محمد الدسوقى رشدى يكتب: أسرار اتصالات السيسى وقادة الخليج قبل توجيه الضربة الجوية للحوثيين.. كواليس 24 ساعة غيرت وجه القمة العربية وحولتها لـ"مجلس حرب"

الجمعة، 27 مارس 2015 12:01 ص
محمد الدسوقى رشدى يكتب: أسرار اتصالات السيسى وقادة الخليج قبل توجيه الضربة الجوية للحوثيين.. كواليس 24 ساعة غيرت وجه القمة العربية وحولتها لـ"مجلس حرب" الحرب فى اليمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تغيرت الخريطة، وانقلب الحال تماما فى أقل من 24 ساعة، وتحولت القمة العربية إلى خلية عربية لإدارة الأزمة اليمنية أو مجلس حرب إن شئنا الدقة، التحرك الحوثى ظهر أمس الأول الأربعاء الذى أفضى فى نهايته إلى اقتحام عدن العاصمة المؤقتة ونهب المجمع الرئاسى اليمنى وسط أنباء عن استهداف الرئيس اليمنى عبدربه هادى منصور، كان كفيلا بتغيير ملامح القمة العربية المنعقدة فى شرم الشيخ حاليا، وبالتالى إعادة ترتيب أولويات المحاور التى كانت مطروحة على مائدة النقاش.

عصر الأربعاء وبعد ساعات من اجتياح قوات الحوثيين لعدن، تحولت مقرات إقامة الوفود إلى خلايا من النحل، الكل يعمل على إعادة ترتيب أوضاعه ومشروعاته، بعض المشروعات التى كانت قد أصبحت جاهزة للنقاش تم إلغاؤها وانهمك الكل فى اتصالات وجلسات لتحضير الخطط البديلة، وكأن أبرز هذه المشروعات التى نالها التغيير.

مشروع قرار مقترح من الإمارات وتم التوافق عليه من دول مجلس التعاون الخليجى، وهو تحرك على مرحتلين، الأولى دعوة للحل السياسى للازمة فى اليمن، دعوة محددة المدة، يعقبها مناقشة حل التدخل العسكرى، المرحلة من مقترح مشروع مجلس التعاون الخليجى فى القمة قبل تدهور الأزمة إلى هذا الحد كان يدعو إلى الحل السياسى والحوار ويطرح جدول زمنى لتنفيذه خلال 10 أيام معتمدا على اجتماع الرياض واجتماعات مجلس الأمن السابقة التى دعت للحوار والتفاوض، أما الجزء الثانى الخاص بالتدخل العسكرى يبدو واضحا الآن أن الترتيب له مسبقا يفسر سرعة التدخل العسكرى والضربات الجوية السعودية ويؤكد بأن الخطة العسكرية كانت الخطة البديلة وسط توقع برفض الحوثيين للحوار.

المشروع الذى كانت تعمل عليه الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجى كان يتضمن الخطوط العريضة لخطاب الرئيس اليمنى عبدربه هادى منصور، وفقا للاتصالات التى جرت بينه وبين مجلس التعاون الخليجى.

عصر الأربعاء وبعد التأكد من أنباء دخول الحوثيين إلى عدن وتأزم الموقف تم توقيف المشروع وطرح تعديلات عليه، وأكدت لنا كل المصادر أن المعلومات أشارت إلى تحرك من الحوثيين بمقترح إيرانى لإفساد حضور الرئيس اليمنى للقمة العربية خوفا من الكلمة التى كان من المتوقع أن يلقيها، وهو ما حدث بالأمس فعلا وجعل من حضور الرئيس اليمنى مهددا أو مستحيلا.

البعض كان يشكك أصلا فى حضور الرئيس اليمنى منذ البداية وهو الأمر الذى يجب أن ننفيه لأن كل المؤشرات والمعلومات تقول بأن كلمة الرئيس اليمنى كانت المفترض أن تكون عروس القمة وبؤرة الاهتمام من الجميع وسبق وأن أكدت مصادرنا فى جامعة الدول العربية مساء الثلاثاء على حضور الرئيس اليمنى.

رسالة منصور للسيسى


علمنا أيضا أن الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى بعث برسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى يؤكد حضوره القمة العربية التى ستعقد بشرم الشيخ يوم السبت المقبل، وأنه تم تكرار التأكيد على هذه المشاركة ولكن تبدو الأمور غامضة فى ظل التطورات الجديدة.

الأربعاء عصرا ومنذ كان الرئيس فى إثيوبيا بدأت اتصالات على أعلى مستوى لبحث ضرورة الرد على تصعيد الحوثيين وما اعتبرته بعض الأنظمة الخليجية بأنه تحدٍ مباشر لإرادة القمة العربية تحديدا وأن رسالة دخول الحوثيين لعدن تم تفسيرها بأنها تحدٍ للقمة وقراراتها.

مع وصول الرئيس إلى شرم الشيخ تواصل الاتصالات بهدف ترتيب رد الفعل العربى المشترك على ما يحدث فى اليمن تحت شعار أنه لا تحرك على أى مستوى سواء كان عسكريا أو سياسيا يجب أن يتم إلا تحت مظلة اتفاق وتوافق عربى مشترك.

من ضمن المفاجآت أنه صباح الأربعاء وأثناء الاجتماعات التحضيرية كانت وكالة الأسوشيتدبرس هى أول من نقلت أخبارا عن اجتياح الحوثيين لعدن مع أنباء عن الوصول للقصر الرئاسى وحينما نقلناها لوزير الخارجية اليمنى صدم الرجل وزاغت عينه وطلب التأكد أولا.. ولعل هذا الارتباك يفسر تصريحاته المتسرعة بخصوص تدخل مصر عسكريا.

الخارجية المصرية بين النفى والتأكيد


البعض يسأل لماذا نفت الخارجية المصرية تصريحات وزير الخارجية اليمنى حول مشاركتها فى عمل عسكرى ضد الحوثيين ثم عادت وأعلنت عن المشاركة فى عملية عاصفة الحزم.. والبعض وصف الأمر بأنه تراجع تحت ضغط خليجى وهذا أمر عارٍ تماما من الصحة لأن وزير الخارجية اليمنى وهو يتحدث عن أحد الحلول المطروحة ولأن مصر كان موقفها واضحا منذ البداية فى ضرورة أن يكون العمل العسكرى عربيا ومشتركا ولهذا صدر البيان للإعلان عن المشاركة الساعة 2 بعد مشاورات مكثفة مع دول مجلس التعاون الخليجى.

ما حدث فى اليمن أربك أجندة القمة العربية الحالية وأعاد ترتيب أولوياتها.. ولهذا تسارع وصول الوفود وشهدت فترة ليل أمس عمليات اتصالات مكثفة.. لتحويل مسار القمة من مناقشة بعض القضايا مثل إعادة هيكلة بعض الشؤون الداخلية للجامعة، بالإضافة إلى ملف صعب كان منتظرا أنه يتم طرحه بشأن وضع تركيا داخل الجماعة.

وهذا حدث بعد عدم دعوة تركيا للمشاركة فى هذه القمة.. ونحن نعلم أن تركيا كانت تشارك بصفتها مراقبا سنة 2003 وشاركت فى أول قمة بالسودان سنة 2006، وآخر قمة شاركت فيها تركيا كانت القمة الـ24 التى استضافتها قطر فى العام 2012، حيث مثلها وزير خارجيتها السابق أحمد داوود أوغلو، فى حين لم تشارك فى قمة الكويت العام الماضى نظرا لتدهور العلاقات بين أنقرة والقاهرة ومحاولة الدولة المضيفة لتجاوز أى عوائق قد تعرقل نجاح القمة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

حتى أنت يا محمد الدسوقى رشدى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة