ميلاد صديق غالى يكتب: كم عمرك؟

الأربعاء، 25 مارس 2015 10:10 م
ميلاد صديق غالى يكتب: كم عمرك؟ صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كم عمرك؟ سؤال بسيط.. إجابته بسيطة أيضًا ومحددة، تختلف من شخص لآخر ولكن إجابته عدد من السنوات يحسب من تاريخ الولادة حتى لحظة السؤال.. لكنى لا أقصد ذلك.. كيف أحسب عمرى؟!! فأنا لا أقصد العمر الزمنى الذى نعيشه محسوبًا بعدد السنوات، بل أقصد كم سنة قضيتها فى عمل الخير أو ماذا قدمت للبشرية أو على الأقل للمجتمع الذى نعيش فيه.. ومن خلال هذه القاعدة الحسابية.. إذًا هناك ناس عمرهم يمتد بآلاف السنين وآخرين عمرهم يعد على أصابع اليد.

هل أحسب عمرى بما حققت لنفسى وماذا حققت للآخرين؟ كم قدمت لآبائى ولإخوتى أو لأبنائى وتوفير جزء من وقتى لهم؟.. أم بكمَ الصداقات الحلوة التى دامت معى عشرات السنوات والأصدقاء الذين يلتفون حولى فى حب متبادل؟.. أم بالانتصارات التى حققتها رغم كل الصعاب ورغم كل القيود؟.. هل أحسب عمرى بعدد الأيام التى قضيتها مخلصًا فى عملى أقوم بكل واجباتى وأقدم للجميع كل ما أستطيع وما يتناسب مع قدراتى وإمكانياتى وأحترم ساعات عملى؟... هل أحسبه بعدد السنوات التى قضيتها مبتسمًا للجميع ووجهى بشوش للصغير قبل الكبير؟ .. هل أحسبه بتسامحى لمن أساء إلى ولا أحمل فى قلبى ضغينة لأحد وهذه قدرة عظيمة لا يمتلكها الكثيرون؟.. هل أحسب عمرى بحالة الرضى على ما رزقنى الموّلى وكل ما أعطانى هو خير لى؟... فليس كل من لبس الحرير أميرًا ولا كل من ذاق الحرمان فقيرًا.. هل أحسب عمرى بإيمانى بالله وبقدرته وأنه يرانى فى كل ما أفعل.. وأنى لن أكون مؤمنًا إلا إذا اتقيت الله فيما أقول وأفعل معًا؟

فهناك كثيرون قضوا حياتهم فى خدمة الآخرين دون مقابل ولم يسعوا إلى المال أو بحثوا عن الكنوز، فكنزهم محفوظ فى السماء.. فهؤلاء عمرهم أكثر بكثير من عمرهم الحقيقى ويتذكرهم الجميع بالخير، ونتداول سيرة حياتهم فيما بيننا ونعتبرهم مُثل عُليا لنا .

فإن جلسنا مع أنفسنا هل بمقدورنا أن نحسب عمرنا...؟











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة