«خطبة الأحد» لمروان مخول تفضح استغلال إسرائيل لخطر داعش..

أميمة الخليل «دليل فى طريق العتمة»: لا تتجندوا بالاحتلال يا مسيحى فلسطين

الخميس، 19 مارس 2015 12:01 م
أميمة الخليل «دليل فى طريق العتمة»: لا تتجندوا بالاحتلال يا مسيحى فلسطين الفنانة أميمة خليل
كتب مدحت صفوت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أُمِيمَةُ الْخَلِيلِ، صوت الْمَنْسِيِّين وَالْمُهَمَّشِين.. و«الدَّليلُ» فى طريق طويل من العتمة، استنادًا لمشوارها الْفَنِّى الملىء بإنجازات طَرِبِيَّة جعلتها تَتَرَبَّع عرش المطربات الْعَرَبِيَّاتِ فى الوقت الرَّاهِن.. مثلما غَنَّتْ «الخليلُ» مؤخرًا دعمًا لحق أهالى المفقودين خلال الحرب الْأَهْلِيَّة، تطلق مغناة جديدةً مع الشاعر الفلسطينى مروان مخول تقاوم تجْنِيدَ الْمَسِيحِيِّين الْفِلَسْطِينِيِّين فى الجيش الإسرائيلي.

المغناة الَّتِى حملت اسم «خُطبة الأحد»، للْفِلَسْطِينِى مروان مخول ولحنها مراد خورى، ومن المقرّر إطلاقها صباحَ الأحد المقبل، فى تسجيلٍ مَرِّئِى، من إخراج سرى بشارات وعنان قسيم (فلسطين)، شارك فيه مخول بالاداء الشعرى، بعد عمل استمر لشهورٍ فى تكتمٍ شديدٍ مِنْ قبل فريق العمل.

«الْعَمَلُ رِسَالَةٌ» هكذا بدأتْ صاحبة أغنية «عصفور طلّ من الشّباك» حديثها، «رسالة تتجاوز حدود الفلسطينيين، لتصل للعالم أيضًا، وأحببت أن أقدّم ولو بصوتى شيئًا لِلْقَضِيَّة، وبعمل قيمته الفنية مضاعفة، بالنص المحكم ورسالة مباشرة جدًا، واللغة الشعرية القيمة وعلى مستوى عالٍ، كما أنّ الموسيقى فيها نبض الشّباب وبالوقت نفسه قريبة كثيرًا و"بتنحفظ" بسرعة».

السِّجْنُ أحبُّ إِلَينَا مِنْ حِرَاسَة جِدار الْفَصْلِ العنصرى


تعود قَضِيَّةُ تَجْنِيدِ الْفِلَسْطِينِيِّين المقيمينَ بداخل إسرائيل إلى قانون التجنيد فى الكيان الإسرائيلى، الذى يفرضه على جميع «المُواطنين» ذكورًا أو إناثًا، واستُثنى من ذلك اليهود الْمُتَدَيِّنِينَ «الربانيم» والعرب، نظرًا للشّكوك الّتى تطول الفئة الأخيرة بالنسبة للجانب الإسرائيلى، وفى السّنوات الأخيرة تعملُ حكومات تلّ أبيب على جذب الْمَسِيحِيِّين الْفِلَسْطِينِيِّينَ لتجنيدهم ضمن صفوف قوات الاحتلال.

ويواجه مسيحيّو فلسطين ضغوطًا إسرائيليّة من قبل الإعلام، للقبول بالتَّجنيد، منها ما نشره «أورى شنهار» والذى يُعرفُ نفسه برئيس منتدى إسرائيلى لتجنيد العرب الْمَسِيحِيِّين، بصحيفة «هآرتس»، تحت عنوان «المسيحيّون العرب يريدون أن يكونوا إسرائيليين»، وهى مقالة أقلّ ما توصف بأنّها "حقيرةٌ" ومثيرةٌ للفتنة، ومضلّلة، فضلًا عن أنّها مخالفةُ للواقع، الذى يشهد تصاعدًا رافضًا للمحاولات الصهيونيّة ببث الفتنة، وإغراء عرب 48 بالتَّجنيد فى الجيش الإسرائيلى، ويرفع دروز ومسيحيّو فلسطين شعار «السِّجْنُ أُحِبُّ إِلَينَا مِنْ حِرَاسَة جِدار الْفَصْلِ العنصرى»، وتشهد الأراضى المحتلّة بين الفترة والأخرى مظاهرات ووقفات احتجاجية بالقدس ورام الله، وفى إطار مقاومة التجنيد سبقَ أن افتتح المقر الجديد للهيئة العليا لمحاربة التَّجنيد فى بيت جن يوليو 2010.

اِنهضْ، منَ الموتِ المؤقّتِ يا يسوعُ، وسامحِ المحتلَّ


يسخرُ مطّلعُ المغناة من حكومات الاحتلال ومن طرائق "تابعى يسوع" من التّعامل معها، «اِنهضْ، منَ الموتِ المؤقّتِ يا يسوعُ، وسامحِ المحتلَّ، هذا وعدُ ربِّكَ لن تُخالِفَهُ فهيّا، صلِّ مِنْ أجلِ الحكوماتِ الّتى تغتالُ ما جاءت بهِ التّوراةُ من معنى، تَجنّدْ!».

وتابعت الخليل فى حديثها من بيروت لـ«اليوم السّابع»، «نوّد أن نقول إنّنا قادرون رغم كِلّ هالمآسى بالوطن العربي، عنا طاقات مُبدعة، ونُشدّد على هالقصة، ما عنا الحظ وما عنا المقدرة أن نكون حاضرين بسبب الحصار».

وعن السّبب وراءَ تحديد الفئة المستهدفة بِالْمَسِيحِيِّين دونَ الدروز، قالتْ صاحبةُ «أنشودةُ المطر» «أكيد فيه مقاومة درزية للتجنيد، لكنّ هناك أيضًا من يقول "بدى أعيش"، ويقبلُ بالتّجنيد والتّعامل مع الاحتلال، عملًا بالقول خارج مصلحتى "بطيخ يكسر بعضه"، وجهةً بعد جهة "بيفوت" علينا الاحتلال ويحاصرنا، بحجة حماية الْمَسِيحِيِّين من خطر المد الإسلامى الموجود بالمنطقة، فى محاولة لإقناع الشّباب وهى حجةٌ رائجة فى الوقت الأخير. فيما بدى الشّاعر مروان مخول، أكثر وضوحًا فى الإجابة على التّساؤل: «الطّائفة الدّرزية تعرضت مبكرًا لعمليات الإغراء بالتّجنيد حتى باتتْ الغالبيةُ العظمى منها جزءًا من المشروع الصهيونيّ، ومقاومة التّجنيد داخل الطّائفة الدُّرزية "هامشيّة" لكنها فاعلة ونشطة».

تخاطب المغناة أولًا، كلَّ فلسطينى الدّاخل، أولئك الذين أسميناهم عرب 48، وباتت صورتهم بالْمُخَيِّلَةِ الْعَرَبِيَّةِ "مُشَوِّهَة"، حتّى إنّ بعضَ وسائل الإعلام أطلقت عليهم المسمى الصهيونى "عرب إسرائيل"، رغم مقاومتهم للكيان ورفضهم بوصف حاملى "باسبورات عبرية"، مشيرينَ إلى ذلك بالتفاتة "الهويّة الزّرقاء" هروبًا من آثار نجمة داود المغلفة لجوزات السفر.

فلسطينيّو الدّاخل، أولئك الذين استمسكوا بأرضهم، وساعدت الظّروف التّاريخية على بقائهم فيها وفشل الاحتلال الإسرائيلى فى تهجيرهم، ما دعا الحكومات الصهيونيّة إلى اعتماد برامج الأسرلة فى محاولة لطمس الهويّة العربيّة والفلسطينيّة لأصحاب الأرض. وثمّة من يقاوم كلّ مشروعات "غسيل الأدمغة"، فى القدس، عكا، يافا، الناصرة، ومثلث الجليل. وعن المنطقة الأخيرة يقول "مخول": «لا يمكن أن نتصور كمّ الرعب الذى تبثه إسرائيل فى قرى الشمال، كـ"فسوطة" و"ترشيحا" وغيرهما من المناطق الّتى يسكنها مسيحيّو فلسطين، من ذلك الشّبح الدّاعشي».

وتكشف «الخليل» أن الميديا الغربية تلعب دورًا فى التأثير على مسيحى فلسطين، خاصة أن المنطقة تتعرض لعدة انتكاسات وتصير نحو دويلات متناثرة وممزقة ومتصارعة حول دولة "الكيان"، مصورة الأخيرة السبيل لحماية الأقليات المسيحية. موضحة أن التيارات المتشددة تضربنا جميعًا ونعانى جميعًا من المد الإسلامي، وليس الْمَسِيحِيِّين فقط، و"الكل بيعرف كيف خرجت هالجماعات المتعصبة"، التى تحارب الكل مسمين معتدلين، واللادينيين، وغيرهم.

وتتابع: «ومع الأسف، يشهد العالم العربى ثورات تباع وتشترى، والصورة العامة بالعالم العربي، فرّق تسد، ومنذ سايكس بيكو ورُسمت خريطة للمنطقة، ورُكبت أنظمة لتنفيذ المخطط على أرض الواقع. ومنذ أن زرعوا دولة إسرائيل والأنظمة العربية تدعم ذلك. لذلك انتشرت الفوضى، وكان لبنان الوحيد بالسبعينيات والثمانينيات المليء بالفوضى، لكن كما قالت لى صديقة مصرية "لبنان هو الأكثر استقرارًا"، وللأسف أصبح فيه "هالقد" موت وعلى إيدين بعضنا، وليس برصاص عدونا الواحد».

يقول مروان مخول، من فلسطين المحتلّة، «فى تناولها - هذه المغناة - أقليات فلسطين هى تتناول أيضًا أقليات الدول العربية الأخرى، وأردنا أن نصل بأصواتنا لأولئك الذين لم يجندوا فى جيش الاحتلال بعد، والذين يتعرضون لعمليات من التّأثير الدّينى من قلّة من قساوسة بالداخل الفلسطيني؛ حيثُ جنّد الكيان مؤخرًا عملاء، وكرّس لهم ميزانيّة بملايين الدولارات بهدف تسويق فكرة التجنيد فى الدّاخل الفلسطينى وفى الخارج، وذلك من خلال رحلات براجماتيّة يرأسها هؤلاء التائهين بهدف تجميل صورة الاحتلال فى المخيلة العالمية وتصوير حياة الأقليات داخل الدولة أجمل تصوير!»


موضوعات متعلقة..


اليوم .. سلامة كيلة يناقش "الدولة بين الدين والقومية" بمركز دال للأبحاث








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة