واشنطن بوست: سياسة واشنطن الخارجية ساهمت فى نشوء تنظيم"داعش"

الأربعاء، 11 مارس 2015 09:12 م
واشنطن بوست: سياسة واشنطن الخارجية ساهمت فى نشوء تنظيم"داعش" الرئيس الأمريكى اوباما
واشنطن (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن من يظن أن نشأة تنظيم داعش الإرهابى العام الماضى جاءت عن عدم فهو مخطئ، فتكتيك التنظيم وأساليبه الوحشية وضعته فى مكانه أبعد عن معظم الجماعات المتطرفة الأخرى، إن لم يكن ما يتبعوه غير مسبوق على الإطلاق.

وأضافت الصحيفة فى تقرير نشرته فى نسختها الإلكترونية، اليوم الأربعاء، أن الأبحاث الدولية أظهرت مرارا وتكرارا أن نشأة أى تنظيم تكون بطيئة وبشكل تدريجي، مع العديد من البذور المهمة التى زرعت منذ سنوات قبل صعودهم، وأن تلك البذور الخاصة بداعش أصبحت واضحة فى الآونة الأخيرة.

ورصدت وثيقة جديدة لمعهد بروكينجز، كتبت بواسطة المختص كول بونزيل، الخبير فى شئون داعش فى جامعة برينستون، والتى يبين بها أن أكثر المفاهيم القوية والمثيرة للتنظيم - الذى نصب نفسه كـ"خلافة" فى العراق- امتدت إلى الوراء لأكثر من عقد من الزمان، وتشبعت إلى حد كبير بالسياق الحديث للجماعات الجهادية فى القرن الـ21.

والأهم من ذلك، وجد بونزيل أن ثلاثة إجراءات اتبعتها السياسة الخارجية الأخيرة للولايات المتحدة ساعدت دون قصد فى تهيئة الظروف التى من شأنها أن تسمح لـما وصفته الصحيفة بـ"الخلافة" بتنصيب نفسها فى الشرق الأوسط لتظهر فى حيز الوجود، وهنا يفسر كيف انتقلت الخلافة وداعش من فكرة قاتمة إلى واقع مرير فى ما يزيد قليلا على عقد من الزمان.

واستهلت الصحيفة بذكر المساهمة الأولى لواشنطن فى نشوء تنظيم داعش، وهى "الحرب على أفغانستان"، وأوردت ما ذكر فى وثيقة بونزيل تحت عنوان "إيديولوجية" داعش والتى تكشف فى الفترة التى تعود إلى أواخر عام 2001 أو أوائل عام 2002، ناقش أعضاء من تنظيم القاعدة فكرة "الخلافة" فى العراق مع أبو مصعب الزرقاوى المتشدد الأردنى المولد الذى أسس تنظيم القاعدة فى العراق – وهو من البذور الأولى للتنظيم.

وتسرد الوثيقة أن الاستراتيجى العسكرى لتنظيم القاعدة الملقب بسيف العدل كان قد ناقش فكرة الخلافة عندما كان فى إيران بصحبة الزرقاوى بعد فرارهم فى أعقاب الغزو الذى قادته الولايات المتحدة على أفغانستان، حيث قال سيف العدل" ستكون تلك فرصتنا التاريخية بالنسبة إلى الظروف المتاحة لإقامة "دولة إسلامية" –على حد وصفه- الأمر الذى سيلعب دورا رئيسيا فى القضاء على الظلم والمساعدة فى نشر الحقائق أمام العالم".

ولفتت الوثيقة إلى أن فى هذه المرحلة لم يتعهد الزرقاوى بالولاء لتنظيم القاعدة –حيث كانت كراهيته للشيعة البارزة والتى كانت مصدرا للخلاف مع التنظيم- ولم يكن واضحا ما إذا كانت هناك خطة لإنشاء الخلافة والتى ستتخذ من العراق مقرا لها قد جاءت من جانب الزرقاوى أو تنظيم القاعدة نفسه.

واعترف عدد من أعضاء التنظيم فى عام 2001 أن الغزو الذى قادته واشنطن على أفغانستان أجبرهم على تغيير خططهم حيث قالوا لو كانت فكرة الإمارة [إمارة أفغانستان الإسلامية] لا تزال قائمة، كان بإمكانها أن تكون بداية فكرة "الخلافة" المرغوبة من جانب كفاة المسلمين فى العالم.

وانتقل بونزيل إلى ذكر المناسبة الثانية، وهى "الحرب على العراق"، وقال إنه بينما أثارت حرب أفغانستان هدفا حول بحث جديد عن خلافة محتملة، كانت حرب أخرى ترشح ذلك بشكل واقعي، حيث فسر بونزيل أن بين عامى 2001 و2002 كان إنشاء دولة الخلافة ومقرها العراق مجرد طموح، مفسرا أنه بعد الغزو الأمريكى للعراق، بدت الفرصة لإنشائها من جانب تنظيم القاعدة "إمكانية بشكل حقيقي".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة