محمد نصيح الجابرى يكتب: الفاتنة

الأربعاء، 25 مارس 2015 06:00 م
محمد نصيح الجابرى يكتب: الفاتنة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما يعجز اللسان عن الكلام هنا يتكلم القلب، فحتى الآن لم أجد البداية كى أكمل إلى النهاية، فالأفكار المتسارعة تتلاحق على قلمى بمجرد ذكرى كلمة الفاتنة، ولكن دعنى أبدأ بالسؤال وهو ما مفهوم الفاتنة؟.

حتى الآن عجز الخبراء والأدباء على وصف صريح مفصل لمفهوم الفاتنة، فهى الفضفاضة التى لا ترتبط بأسس أو قواعد علمية حسابية، فهى خارجة عن السيطرة دعنى أقول.. إنها اللحظة التى تقع عيناك فيها على شخصية ما فتجد نفسك خالى الإرادة مسخر نحو تلك العيون الجميلة التى تجذبك نحوها بكل قوة فى الوقت الذى تعجز أنت عن التحكم فى نفسك وفى عقلك.

وأعتقد أن الكثير منا وقع فى تلك التجربة وعايشها وتعايش معها ولربما فى أوقات كثيرة نتذكر تلك اللحظات الجميلة التى حدثت لنا مع تلك الفاتنة. ولربما كان القدر أقوى منا جميعا، وأصبحت تلك الفاتنة من الذكريات وإما أعظمها ذكرى عند البعض منا وما أكثرها فاجعة عند البعض الآخر.

سيدى العاشق. ليس العشق عيبا من العيوب فالكبير والصغير منا كان فى يوم ما عاشقا، ولعل القصص كثيرة سواء تلك الروايات التى نقرأها أو تلك القصص الواقعية التى نشاهدها أو على الأقل تلك التجارب الحياتية التى دخلنا فى معتركها.

نعم إن معترك الحياة للأسف الشديد يصور لنا أن العشق والحب والإعجاب هو صورة من صور الفراغ ربما لعوامل كثيرة منها انشغالنا بالحياة العملية من عمل وأسرة والفاجعة إننا نناقش كل أمور حياتنا بمنتهى الصراحة والشفافية، ونأتى عند تلك النقطة ونقف موقف العنيد الصلب. وننظر إليها وكأنها عامل إضافى فى حياتنا.

اسمحوا لى ياسادة أن أعترض .. إذا كان طموحك الشخصى هو الوصول إلى أعلى المراكز، هو النجاح بشتى الطرق فى عملك، هو سعيك الدائم لشراء منزل فخم وسيارة فاخرة.. فلعلك هنا أخطأت فى حق نفسك كثيرا دون أن تدرى. سيدى القارئ اسمح لى أن أوجه إليك تلك الأسئلة. السؤال الأول: ماذا عن حياتك الزوجية؟ السؤال الثانى: هل تتقبل فكرة زواج الصالونات؟ السؤال الثالث: لماذا تبتعد عن زوجتك بعد فترة زمنية من الزواج؟ السؤال الرابع: ما هى نقطة الخلاف الرئيسية بين أى زوجين؟ السؤال الخامس: ما هو مفهوم الاستقرار النفسى لديك؟.

أكتفى بتلك الأسئلة وأتركك كى تجيب عليها. فسواء اختلفنا أم اتفقنا. فنحن الاثنان داخل دائرة (الراحة النفسية) فمن وجهة نظرى سبب متاعبنا فى الحياة أننا ننظر إلى العشق والإعجاب والحب على أنه فترة من المراهقة، سواء المبكرة أو المتأخرة.

ولكن سيدى تناول الموضوع بكل عقلانية كيف حالك وأنت متزوج بدون حب بدون إعجاب بدون مشاعر بدون أحاسيس؟ ما الأفضل لديك؟ أن تكون زوجا روتينيا أم زوجا مثاليا؟ إذن لو كان العشق والإعجاب بالفاتنة شيئا بسيطا فلما كان منا الآن.

صاحب الآلام النفسية وصاحب المشاكل الزوجية والهارب من حياته إلى الخيال البعيد. لعلى ابتعدت كثيرا عن موضوعى ولكن يجب أن نتذكر جميعا أن الفاتنة ليست بالجمال الباهر وليست بالمظهر الفاجر ولكن الفاتنة هى (فاتنة الروح).

نعم مع كل تلك الأسس والاختيارات وبجانب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قوله (فاظفر بذات الدين)، ولكن من المكملات الأساسية للزوجة أن تمتلك روحا طاهرة جميلة تشارك بها زوجها فى حياته تخفف عنه آلامه وأحزانه. نعم لقد فتنت بالفاتنة وجدتها تطاردنى فى كل مكان فى أحلامى وفى عملى وفى سيرى وفى وقوفى وفى ذاكرتى دائما ما أراها فى عينى تتلألأ كما يتلألأ اللؤلؤ. أحدثك عن ذلك الإحساس الذى ينتابك عندما ترى عينيها الجميلتين تشرقان بنور الأمل. أحدثك عن ذلك الوجه البشوش الذى ينفس عنك متاعب الحياة . أحدثك عن حديثها الراقى الذى يذوب معه عقلك ولسانك . أحدثك عن مواقفها فى الحزم والشدة . أحدثك عن غرورها وعن حرصها عليك فى السراء والضراء . نعم الفاتنة ليست بالجميلة وإنما الفاتنة هى الروح الجميلة التى ترفرف فى سماء قلبك فتجعلك أكثر جاذبية وشوقا وحرصا على نفسك.

انظر إلى نفسك وأنت إنسان غير عاشق، فستجد نفسك مهملا فى مظهرك فى طريقتك فى أسلوبك الحياتى فى تفكيرك فى عملك . والنقيض صحيح عندما تعشق فستجد اهتماما كبيرا بنفسك وأسلوبك وحرصك الدائم على اختيار معانيك وألفاظك وأسلوب حياتك . مهما تحدثت فلن أستطيع أن أصف الحالة الخاصة لكل شخص منا كان لديه فاتنة فى حياته وفقدها أو استمر معها وكلل ذلك الإعجاب الشديد بالزواج، ولكن فى كلتا الحالتين فنحن جميعا ذوقنا مرارة العشق وحلاوته فلا تخجل سيدى القارئ من حبك وعشقك فالعشق هو سر الحياة . وإياك أن تتهم العاشق بأنه خارج عن الدين أو مقصر فى حق ربه. فالعاشق هو الشخص الذى أحبه الله تعالى فجعله محبوبا بين عباده . وأقولها وبكل جرأة وبدون خجل ليس عيبا إن يجرى بك الزمن وتصبح فى نهايته عاشقا . فليس الزمن إلا بالدقائق واللحظات التى جعلها الإنسان عنوانا له فى حياته قبل مماته . فالعشق لا وطن له ولا عمر له . فلا تيأس ولا تخجل
فقلد قال الشاعر: فإذا رزقت خليقة محمودة ... فقد اصطفاك مقسم الأرزاق.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

مسلمه

تحية للكاتب الكبير

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد نصيح الجابري

شكر و تقدير

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد نصيح الجابري

الي القارئة ( مسلمة )

اتمنى لك التوفيق فى حياتك بأذن الله

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد نصيح الجابري

الي القارئة ( مسلمة )

اتمنى لك التوفيق فى حياتك بأذن الله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة