أمير الكويت فى افتتاح القمة العربية بشرم الشيخ: المشهد فى المنطقة يزداد سوءا وتعقيدا.. قيادة مصر للعمل العربى المشترك خلال الفترة القادمة عزاؤنا فى ظل الأزمات.. وبلورة نهج لتجاوز العقبات

السبت، 28 مارس 2015 12:22 م

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح

شرم الشيخ – محمد الدسوقى رشدى – يوسف أيوب – محمد الجالى – آمال رسلان

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعرب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح عن تقديره وامتنانه للرئيس عبد الفتاح السيسى ولحكومة وشعب مصر على حسن الاستقبال والضيافة، مشيرا إلى أن المشهد السياسى فى الوطن العربى يزداد سوءا وتعقيدا، ولكن العزاء أمام كل ذلك أن من سيتولى قيادة العمل العربى المشترك فى المرحلة المقبلة الرئيس السيسى.

جاء ذلك خلال كلمة أمير الكويت فى بدء أعمال القمة العربية المنعقدة حاليا بشرم الشيخ حيث يسلم الرئاسة الدورية للقمة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى.

وفيما يلى نص الكلمة :

"بسم الله الرحمن الرحيم فخامة الأخ الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة رئيس الدورة الـ26 لمؤتمر القمة العربية، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو معالى الأمين العام لجامعة الدول العربية.. السيدات والسادة:

يسرنى بداية أن أتقدم بخالص الشكر وعظيم الامتنان لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى ولحكومة وشعب جمهورية مصر العربية، على ما حظينا به من حسن استقبال وكرم ضيافة وما لمسناه من إعداد متميز لهذا اللقاء الهام، والذى سيسهم فى تحقيق ما نتطلع إليه من لقائنا اليوم.

الأمانة العامة

كما أشكر الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمناء المساعدين وجهاز الأمانة العامة على جهودهم المقدرة خلال فترة ترؤس بلادى دولة الكويت دورة القمة العربية الـ25، التى كانت عونا لنا فيما تحقق من إنجازات مقدرين عاليا جهودهم فى الإعداد لهذه الدورة.

أستهل كلمتى أن أحمد الله سبحانه وتعالى الذى أعاد جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الشقيقة إلى بلاده سالما، متقدما لجلالة السلطان باسمى آيات التهانى والتبريكات وإلى الشعب العمانى الشقيق، داعيا الله عز وجل أن يديم على جلالته العافية والصحة ليستكمل المسيرة الخيرة فى قيادة السلطنة.

أصحاب الجلالة والفخامة، لقد كانت الفترة التى سبقت انعقاد الدورة 25 شديدة التعقيد وكان عالمنا العربى المشترك فى تلك الفترة يمر بأصعب أوقاته وأسوأ مراحله تضاءلت معه أمامنا فرص عقد الدورة ولكننا إزاء كل ذلك زدنا إصرارا على عقد القمة ووجدنا فى دعم الأشقاء ومساندتهم لنا عاملا حاسما لتمكيننا من مواصلة العمل وإتمام ترتيبات عقد القمة وكان لنا لقاء فى أول قمة عربية دورية تعقد على أرض الكويت، حيث تدارسنا الأوضاع والمعوقات التى كانت تعترض عملنا المشترك، واستطعنا بعون من الله وتوفيقه من التوصل إلى قرارات تنهض بهذا العمل وآليات تمكننا من التحرك فى إطار رئاستنا للقمة وذلك بالتنسيق والتعاون مع أشقائنا فى محاولة منا لبلورة نهج يعالج قضايانا وفق منظور جديد ورؤى تتجاوز عقبات الماضى.

المشهد السياسى

ونلحظ اليوم أن المشهد السياسى فى الوطن العربى يزداد سوءا وتعقيدا سواء ذلك بالتصعيد الذى رافق الوضع فى ليبيا أو التدهور الأمنى الذى يعانيه الأشقاء فى اليمن، ولكن العزاء أمام كل ذلك أن من سيتولى قيادة العمل العربى المشترك فى المرحلة المقبلة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى نثق فى أنه سيضع إمكانات مصر وقدراتها فى خدمة قضايا أمتنا العربية".

إضافة:

كما بدأت بلادى فى ظل الاستحقاقات التى ترتبت على رئاستها جهودا حثيثة، وذلك عبر ترؤوسها لوفود عربية ضمت عددا من الأشقاء فى زيارات لكل من الصومال ولبنان والعراق، فى محاولة تقديم الدعم العربى لهذه الدول والتأكيد على وقوفنا معها فى الظروف الاستثنائية التى تمر بها، وذلك تنفيذا لما توصلنا إليه من قرارات والتحقيق لما نتطلع إليه من تفعيل العمل العربى المشترك.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. بعد ما يزيد على أربع سنوات من دخول منطقتنا مرحلة جديدة من الفوضى وعدم الاستقرار والتى أطلق عليها البعض الربيع العربى، عصفت بأمتنا وقوضت استقرارنا وأدخلتنا فى حسابات معقدة تداول معها البعض واهما رسما جديدا لجغرافية منطقتنا، جعلنا نعانى من تراجع حاد فى معدلات التنمية والتأخر الملحوظ فى مستوى تقدمنا وتطورنا.

إننا مطالبون بمواجهة تلك التحديات بجهد جماعى ووحدة صف صلبة والترفع عن الخلاف والاختلاف فى إطار العمل العربى المشترك يحفظ أمننا الإقليمى ويلبى طموحات شعوبنا.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو يأتى الإرهاب بأفكاره الهدامة وسلوكه المنحرف وايدلوجيتيه المارقة وأفعاله المشينة كأبرز التحديات التى نواجهها ويواجههنا معنا العالم أجمع، ولقد أسهمت مناطق التوتر والصراعات فى تواجد المنظمات الإرهابية التى اتخذت من تلك الدول قواعد لها تخطط فيها وتنطلق منها لتنفيذ تلك المخططات الهدامة.

المجتمع الدولى

كما أسهم تقاعس المجتمع الدولى فى عدم التصدى لبؤر التوتر والصراعات فى خلق أجواء راعية وحاضنة لها، أن ما يدعو للأسف فى هذا الصدد أن نلحظ بأنه كلما ازدادت الصراعات ومعاناة الشعوب كلما زاد عجز المجتمع الدولى وآلياته عن التصدى لها.

دعونى أؤكد هنا أن جهود مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة يجب أن تكون شاملة وبفكر استراتيجى يدرك أن المواجهة فكرا وعقيدة بكل ما تحمله هذه الكلمات من معانى وجوانب لإبعاد سلوك المواجهة، ولنتمكن من تحصين شعوبنا من أفكار الجماعات الضالة وفكرها المدمر.

أصحاب الجلالة والفخامة، تدخل الكارثة الإنسانية فى سوريا عامها الخامس حاصدة مئات الآلاف من القتلى والملايين من النازحين بتبعاتها الأمنية الخطيرة، ليس على المنطقة فحسب وإنما على العالم بأسره، أن الصراع فى سوريا لن ينتهى إلا بحل سياسى يكفل لسوريا سيادتها ووحدتها ويعيد الاستقرار إلى ربوعها ويلبى مطالب شعبها المشروعة.

الكارثة التى تمر بها سوريا

واستشعارا بحجم الكارثة التى تمر بها سوريا وشعورا بالمسئولية الأخوية فقد وافقنا على طلب تقدم به الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون باستضافة المؤتمر الدولى الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنسانى فى سوريا فى 31 مارس الجارى، ومن هذا المنبر أدعوكم لمشاركة فعالة وسخية فى هذا المؤتمر الذى يأمل فى أن يحقق الأهداف المرجوة منه لنتمكن من مساعدة الأشقاء فى سوريا".

أصحاب الجلالة والفخامة، تبقى القضية الفلسطينية ومسيرة السلام فى الشرق الأوسط ملفا نحمله فى كل اللقاءات الثنائية والإقليمية والدولية وله أولوية لنا، نسعى لحلها فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وفقا لما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية لننهى معاناة الأشقاء، فلن ننعم بالاستقرار طالما استمرت هذه القضية دون حل.

أصحاب الجلالة والفخامة، أن التطورات السريعة التى تجرى فى اليمن مثلت مبعث قلق وتهديدا لأمننا نتيجة لاستمرار مليشيات الحوثية للاستيلاء على الشرعية والسيطرة على مفاصل الدولة، وما تلاها من تهديدات لأراضى المملكة العربية السعودية الشقيقة ودول مجلس التعاون الخليجى العربى بشكل بات يشكل أمن المنطقة واستقرارها وسلامة دولها وشعوبها.

المليشيات الحوثية

وبعد أن استنفد كافة الجهود فى محاولة إيجاد حل للأزمة اليمنية وإقناع المليشيات الحوثية بالطرق السلمية، واستجابة لطلب رئيس اليمن بتقديم المساندة الفورية عربيا ودوليا بما يحفظ اليمن وشعبه ويصون سيادته ووحدة أراضيه وتقديرا لحجم التحديات التى باتت تهدد أمنا واستقرارنا وتفعيلا لاتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون ومعاهدة الدفاع العربى المشترك واستنادا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتضمنة بإقرار حق الدول الطبيعى فى الدفاع عن نفسها واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين، لقد أعلنت الكويت دعمها ووقفها التام مع الأشقاء فى المملكة العربية السعودية وبقية الأشقاء فى مجلس التعاون الخليجى فى حقها فى الدفاع عن نفسها.

وندعو فى هذا الصدد إلى ضرورة التنفيذ الفورى للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية والالتزام بنتائج الحوار الوطنى الكامل، موكدين أهمية استجابة كافة الأطياف فى الدعوة التى رحب بها خادم الحرمين الشرفين لعقد مؤتمر خاص تحت مظلة دول الخليج العربى لصون اليمن وتجنيبه مخاطر الانزلاق فى حرب أهلية يكون الخاسر الأكبر فيها الشعب اليمنى وأمن واستقرار دولنا ومنطقتنا.

واستشعارا بعظم هذه المأساة ومعاناة الأشقاء فإننى أناشد دول العالم إلى مد يد العون للشعب اليمنى الشقيق ليتجاوز هذه الظروف التى نأمل أن تنتهى قريبا.

أصحاب الجلالة نعرب عن ارتياحنا للمراحل التى قطعتها الحكومة العراقية على طريق استعادة الأمن والاستقرار، نؤكد دعمنا الكامل لها لتحقيق هذا الهدف، مؤكدين ثقتنا فى قدرة الأشقاء فى العراق على تجاوز الظروف الصعبة التى يمرون بها واستعدادنا الدائم لدعمهم والتعاون معهم فى مواجهة تلك الظروف.

وحول تطورات الوضع فى ليبيا، فنحن نعرب عن القلق إزاء هذه التطورات وتداعياتها على دول المنطقة، نؤكد على ضرورة تضافر الجهود لإيجاد حل لهذا الصراع يحقن الدماء ويعيد الأمن والاستقرار إلى ليبيا.

أصحاب الجلالة، حول برنامج إيران النووى، ندعو إيران إلى التجاوب مع الجهود الدولية المبذولة حول برنامجها بما يبدد شكوك المجتمع الدولى.

وفى ختام كلمتى ومع نهاية رئاسة دولة الكويت للدورة 25 يسعدنى أن استأذن مجلسكم الموقر فى أن يتفضل فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة فى تسلم رئاسة دورتنا هذه، متنميا لفخامته كل التوفيق والسداد.