سعيد الشحات

مذكرات محمد حبيب الكاشفة

الثلاثاء، 03 مارس 2015 07:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعت مذكرات الدكتور محمد حبيب، نائب مرشد جماعة الإخوان الأسبق، والتى نشرتها الزميلة جريدة «الشروق» واختتمت حلقاتها أمس الاثنين، وتناولت الفترة التى قضاها فى الجماعة، وكان يوما ما قائدها الثانى «تنظيميا»، مما يكسب هذه المذكرات أهمية كوثيقة تكشف كيف كان يتم إدارة الجماعة تنظيميا، وتؤكد أن هذه الإدارة ليس لها علاقة بما كان يتم تصديره إلى عموم الناس بأن رجالها ينذرون أنفسهم لوجه الله فى مهمتهم، وبالتالى فإنهم يزهدون المنصب والجاه، وأن العفة وطهارة القول والعلاقات الحسنة أساسيات لدى الجميع.

الحقيقة، وطبقا لسرد «حبيب»، تأكدنا أن مكتب الإرشاد الذى يدير الجماعة شأنه شأن أى مكتب سياسى أو هيئة عليا فى أى حزب آخر، يلجأ أعضاؤه إلى التربيط الانتخابى لصالح فلان وضد علان، ويلجأون إلى الكذب لتمرير وجهة نظر معينة، ويجتمع بعضهم سرا لبناء موقف مضاد لـ«البعض الآخر»، ويتفوهون بكلمات خارجة أحيانا، أى يفعل «مكتب الإرشاد» كل الأمراض التى تفعلها التنظيمات، لكنهم فى نفس الوقت يحرصون على الظهور أمام المجتمع بعافية نفسية وأخلاقية.

فى كل معلومة ذكرها «حبيب» عن الجماعة سنجد أننا أمام تنظيم سياسى يدير مواقفه طبقا لمصلحته الخاصة، وليس لصحيح الدين علاقة بذلك، فأمور الدين تستخدمها «الجماعة» للتجييش والتعبئة والاستقطاب وكسب أنصار جدد، وإقناع «العوام» بكل ما تريد، وعلى سبيل المثال يقول حبيب: «الخطيئة الكبرى فى حياة الجماعة هى أنها لا تعترف بأخطائها، عادة تظهر هذه الآفات فى فترات الاستضعاف التى تمر بها الجماعة، حيث تظهر قدرا كبيرا من السماحة واللين والرغبة فى التعاون مع الآخرين، والعكس حين تمتلك القوة والسلطة»، والسؤال: هل هذا يعد من ممارسات السياسة أم ممارسات صحيح الدين؟

لو طرحت هذا السؤال على كادر إخوانى، فسيجيب بالاثنين، ويستدعى من النصوص الدينية ما يؤيد مثلا ظهورها بـ«الاستضعاف» فى زمن، و«القوة والاستعلاء» فى زمن آخر، وهكذا، ولو طرحت سؤالا حول مشروعية حضور «الجماعة» لقاء اللواء عمر سليمان أثناء ثورة 25 يناير بينما الجماهير محتشدة فى ميدان التحرير، ستكون الإجابة أيضًا بنفس النهج حول ظهورهم بالقوة والضعف، ولو طرحت أسئلة أخرى عن أى قضايا فستكون نفس الإجابة.

صدرت الجماعة نفسها لعوام الناس باعتبارها من مدرسة «الفضيلة» و«الأخلاق الحميدة»، وأنهم فى ممارستهم السياسية لا يخرجون عن ذلك، وأن الكلمة عندهم مبدأ وعهد وميثاق، ولا يعرفون « كتاب اللوع اللى بيجيب التخين الأرض» على رأى عمنا صلاح جاهين، لكن الحقيقة غير ذلك تماما، والحقائق التى ذكرها «حبيب» فى مذكراته تشهد على هذا.

ولو ضممنا ما ذكره إلى جانب كل مذكرات السابقين للذين خرجوا من الجماعة، وقالوا فيها مئات الوقائع التى تؤكد أننا أمام «تنظيم سياسى» يستخدم «الدين» فقط وقت اللزوم، سنتأكد أننا أمام أكاذيب كبيرة صنعها قادتها وروجوا لها، وصدقها أعضاء عاديون باقتناع، فاستمد التنظيم قوته وبقاءه كل هذه السنوات.

مأساة «الجماعة» أنها صنعت تصورات ذهنية مسبقة عنها، فجعلت من نفسها حالة تصورها البعض بأنها لا يأتيها الباطل، وها هى الحقائق تتكشف يومًا بعد يوم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

زيكو

ما يجب عمله الأن

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد توفيق

عادي

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية جدا

حينما يقع العجل .. تكثر سكاكينه

ومرة اخرى .. ما بنى على باطل فهو باطل !

عدد الردود 0

بواسطة:

ربيع

شيئ غريب .. شيئ عجيب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة