نانى تركى تكتب: حتى تكون هذه القصور ثروة وليست مجرد تاريخ

السبت، 28 مارس 2015 08:10 ص
نانى تركى تكتب: حتى تكون هذه القصور ثروة وليست مجرد تاريخ قصر الأمير محمد على بالمنيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى يوم ٣/٣/٢٠١٥ تم افتتاح متحف قصر الأمير محمد على بالمنيل، يعد متحف قصر المنيل من أجمل وأهم المتاحف التاريخية ويعبر عن فترة مهمة من تاريخ مصر الحديث، ويعكس صورة حية لما كانت عليه حياة أمراء الأسرة الملكية السابقة ويصورها بعناية فائقة، كما يحتفظ القصر بسجل كامل للأسرة العلوية التى حكمت مصر.

ينفرد هذا المتحف عن باقى متاحف القصور التاريخية بتصميمه المعمارى الرائع فقد بنى على طراز إسلامى حديث مقتبس من المدارس الإسلامية الفاطمية والمملوكية، وشاعت فيه أيضاً الروح الفارسية والسورية والمغربية، كما بدت فى زخرفة مبانيه روح الطراز العثمانى، فالمتحف يعد مدرسة فنية جامعة لعناصر الفنون الإسلامية المختلفة، وقد أنشأ هذا القصر الأمير محمد على نجل الخديوى الأسبق محمد توفيق ووقع اختياره على الأرض التى بنى عليها القصر فاشتراها من أحد الأجانب، وبدأ فى التشييد عام ١٩٠١ مبتدئاً بسراى الإقامة.

وقد أنشأ الأمير محمد على القصر إحياء للفنون الإسلامية وإجلالها، يتفرد هذا المتحف عن سائر المتاحف والقصور التاريخية فى مصر بتصميمه المعمارى على الطراز الإسلامى برغم تشييده فى العصر الحديث.

يقع القصر على الفرع الشرقى للنيل بجزيرة منيل الروضة وتبلغ المساحة الكلية للقصر ٦١٧١١ مترا مربعا منها ٥٠٠٠ متر مربع مساحة الأبنية و٣٤٠٠٠ متر مربع للحديقة أما الطرق الداخلية ومنشآت الحديقة فتبلغ ٢٢٧١١ متر مربع.

الأمير محمد على كان عاشقاً للفنون بكافة أنواعها و كان رفيع التعليم ومثقف واختار بناء قصره على نيل الروضة ونفذه، وأشرف على بنائه المقاول محمد عفيفى بالرغم أن النظام المعمارى للقصور وقتها كان ينتمى معظمه لعصر الباروك والفنون الإيطالية فبناء القصر كان فريداً فى وقته واعتنى الأمير بالأثاث الذى حرص على شرائه وشراء التحف الملحقة به من كل أنحاء العالم، كما حرص على زرع كل النباتات النادرة فى مصر والعالم بحديقة القصر الذى يصل عمره الآن إلى ١٢٠ عاماً.

أوصى الأمير محمد على قبل وفاته بإهداء القصر للدولة المصرية بكل كنوزه حفاظاً على الثروة الحضارية به وإتاحة مشاهدتها من جميع الشعب والزائرين والسائحين.

يقول أحمد شرف رئيس قطاع المتاحف بوزارة الثقافة إن أهم ما يجب أن تحظى به الآن المتاحف هو زيارات الجمهور لأن منع الزيارة يزيد من مظاهر التلف، لكن الزيارة المستمرة تدفع المسئولين لسرعة ترميم أى تحفة وهو ما حدث بعد سقوط سقف القاعة الشامية وهو سقف تم جلبه من سوريا بعد هدم منزل أثرى فيها وتم ترميم السقف الذى يتناسب مع أساس ومعمار القاعة من زخارف وخشف وأثاث.

خطوة رائعة أن يفتتح رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب متحف قصر الأمير محمد على وواجب ذكرها والإشادة بها، بعد أعمال ترميم القصر التى استغرقت عشر سنوات ليستعيد القصر مظهره ورونقه السابق، حيث بدأت وزارة الآثار عمليات الترميم الخاصة بالقصر عام ٢٠٠٥، وتعد خطوة رائعة لوزارة الآثار فى مجال حماية التراث الأثرى وبذلوا مجهودا رائعا فى الترميم لمدة عشر سنوات لقاعات القصر وإنشاء قاعة للمحاضرات وأخرى للمنسوجات، بالإضافة إلى أعمال تنظيف اللوحات والزخارف وترميم المقتنيات الأثرية من المنسوجات والأخشاب والخزف والمعادن المختلفة، بالإضافة إلى استغلال الحديقة الرائعة للقصر الاستغلال الأمثل لتكون مزاراً سياحياً.

كن فخوراً يا عزيزى بتاريخ وحضارة بلدك فى وقت كانت فيه العديد من الدول لا تعرف عن المدنية شىء، زيارة لهذا المتحف، خاصة وباقى المتاحف عامة تزيدك فخراً ببلدك وتزيد معرفتك أنت وأبناءك بتاريخ هذا البلد، فالتاريخ أساس وأصل فلا مستقبل دون معرفة تاريخنا جيداً وتعريف الجيل الجديد به بل وللعالم أيضاً، تلك القصور والمتاحف ليست تاريخ فقط بل ثروة لا تقدر بثمن لو أحسنا استخدامها، هل لك أن تتخيل قصرا أقل من قصر الأمير محمد على عشرات المرات ماذا يمكن أن يُفعل به فى دول أخرى!

إنه فعلاً قصر غاية فى الإبداع يجب أن تعرف قيمته جيداً وننقلها للعالم أجمع ودعاية مناسبة فى هذا التوقيت للسياحة ولترفع بلدك قامتها من جديد بين الأمم.. ولا بديل عن التاريخ.













مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة