صحفى "الجزيرة" يروى تفاصيل 411 يوماً فى السجن.. باهر محمد: "الإخوان" قالوا لى فى السجن "إحنا عارفين إننا غلطنا".. ضابط السجن اعترض على جلسات حوارية كنا نقدمها بطريقة "التوك شو" مع أعضاء الجماعة

السبت، 21 مارس 2015 11:01 ص
صحفى "الجزيرة" يروى تفاصيل 411 يوماً فى السجن.. باهر محمد: "الإخوان" قالوا لى فى السجن "إحنا عارفين إننا غلطنا".. ضابط السجن اعترض على جلسات حوارية كنا نقدمها بطريقة "التوك شو" مع أعضاء الجماعة باهر محمد صحفى الجزيرة
حوار - نورهان مجدى - تصوير - أشرف فوزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن قضى 411 يومًا فى السجن على ذمة القضية المعروفة إعلاميًا بـ«خلية الماريوت» خرج صحفى الجزيرة الإنجليزية «باهر محمد» ليتحدث عن الفترة التى قضاها فى السجن.

كما تطرق إلى موقف قناة الجزيرة معه وإلى الأحاديث التى دارت بينه وبين قيادات الإخوان عن ثورة 30 يونيو، وعبَّر عن تفاؤله بعد حكم محكمة النقض بإلغاء حكم السجن عليه وعلى زميليه فى القضية لعدم وجود أدلة وتحدث عن قصة «الطلقة» التى وجدوها بشقته.

كيف تم القبض عليك؟


- كنت أجلس فى منزلى وسمعت صوت إطلاق نار تحت البيت ورأيت حوالى 50 فردًا من الشرطة جاءوا للقبض على، وكنت قبلها قد علمت من الإعلام أنه تم القبض على «بيتر جريست» ومحمد فهمى من فندق الماريوت، ولم ينتظروا حتى أفتح لهم وكسروا الباب وأصيب كلبى «جاتسبى» بعد أن ضربوه بالنار، ثم قاموا بتفتيش بيتى وبيت والدى، وحينما سألتهم على إذن التفتيش قالوا لى «مش مهم» ثم تحركت معهم.

بعد ذلك سألونى عن عملى وعن سبب وجودى فى فندق الماريوت فى اليوم الذى تم إلقاء القبض على، وأجبت أنى أعمل صحفيا حرا فى الجزيرة الإنجليزى، ونقلونى بعد ذلك لمعسكر قوات الأمن المركزى فى الكيلو عشرة ونصف، وثانى يوم تم نقلى لنيابة أمن الدولة للتحقيق معى، ثم انتقلت بعد ذلك إلى سجن العقرب.

هل تعرضت لأى اعتداء خلال القبض عليك أو خلال سجنك؟


- لا لم يتم الاعتداء على.

متى علمت بالتهم الموجهة لك؟


فى البداية لم أكن أعلم سبب القبض علىّ، فأنا أقوم بعملى ولم أرتكب أى شىء أحاسب عليه، ولدى كارنيه من المركز الصحفى، وعلمت بعد ذلك خلال التحقيقات أننى متهم بنشر أخبار كاذبة وبالانضمام لجماعة الإخوان وتمويلها، وحقيقًة لا أعلم كيف أموِّل جماعة الإخوان.



هل تم سؤالك خلال التحقيقات عن تقارير بعينها قمت بها؟


- نعم، فمن ضمن الأسئلة التى وجهها لى وكيل النيابة كانت عن تقرير تليفزيونى عن «حركة تمرد» قد شاركت فيه، حيث اتهمنى أن التقرير يحمل توجيهات من قناة الجزيرة، فقلت له إن التقارير تُطلب منَّا ونحن نقوم بها وفقاً للقواعد الصحفية.

كيف استقبلت التهم التى وجهت اليك بالإضرار بالأمن الوطنى؟


- أنا مصرى وأحب بلدى ومن المستحيل أن أقوم بشىء يضر أمنها، وكنت دائمًا أنكر الادعاءات الموجهة ضدى فى المحكمة ولكن لم يكن لدى فرصة للحديث.

ما قصة «الطلقة» التى وجدوها فى شقتك والتى كانت السبب فى الحكم عليك بـ10 سنوات بينما الآخرون حصلوا على 7 سنوات فقط؟


- أنا كنت أعمل من 2008 حتى 2013 مع جريدة يابانية اسمها «أساهى» وهى أكبر جريدة يابانية وكنت مسؤولا عن تغطية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ووقتها قمت بتغطية ثورات الربيع العربى وذهبت إلى ليبيا وأخذت الطلقة «تذكارا» ليس إلا.

كيف كانت الأوضاع فى السجن؟


- أنا تنقلت بين ثلاثة سجون هى: العقرب، وبعد ذلك ملحق سجن المزرعة، ثم سجن المزرعة. ولكن الأوضاع كانت سيئة للغاية فى حبسى الانفرادى فى سجن العقرب، حيث بقيت ما يقرب من شهرين فى زنزانة صغيرة الحجم جدًا، لم أكن أرى الشمس من خلال الشباك الصغير المغلق بالحديد. وبالرغم من وجود أسرَّة كنّا ننام على الأرض فى الوقت الذى كانت درجة حرارة الزنزانة حوالى 17 درجة كما قال لى المحامى وقتها، وقد أثر ذلك الوضع على سوء حالة زميلى «محمد فهمى» الصحية.

أما فى ملحق سجن المزرعة، فكنت أنا و«بيتر جريست» و«محمد فهمى» فى زنزانة واحدة ولكنها كانت صغيرة أيضًا لدرجة أنه كان من الصعب أن يقف أحدنا إلا عندما يجلس الآخرون. وبعد النطق بالحكم علينا فى يونيو 2014، تم نقلنا لسجن المزرعة.

كيف كنتم تتابعون الأحداث فى مصر من داخل السجن؟


- لم يكن لدينا تليفزيون، والجرائد كانت ممنوعة فى سجن العقرب. أما فى ملحق سجن المزرعة، كان مسموحا لنا بصحيفتين فقط.

خلال فترة حبسك، هل التقيت مع قيادات الإخوان؟


- نعم، ففى العقرب كنا نتحدث من خلف القضبان مع الفريق الرئاسى لمرسى: عصام الحداد، ياسر على، أيمن على، محمد البلتاجى وغيرهم، وفى ملحق سجن المزرعة، كنا ندير أنا وفهمى «توك شو» كل مساء وتحدثنا مع محمد سعد الكتاتنى وباسم عودة وخالد الأزهرى وهشام قنديل وغيرهم، وفى مرة قال لنا ضابط المباحث «بطلوا البرنامج ده»، فأوقفناه يومين وعدنا لعقده مرة أخرى.

وفى جزء من البرنامج كان حازم صلاح أبوإسماعيل يحكى لنا سيرة الرسول.

جانب من الحوار- 2015-03 - اليوم السابع

جانب من الحوار




ما أبرز ما قالوه لك قيادات الإخوان؟


- قالوا «إحنا عارفين إننا غلطنا» ولكن كانوا يبررون بـ «إحنا كنا بنعمل كدة عشان بلدنا»، و«إحنا طول عمرنا بنتسجن عشان بنحب البلد»، وقد سمعت من كثير من قياداتهم أنهم يرون 30 يونيو أمرًا عاديًا وأنهم متقبلون خروج الناس ضدهم فى مظاهرات وكانوا يستطيعون أن يتداركوا ذلك، ولكنهم ضد 3 يوليو.

هل ترى أن الجزيرة دعمتك فى القضية؟


- أولًا أنا أرى أن الإدارة فى «الجزيرة الإنجليزى» كانت تقف إلى جانبى «كويس جدًا» خلال القضية.

ولكن الجزيرة كانت رفضت أن تدفع أتعاب «خالد أبوبكر» محامى فهمى بسبب اختلاف توجهاتها معه حسبما قالت، فماذا عن محاميك الحالى؟


- أنا وكّلت محاميا آخر اسمه عمرو الديب، وهو الذى يترافع عنى وعن بيتر، واخترته لأنه «شاطر» ولم أعتن بتوجهاته، والجزيرة لم تعترض عليها ومن الطبيعى أنها ستدفع له الأتعاب لأن ذلك دورها الطبيعى.

كان هناك حديث عن عدم وجود تصاريح عمل للقناة فى مصر، فهل قدمتم ما يثبت عكس ذلك؟


- نعم، قدم محامى فهمى أوراقًا تثبت أن قناة الجزيرة إنجليزى لديها التصاريح والتراخيص اللازمة للعمل فى مصر.

بعد 411 يوما قضيتها فى السجن، ماذا تغير فى باهر وكيف أثرت هذه الفترة عليك وعلى أسرتك؟


- علمتنى فترة الحبس الصبر، وكنت مؤمنا أن أى صحفى يجب أن يقاتل من أجل حرية الصحافة. وبسبب حبسى لم أستطع أن أحضر ولادة ابنى الأصغر «هارون» على الرغم من أنى طلبت ذلك فى رسالة لوزير الداخلية السابق محمد إبراهيم ولكن لم يتم الرد على. والآن لا أستطيع أن أعيد مرة أخرى أول ستة أشهر من حياة هارون وسنة كاملة من حياة أولادى: حازم وفيروز التى كانت قبل القبض على تتكلم بسيط، ولكنها الآن أصبحت لديها شخصية.

ما قصة صديقك الذى خسرته بسبب القضية؟


- بالفعل أنا خسرت صديقا مقرّبا لى جدًا وأنا حزين لأنه قاطعنى بعد إدراج اسم زوجته «نورا» فى لائحة الاتهام فى القضية، وهى فنانة تشكيلية وليست صحفية وليس لها علاقة بالسياسة ولم تكن يومًا مع الإخوان، أنا لا أعلم حتى الآن كيف تم إدراج اسمها فى القضية، كما لا أعلم كيف تم ضم طلاب معنا فى نفس القضية.

صِف لى شعورك حينما سمعت قرار إخلاء سبيلك من المحكمة الشهر الماضى؟


- لم أكن أتوقع شيئًا وبعدما سمعت كلمة «إخلاء سبيل المتهمين» أخذت أقفز داخل القفص وسجدت شكرًا لله.

كيف رأيت المشهد فى مصر بعد خروجك؟


- تفاجأت بعد خروجى بأن القنابل أصبحت شيئًا عاديًا فى الشارع المصرى، وذلك أمر جديد ومخيف، كما أحزننى ما يحدث فى سيناء من قتل وذبح للمصريين والجنود، أنا ضد الإرهاب وأدين العنف والقتل، الصحفى «ستيفن سوتلوف» الذى ذبحته «داعش» كان صديقى.

ماذا تخطط أن تفعل خلال الفترة القادمة وهل تفكر فى العودة للعمل بالجزيرة الإنجليزى مرة أخرى؟
- أعمل على تبرئة نفسى، وبدأت الآن على كتابة كتاب عن «خلية الماريوت» وعما حدث معى خلال القضية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة