ناصر عراق

ذكريات أفريقية على هامش الزيارة الإثيوبية!

الخميس، 26 مارس 2015 03:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تثير الزيارة التى يقوم بها الرئيس السيسى لإثيوبيا المزيد من الشجون والأسئلة، فنحن فى مصر أضعنا - للأسف الشديد - ما ربحناه فى التواصل مع أفريقيا فى زمن عبدالناصر، وأظنك تذكر كيف استطعنا أن نسهم بنصيب وافر فى تحرير القارة السمراء من الاحتلال الأوروبى لها، هذا الاحتلال الذى نهب خيرات القارة وترك سكانها يكابدون الأمراض والفقر والأوبئة. لذا يجب الحفاوة بهذه الزيارة، وتطوير العمل الدبلوماسى حتى نسترد مكانتنا المرموقة لدى شعوب قارة ساحرة، علمًا بأننى لا أكتب هذا الكلام من باب التباهى الوطنى فقط، وإنما من خلال حفنة ذكريات عزيزة مع صديق أفريقى قح.

لم تتح لى زيارة أية دولة أفريقية، وإن كنت تمتعت بزيارة تونس والجزائر والمغرب، لكننا نعتبرها دولا عربية أكثر من كونها أفريقية، ولكن فى أحد أيام مارس 2006 زارنى فى مكتبى فى دبى الثقافية رجل مهذب قدم لى نفسه باسم «آدم تننتاو» مترجم وأديب من جمهورية مالى. بدا لى آدم - 52 سنة - شديد التعلق بالثقافة العربية، ومفتونا بالسينما المصرية وأغانى أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم، رغم أن لسانه لا يستجيب سريعًا لما يود قوله باللهجة المصرية. أخبرنى أنه تلقى تعليمه فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى فى الجزائر على يد مدرسين مصريين، وأنه من عشاق جمال عبد الناصر (لأنه شاركنا همومنا وساعدنا على تطوير بلادنا) كما قال، وقد ردت مالى الجميل، ووضعت اسمه على بعض الميادين الكبرى والشوارع العامة فى العاصمة باماكو.

اتفقت مع آدم - بعد موافقة رئيس التحرير الأستاذ سيف المرى - على أن يذهب إلى بلاده ويعمل مراسلا لدبى الثقافية نظير أجر معلوم، وبالفعل ظل يمدنا بموضوعات شائقة عن بلده والبلاد المجاورة عززت فرادة المجلة ومنحتها طزاجة نادرة. لم أتوقف عن طرح الأسئلة على آدم كلما جاء إلى دبى، وقد دارت أسئلتى حول طبيعة أفريقيا وشعوبها وقبائلها وغاباتها وحيواناتها، وبالمناسبة فقد ولد آدم فى إحدى الغابات، حتى رحل قبل أعوام قليلة، فحزنت عليه كثيرًا!

حقا.. السيسى فى إثيوبيا.. أهلا بأفريقيا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة