د.غيضان السيد على يكتب: مكانة المرأة المصرية بين الوهم والحقيقة

الجمعة، 27 مارس 2015 12:03 م
د.غيضان السيد على يكتب: مكانة المرأة المصرية بين الوهم والحقيقة البرلمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن أنصف الإسلام المرأة ووضعها فى مكانها الطبيعى وأعاد إليها حقوقها المسلوبة تحت وطأة السيطرة الذكورية التى هيمنت طويلا على تاريخ البشرية، فأكد الإسلام على وحدة الأصل والنشأة بين الذكر والأنثى، ووصفها بأنها هدية من الله للرجل، بل قدم ذكرها عليه فى قوله تعالى " يَهبُ لمن يشاءُ إناثاً ويَهبُ لِمَن يَشاءُ الذُّكورَ " ومنحها أهلية التعبير عن إرادتها فى أخص شئون حياتها، وهو تكوين بيتها واختيار زوجها، ومنحها حرية التملك.. وغير ذلك من الحقوق الكثيرة التى كفلت حريتها وأمنها كرامتها .

إلا أن المرأة تخلت مرة أخرى عن هذه الحقوق تحت سيطرة بعض الرؤى الدينية المتطرفة، وشيوع بعض الأعراف والتقاليد غير المكتوبة، هذا فضلا عن الخضوع لتأويلات بعض الخرافات والأساطير المشهورة .

إلا أن بعضاً من النساء تمردن على هذا الوضع الذى آلت إليها المرأة من خضوع فحاولن التمرد والمطالبة بالحقوق المشروعة، والتى هى ليست منحة ولا منة من الرجل، وساعدها على ذلك النشاط النسائى الملحوظ الذى بدأ مع بدايات القرن العشرين فى مصر، فأفرز بعض مؤسسات المجتمع المدنى التى تطالب بحقوق المرأة هذا فضلا عن المجلس القومى للمرأة، فكان لزاما على الدساتير المختلفة أن تراعى هذه الحقوق النسائية فى موادها.

فجاءت المادة (11) من دستور عام (2013) لتكفل تحقيق المساواة بين المرأة والرجل فى جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأن تعمل الدولة على اتخاذ كافة التدابير بضمان تمثيل المرأة تمثيلا مناسبا فى المجالس النيابية، كما تكفل حقها فى تولى الوظائف العامة ووظائف الإدارة العليا فى الدولة والتعيين فى الجهات والهيئات القضائية، دون تمييز ضدها، كما تلتزم الدولة بحمايتها من العنف وتوفير الرعاية والحماية للأمومة والطفولة والمرأة المعيلة والمُسنة والنساء الأشد احتياجاً.

ورغم ذلك كله من ضمانات شرعية وقانونية تصر المرأة على التخلى عن تلك الحقوق، والتخلى عن تلك العقلية الناضجة لتسيطر فى الغالب الأعم العقلية المطبخية كما تقول الدكتورة منى أبو سنه فى كتابها " نقد عقلية المرأة ".

وفى الحقيقة تبدو العقلية المطبخية هى المسيطرة على السواد الأعظم من النساء المصريات،وهى عقلية مزاجية لا تخضع لقانون عام، وإنما تخضع لمزاج نسبى متغير وهو مزاج متناول الطعام، فتبتعد المرأة عن تمثل القانون العام لحدوث الأشياء وتقف فى تفسيرها لحدوث الأشياء عند حد المزاج، وإذا تعذر المزاج فلا مانع من الأسطورة أو الخرافة والتى تتمثل فى قراءة الفنجان والكف وحظك اليوم .. الخ. ولذلك تشتهر هذه الأشياء بقوة بين الأوساط النسائية دون الرجل.

وهكذا حولت المرأة نفسها إلى ذات وموضوع للرجل ؛ فإذا قال الرجل :" ليست ثمة امرأة عبقرية، وإنما المرأة زينة جنسية " أسرعت المرأة إلى تجميل نفسها حتى تستحوذ على إعجاب دائم من الرجل . وقد رَسَخَ هذه العقلية لديها اعتقادها بأن أمنها الشخصى هو منحة من الرجل فعبرت عن ذلك بقولها " ضل راجل ولا ضل حيطة" كما إنها اعتبرت – واهمة- أن حريتها مرهونة بالرجل، كذلك حصرها لنفسها على أنها رغبة للرجل يشتهيها فقط ،وأن أقصى طموحها أن تنال رضاه وإعجابه. فبالغت فى الاهتمام بملابسها وزينتها ومظهرها الخارجى على حساب ثقافتها وعقلها، واكتفت بأن طموحها الشخصى يكمن فى تحقيق طموح الرجل أيا كان؛ زوجا أو أخا أو ابنا أو أبا .. وشاع القول " وراء كل عظيم امرأة"، ونست المرأة رغبتها الذاتية فى تحقيق طموحها الشخصى وأناها الذاتى العميق.

والغريب فى الأمر أن السواد الأعظم من النساء المصريات يعتبرن من يطالبن بحقوقهن من النساء هن ناشزات مستهترات، خرجن عن العادات والتقاليد والأعراف، لا شاكم لهن ولا رادع.. ليأتين هن فى النهاية يبكين على أبواب محاكم الأسرة يشكين هجر الرجل وعنفه ضدهن.. وهن المذنبات فى البداية والنهاية.. حيث فشلن فى تحقيق ذواتهن وفى التمتع بشخصية وثقافة وعقلية ناضجة قد تعجب الرجل وتبهره أكثر من الشكل الخارجى وفى نفس الوقت تضمن لنفسها الأمن الحرية والكرامة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

AHMED

مقال رائع

مقال رائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة