براء الخطيب

مذكرات راسب ثانوية عامة: عن لشبونة وعشق البرتغال «14»

السبت، 21 مارس 2015 11:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وعرفت فى هذه اللحظة أن السفينة «أرياس» سوف تبقى فى ميناء «لشبونة» لمدة خمسة عشر يوما أخرى على الأقل؛ فبعد أن يتم تفريغ شحنة القطن المصرى فسوف يتم شحن أطنان من الفلين لتصديرها إلى اليونان، وتحديدا إلى ميناء «أثينا»، ولذلك فإنه يتحتم عليه أن يحصل لى على إجازة نفس مدة إجازته حتى أستطيع مرافقته إلى «كانيكال» فى جزيرة «ماديرا»، وعرفت أن المسافة من «لشبونة» إلى «كانيكال» تستغرق يومين ونصف يوم تقريبا، وعلينا أن نركب عبارة فى الصباح الباكر، عرفت ذلك بعد أن استطاع «ألبرتو» الحصول من المهندس الأول على الإجازة لمدة عشرة أيام تبدأ من الغد، أى أنه يتحتم علينا أن نعود من «كانيكال» يوم 21 أغسطس بالتمام والكمال. كان الاسم خليقا بهذه المرأة السمينة «مونتانا» فقد كانت فى حقيقة الأمر تشيه صخرة رجراجة قد تم استخلاصها من جبل اللحم الأبيض كما بدا على جسدها شبه العارى وهى تستقبلنا بذلك الثوب القصير جدا والذى كان يبدأ من منتصف صدرها لينتهى فوق النصف الأعلى لفخذيها، لكنه على أية حال كان معلقا بكتفيها بواسطة حمالتين رفيعتين، ومع ذلك فقد بدا وجهها جميلا وطفوليا وأبيض مختلطا بحمرة طبيعية خفيفة على الخدين، كما أن الغمازتين فى وجنتيها كانتا تظهران بوضوح كلما كانت تبتسم؛ فتعطيانها سحرا خفيا، أما عندما كانت تضحك فقد كان ثدياها الضخمان يرتجان بقوة، لكن فى نعومة وانسيابية، ظهر ذلك جليا عندما وضع «ألبرتو» أمامها على الطاولة ثلاث زجاجات معتمة من نبيذ «بورتو» كان قبل وصولنا قد اشتراها مع بعض ساندويتشات «البريجو»، وكذلك ساندويتشات «الباستييس دى بيليم» و«باستييس دى ناتا».

بعد أن أعطاها «ألبرتو» الكيس الورقى الكبير وبداخله النبيذ والساندويتشات، نظرت بداخله ثم انتفضت واقفة فى رشاقة حقيقية واختفت داخل الشقة لدقائق معدودة وعادت وهى تحمل بين يديها صينية عليها ثلاثة كؤوس وطبق كبير نوعا ما وإناء ممتلئ بقطع الثلج الصغيرة بديعة الشكل، غير أن «ألبرتو» قال لها بأنه لا يمكننا أن نشرب النبيذ فى مثل هذا الوقت المبكر من النهار، فقد كانت الساعة ما تزال التاسعة والربع صباحا، ضحكت «مونتانا» ضحكاتها التى يهتز معها ثدياها، وقالت لى بأنه لم يقل لها مثل هذا الكلام فى أية لحظة طوال الثلاثة أيام التى قضاها معها، وكان يبيت فيها معها، بل إنه لم يمر عليه أى صباح لم يشرب فيه النبيذ مع الإفطار الذى كانت تعده له من «الكيوجيو» و»الأفوس كيزيدوس»، شعر «ألبيرتو» بالحرج كما بدا عليه وهو يقول لها، كما فهمت أنا من إشاراته، بأنه أراد أن يعتذر لها عن البقاء أكثر من ذلك وبحث فى نفسه عن عذر ملائم يعتذر لها به، فقد جاء الآن لوداعها، وبدا على «مونتانا» أنها لم تتفاجأ، لكنها أعادت زجاجات النبيذ والساندويتشات إلى الكيس الورقى وناولته إليه وهى تعتذر له عن قبولها، لا رفضا لهديته، ولكن لأنها لا تستطيع أن تشرب النبيذ وحدها، كما أنها لن تستطيع أن تشرب منه مع رجل آخر، فأخلاقها لا تسمح لها بأن تشرب من نبيذ جاء به رجل مع رجل آخر، كما أن كل رجل تعرفه يفضل نوعا محددا من النبيذ، وبدا على «ألبرتو» أنه قد اقتنع بوجهة نظرها؛ فحمل الكيس الورقى وهو يقف مودعا، لم يظهر على ملامح «مونتانا» أى تبرم، مما أكد لى أنها كانت تتوقع مثل هذا المصير لعلاقتها العابرة مع بحار سكران تعرفت عليه فى الاحتفالات بجسر «بونتى سالازار»، وللمذكرات بقية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة