أكاديمى صينى: مصر تمتلك الإمكانيات لجلب القلاع الصناعية الصينية

الإثنين، 30 مارس 2015 10:09 ص
أكاديمى صينى: مصر تمتلك الإمكانيات لجلب القلاع الصناعية الصينية صورة ارشيفية
بكين (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد وو بينغ بينغ نائب مدير قسم اللغة والثقافة العربية فى جامعة بكين والمتخصص فى شئون الشرق الأوسط أن مصر تمثل جانبا هاما فى الاستراتيجية الصينية الجديدة التى ترتكز على ثلاثة محاور.

وقال وو - فى حديث خاص لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط فى بكين اليوم - إن أول هذه المحاور هو بناء الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الواحد والعشرين، والثانى هو إقامة البنك الأسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، والثالث هو نقل القطاع الصناعى وخاصة الصناعات الثقيلة والهامة مثل صناعة الحديد والصلب والصناعات عالية التكنولوجيا وغيرها إلى دول أخرى، خاصة أن السوق الصينية أصبحت متشبعة بالمنتجات الصناعية الثقيلة.

وأضاف أنه بالنسبة للمحور الأول فموقع مصر الجغرافى فى قلب قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا يجعلها أحد مراكز الارتكاز بالنسبة لطريق الحرير، الذى تنوى الصين أن تجعله شريان حياة يمد القارات الثلاث بالتنمية والرخاء.

وأما عن المحور الثانى وهو البنك الأسيوى للاستثمار فى البنية التحتية المنتظر إنشاؤه، فقد طالب بينغ مصر بألا تتأخر فى اتخاذ قرار الانضمام إليه، معربا عن اعتقاده بأن مصر باتخاذها هذه الخطوة ستعزز العلاقات بينها وبين الصين بالإضافة إلى أنها ستعزز من وجودها فى آسيا.

وبالنسبة للمحور الأخير من الإستراتيجية الصينية، قال بينغ إن مصر لديها من الإمكانات ما يؤهلها لأن تستقطب الكثير من القلاع الصناعية التى تنوى الصين نقلها فضلا عن امتلاكها الأيدى العاملة التى من السهل تدريبها جيدا، كما أنه لديها خبرات تصنيعية كبيرة والموقع الإستراتيجى المتميز كمدخل للأسواق العربية والأفريقية والأوروبية.

ورشح بينغ مصر لتكون مركزا صناعيا كبيرا يستضيف الصناعات عالية التكنولوجيا وصناعات الطاقة الجديدة والمتجددة.

وحول المخاطر المحيطة بمصر حاليا، قال الخبير فى شئون الشرق الأوسط، إنه يتوقع أن تتزايد المخاطر الإرهابية فى المنطقة بسبب ما تموج به من أزمات ومشاكل أهمل علاجها لفترة طويلة مثل اتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء والجهل، مشيرا إلى أنه بنى توقعاته تلك على ما يراه الآن على خريطة المنطقة من الحرب الأهلية فى سوريا وتفكك بعض الدول كالعراق وليبيا واليمن بالإضافة إلى تأجج الصراعات الطائفية.

وأشار إلى أنه لهذا وبسبب كل تلك العواصف التى تجتاح المنطقة فإن الصين تريد مصر الدولة أن تكون قوية لأن قوة مصر هى التى ستقف فى وجه كل تلك الأزمات، ولأنه بدون مصر القوية لن يكون هناك استقرار فى العالم العربى والشرق الأوسط ولن يكون هناك استقرار فى العالم كله.

وقال وو بينغ بينغ إن هذه هى الحقيقة التى يعرفها الجميع فى الصين وفى روسيا وفى الولايات المتحدة الأمريكية، وتحدث عن الجهود التى يجب أن تبذل لمواجهة خطر الإرهاب، وأوضح أن هذه الجهود يجب أن تكون على عدة مستويات منها الدولى حيث يجب على الأمم المتحدة أن تتخذ قرارات أكثر قوة ضد الإرهاب فى ليبيا وسوريا، كما يجب على مجلس الأمن أن يضطلع بمسئولياته نحو الأزمتين بالإضافة إلى واجب من المجتمع الدولى لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للضحايا الموجودين فى مناطق النزاع، مطالبا الدول الكبرى بأن تتحد مع مصر فى مواجهة الإرهاب.

وطالب وو العالم العربى بأن يتحد ليجد الحلول السياسية للقضايا الهامة فى ليبيا والعر اق واليمن وفلسطين، مؤكدا أن مصر كدولة معتدلة تسطيع أن تلعب دورا هاما فى هذا الصدد.

وحول تشكيل قوة عربية عسكرية مشتركة، أكد بينغ أن هناك حقيقة يعرفها الجميع، وهى أنه لا يمكن التحاور مع الإرهابيين أو الوصول إلى حلول سياسية معهم، ولهذا فلا توجد إلا طريقة واحدة للتعامل مع الإرهاب وهى القوة، ولكن يجب أن تكون هناك تفرقة بين الإرهابيين وبين قوى المعارضة الشرعية.

وأضاف أن الصين ستؤيد قيام قوة عربية عسكرية مشتركة تعمل لأجل حماية المنطقة العربية ومصالحها وللحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين، بشرط أن تعمل هذه القوة بقرار من المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة أو الجامعة العربية.

وقال وو بينغ المتخصص فى شئون الشرق الأوسط إن الدولة الصينية تفضل أن تتعامل دائما مع الدول القوية القادرة على مجابهة التحديات، وأوضح أن الاختلاف بين الفكر الصينى والغربى يكمن فى هذه النقطة، فالغرب يعتقد أن الديمقراطية هى الحل لكل شىء حتى ولو كانت على حساب أمن المجتمع والأفراد وضعف الدولة، أما الصين فترى أن المهم هو أن تكون هناك دولة قوية تستطيع حماية حقوق شعبها وحقوق المجتمع وأمنه واستقراره.

وأكد أن وجهة نظر الصين جديرة بالاحترام لأنها ترى أنه يجب أن تكون هناك توازنات لإيجاد دولة قوية تستطيع أن تضمن الحقوق الفردية واستقرار الدولة، وأشار إلى أن الصين تؤمن أن التدخلات الخارجية هى التى تضعف الحكومات وتثير المشاكل بدلا من أن تقدم الحلول وأن الحل لأى مشكلة فى أى دولة يجب أن ينبع من داخلها ومن أهلها لأنهم الأقدر من غيرهم على فهم أنفسهم وأحوالهم ولهذا فالصين تدعو دائما إلى اللجوء للحوار وليس الخيار العسكرى لحل أى مشكلة.

وبشأن الوضع فى سوريا.. قال إنه يجب أن يكون هناك تفاهم مشترك بين روسيا والولايات المتحدة للوصول إلى تسوية هناك، وأيضا يجب أن يكون هناك تفاهم بين المعسكرين الكبيرين فى المنطقة وهم المعسكر الذى تتزعمه السعودية والذى يتضمن دول الخليج والأردن والمغرب، وذلك الذى يتضمن تركيا والعراق وإيران، وقال إنه وبما أن مصر لا تنتمى لأى من المعسكرين فهى تستطيع بما لها من حكمة ودور تاريخى فى المنطقة أن تلعب دور الوسيط لتقريب وجهات النظر، موضحا أن تركيا تريد أن تكون قائدا فى المنطقة لذا فهى تستغل أى فرصة مواتية مثل الحرب فى سوريا لتعزيز وجودها ونفوذها فى العالم العربى.

وعن الموقف بالنسبة للقضية الفلسطينية قال إن أهم شىء هو توحيد الفصائل الفلسطينية لتكوين جبهة فلسطينية موحدة وقوية، وأشار إلى الدور الهام الذى يجب أن تلعبه مصر فى أى محاولة لاستئناف محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.

وأشار إلى أن الصين تؤمن أن الفرص الجيدة تأتى دائما بعد المرور بالأوقات الصعبة، وأوضح أن مصر بعد الأوقات الصعبة التى شهدتها مؤخرا تسعى للبحث عن حلول لنفسها وللمنطقة.. وأن مصر والآخرين فى المنطقة يحتاجون إلى أفكار جديدة ثقافية وأمنية ودينية، وأن مصر يمكن أن تشارك فى إنشاء آلية للأمن من خلال التعاون مع دول المنطقة خاصة أنها دولة لها استراتيجياتها الخاصة وتمتلك إمكانية خلق أفكار جديدة، خاصة أن معظم المفكرين العرب قضوا جزءا من حياتهم فى مصر.

وأوضح أنه فى وقت الأزمات يبحث الجميع عن الحلول المبتكرة، ومن هنا جاءت الدعوة فى مصر لثورة دينية عن طريق السعى للفهم الحقيقى للدين والبعد عن التطرف، مؤكدا أن فكرة الثورة الدينية فكرة مبتكرة أثارت إعجاب الصين خاصة أنها تنبع من جوهر الدين الإسلامى نفسه لأنها تدعو التابعين له بإعمال العقل والتطور، ولهذا فيجب أن يكون المسئول عن تنفيذ هذه الثورة الدينية المؤسسات الراسخة المتخصصة فى الدين مثل الازهر الشريف، لأنها الطريقة السليمة للقضاء على الفكر المتطرف.

وعزا إقبال البعض فى المجتمعات الغربية على الانضمام للمتطرفين إلى الافتقاد لثقافة احترام الآخر.. وقال إن ما حدث فى فرنسا من أنشطة إرهابية مؤخرا هو أكبر دليل على ذلك، مؤكدا أن عدم احترام الإسلام الذى يظهره البعض من المتشدقين بالحرية - الذين ينسون أو يتناسون دائما أنه لا يوجد ما يسمى بالحرية المطلقة وأن أية حرية مهما كانت يجب أن يكون لها حدود - يثير غضب شباب المسلمين، وقال إن هناك أيضا سببا للتطرف وهو فقدان الأمل فى المستقبل، حيث يعانى الشباب من سوء مستوى المعيشة مقارنة باترابهم، ولهذا يجب أن تكون هناك برامج جادة لانتشالهم من براثن الفقر ورفع مستوى معيشتهم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

samer

حقيقة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة