بالفيديو والصور.. "توفيق الدقن" الفنان الشرير الظريف صاحب أشهر الإفيهات.. عمل بالسكة الحديد ولعب فى نادى الزمالك قبل احترافه الفن.. ورغم نجاحه يؤكد: "غير راضٍ عن كثير من أعمالى وقبلتها بسبب الفقر"

ولد الفنان توفيق الدقن فى 3 مايو 1924، فى قرية هورين بمركز بركة السبع محافظة المنوفية، واسمه بالكامل أمين محمد أحمد الشيخ الدقن، عمل موظفا فى السكة الحديد قبل احترافه للفن، وكان يهوى لعب الكورة فى نادى الزمالك، بدأ حياته الفنية منذ أن كان طالبا بالمعهد، وأول عمل له كان دور فلاح صغير، وتعاون بعدها مع أحمد مظهر وعماد حمدى فى فيلم "ظهور الإسلام" لعميد الأدب العربى طه حسين عام 1951، والتحق بالعمل مع فرقة إسماعيل ياسين.

توفيق الدقن فى مشهد من فيلم إبن حميدو

توفيق الدقن دمج بين الكوميديا والشر فأصبح عملاقا وسط الكبار

ساعدته ملامح وتعبيرات وجه فى اختيار المخرجين له لتجسيد دور الشرير والبطلجى والمحتال، واستطاع أن يخلق طفرة فى هذه الشخصية التى كان يبتعد عنها الفنانون خوفا من كره الجمهور لهم فى الأعمال التى يقدمونها، فضلا عن صعوبتها، ولكن الدقن استطاع بموهبته الفريدة وخلطته الفنية أن يدمج خفة ظله مع الشخصية الشريرة التى يقدمها ليتميز بذلك وسط أبناء جيله ويحفر اسمه كعملاق أدوار الشر الظريف، وسط كبار النجوم الذين يجسدون تلك الشخصية فى ذلك الوقت.

ذكاء توفيق الدقن جعله ينفرد بأدوار الشر بعيدا عن التقليدى

ذكاء توفيق الدقن جعله يقدم الشخصية الشريرة دون أن يقلد أحد من النجوم أو يسير على طريقتهم، فى تقديم تلك الشخصية بحذافيرها وبالطريقة التقليدية الغليظة التى اعتاد أن يشاهدها الجمهور فى السينما، واستطاع أن يحافظ على سر خلطته فى تقديمها للجمهور لسنوات طويلة دون أن يشعرهم بالملل منها، وذلك كان شاهدا على عبقرية هذا النجم الكبير، فهو حرص على إلقاء الإفيهات بصفة مستمرة ومتجددة فى جميع أعماله بعيدا عن الابتذال أو"الاستظراف"، ونجح فى ذلك وجذب أذهان الجميع وجعلهم ينتظرون إفيهاته عندما يشاهدونه على الشاشة فى أى مشهد يظهر فيه من أحد أعماله، والتى مازالت تردد حتى الآن وبين الأجيال الجديدة، وحتى أن الفنانين يرددونها فى بعض الأعمال السينمائية التى نشاهدها حاليا، فهو فنان متجدد بالطفرة وعرف كيف يستمر نجاحه حتى بعد وفاته لسنوات طويله، وهو بلغة الكورة فنان "حريف".

الفنان توفيق الدقن

الدقن ضيف شرف فيلم البحث عن فضيحة

قدم خلال مشواره 286 عملا وصاحب أشهر إفيهات السينما

قدم خلال مشواره الفنى 286 عملا ما بين سينما ودراما ومسرح، وحقق من خلالهم نجاحا كبيرا، ومن أشهر إفيهاته "لما الناس كلها بقت فتوات أمال مين اللى هيضرب، أحلى من الشرف مفيش، كله على ودنه، آلو يا أمم، استر يا اللى بتستر، يا آه يا آه، خلاص يا نوسه هانت والنبى، ياعينى على الصبر".

توفيق الدقن فى مشهد من فيلم على باب الوزير

رغم النجاح توفيق الدقن غير راضٍ عن الكثير من أعماله

وقال فى أحد لقاءاته الصحفية المسجلة مع الولد الشقى محمود السعدنى "أنا لا أومن بتخصص الفنان فى ناحية معينة فى الفن، وأكد أنه برغم نجاح أعماله السينمائية إلا أنه غير راض عن كثير منها، موضحا أنه قدمها بسبب احتياجه للمال، وأن يتقاضى فقط 50 جنيها فى الأعمال المسرحية التى يقدمها، وهى لا تكفى حتى لدفع إيجار منزله، وأكد أنه عاشق للمسرح ويعتبره بمثابة بيته الأول، وأنه شعر بالارتياح لتقديم رسالته الفنية، كما خطط لها أن تكون، رغم عدم حصوله على أى تقدير مادى أو أدبى من قبل المسئولين.

الدقن فى أحد المشاهد من أعماله

تزوج الفنان توفيق الدقن من السيدة "نوال الرخاوى" وأنجب منها 3 أبناء وهم "ماضى، وهالة، وفخر"، وتوفى فى 26 نوفمبر 1988 بعد معاناة مع مرض الفشل الكلوى، تاركا خلفه رصيدا فنيا كبيرا، ومشوار فنى حافل بالنجاحات.