج الدراسة يمكن أن يكون بمثابة تجربة رائدة على مستوى ألمانيا وذلك فى ظل اعتماد مجموعة الباحثين على إغراء المرضى بمحفزات للإبلاغ عن أى أخطاء يتعرضون لها أثناء علاجهم فى المستشفى، سواء كانت هذه الأخطاء بسبب الجرعة الخاطئة أو الدواء الخاطئ.

ويبلغ عدد الأدوية التى يمكن الحصول عليها فى ألمانيا نحو 60 ألف عقار، ورغم أن مستشفى فرانكفورت لا يتعامل سوى مع 2000 منها حسب رئيس صيدلية المستشفى، نيلز كاينر، إلا أن احتمالات حدوث أخطاء خلط بين هذا العدد من الأدوية كبيرة، حيث إن الكثير من هذه الأدوية تبدو متشابهة العبوة.

وحتى لا يتم الخلط بين عبوات الأدوية فإن صيدلية المستشفى قررت التعامل من عقاقير الشركات التى تستخدم عبوات مختلفة الألوان قدر الإمكان.

وربما بدأ المستشفى الجامعى فى فرانكفورت الانتقال عام 2016 تغليف الأدوية الخاصة بكل مريض على حدة بغلاف مميز وكتابة بيانات المريض على هذا الغلاف وذلك لمساعدة الممرضات فى الأقسام الصحية فى المستشفيات فى إعداد جرعات كل مريض يوميا دون الخلط بين الأدوية.

ومع هذه الإجراءات فإن هناك نسبة خطأ تظل بيد المريض نفسه، وهو ما جعل اتحاد "أمن المريض" الذى تأسس عام 2005 يوصى باعتماد بطاقة دوائية خاصة بكل مريض تتضمن أسماء الأدوية التى يتعاطاها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة