أحمد كمال يكتب: أسياد القارة العجوز

كرة القدم ساحرة مستديرة لا يوجد فيها فريق يكسب دائما ولعل هذا هو سر سحرها كل فترة يظهر من يسيطر على البطولات معتمدا على جيل عظيم من اللاعبين وباعتزال هذا الجيل يمر الفريق بفترة فراغ وبناء ليظهر فريق آخر منافس يأخذ دور البطولة وهذه هى المنافسة والمتعة فى كرة القدم وعلى مستوى الأندية لا توجد بطولة أقوى ولا أمتع من دورى أبطال أوروبا، فقد انطلقت بطولة دورى الأبطال عام 1954 عن طريق اقتراح من الصحيفة الفرنسية الشهيرة ليكيب لذلك سوف تبدأ رحلتنا من منتصف الخمسينات إلى وقتنا الحالى وسنلقى الضوء على بعض من الفرق التى سيطرت على القارة العجوز عبر تاريخها والتى حصلت على العديد من البطولات محليا وقاريا فى وقت قصير من الزمان.

من 1955 إلى 1965 تسمى بحقبة الملكى ريال مدريد بقيادة الرئيس التاريخى سانتيجو برنابيو الذى يسمى ملعب الريال على اسمه الآن وبقيادة الجيل الأسطورى للريال بوشكاش ودى ستيفانو وباقى العظماء فى تلك الفترة تسيد الريال أوروبا وحقق 6 بطولات لدورى الأبطال منها خمس مرات متتالية فى رقم إعجازى من الصعب أن يتكرر منذ بداية البطولة إلى عام 1960 ويحمل لاعبه خوانيتو الرقم القياسى كأكثر لاعب فوزا بدورى الأبطال برصيد 6 بطولات وحصل الريال أيضا خلال تلك الفترة على كأس الإنتركونتينتال الذى كانت تقام بين بطول أوروبا وبطل أمريكا الجنوبية مرة واحدة عام 1960 ومحليا حصل على الدورى الإسبانى 8 مرات وكأس الملك مرة واحدة وبإجمالى 16 بطولة متنوعة صنعت تاريخ ريال مدريد خصوصا فى أوروبا وساهمت فى حصوله على نادى القرن الأوروبى فى القرن العشرين.

فترة السبعينيات شهدت ظهور أكثر من فريق أوروبى بداية بالكبير الهولندى أياكس أمستردام مع المدرب العبقرى مخترع الكرة الشاملة وخطة 4-3-3 التى فاجأ بها العالم رينوس ميتشلز مع الجيل الهولندى التاريخى بقيادة الجناح الطائر يوهان كرويف خلال 3 سنوات من 1970 إلى 1973 حقق أياكس دورى الأبطال لثلاث سنوات متتالية فى إنجاز كبير للفريق الهولندى مع 3 ألقاب للدورى و3 ألقاب للكأس ومرة واحدة كأس الانتركونتينتال أمتع أياكس العالم بأسلوب لعبه خلال تلك الفترة.

ثم يظهر كبير آخر من كبار أوروبا وهو العملاق البافارى بايرن ميونخ خلال الفترة من 1974 إلى 1977 حقق الفريق الألمانى دورى الأبطال لثلاث مرات متتالية هو الآخر والدورى الألمانى مرتين 1973-1974 وكأس الانتركونتنيتال مرة واحدة عام 1976 بطريقة لعب الالمان التى تتسم بالواقعية عن طريق الجيل العظيم بقيادة القيصر فرانس بيكنباور والحارس الأسطورى سيب ماير والمهاجم جيرد مولر هذه المجموعة صالت وجالت وصنعت تاريخ البافارى وألمانيا فى أوروبا.

منتصف السبعينيات إلى منتصف الثمانينيات شهدت ظهور الفرق الإنجليزية بقوة على الساحة الأوروبية بقيادة الزعيم ليفربول وليفربول هو أكثر نادى إنجليزى حصولا على دورى الأبطال برصيد 5 بطولات متفوقا على الثلاثى الكبير أرسنال واليونايتد وتشيلسى مجتمعين، ليفربول بقيادة المدرب الفذ بوب بيزلى والجيل الاسطورى لليفر بقيادة الملك كينى داغليش حقق الليفر أمجاده الأوروبية فمنذ عام 1975 إلى 1985 حصد ليفربول 4 ألقاب لدورى الأبطال و8 بطولات للدورى الإنجليزى و4 مرات لكأس الرابطة ومرة واحدة لكأس الاتحاد الإنجليزى ومرة كأس السوبر الأوروبى بمجموع ألقاب 18 لقبا خلال عشر سنوات !! فهل عرفت الآن سر وفاء جمهور ليفربول لناديه ومعنى الشعار الخالد لجماهيره لن تسير وحدك أبدا، جمهور كبير لفريق عظيم.

ثم نأتى إلى عملاق أوروبى آخر وهو الميلان الإيطالى فمنذ أواخر الثمانينيات إلى منتصف التسعينيات أصبح الميلان آخر فريق أوروبى يحصل على دورى الأبطال لمرتين متتاليتين عامى 1989 و1990 بقيادة بائع الأحذية الذى تحول إلى أعظم مدربى اللعبة أريجو ساكى الذى ابتكر خطة 4-4-2 مرورا بالكبير الآخر فابيو كابيلو والحصول على بطولة أخرى للأبطال عام 1993 و3 مرات كأس السوبر الأوروبية وبطولتين للانتركونتينتال و5 ألقاب للدورى الإيطالى وما أدراك ما الدورى الإيطالى فى هذه الفترة فقد كان يضم عظماء وأساطير الكرة فى تلك الفترة ماردونا وبلاتينى , كانت إيطاليا جنة كرة القدم فى العالم وخلال هذه الفترة الذهبية حقق الميلان أيضا 4 مرات كأس السوبر الإيطالى ولا تتعجب كثيرا من كل هذه البطولات فقد كان الميلان يضم فريقا أسطوريا بقيادة الثلاثى الهولندى الرهيب ريكارد وخوليت والمهاجم الذى يعتبره ساكى أفضل مهاجم فى التاريخ ماركو فان باستن وأفضل مدافع فى تاريخ الكرة باولو مالدينى ومدرب الريال الحالى أنشيلوتى واللاعب الأفريقى الوحيد الحاصل على أحسن لاعب فى العالم جورج وياه.

عفوا هذا زمن البارسا من 2006 إلى 2014 لا صوت يعلو فوق صوت برشلونة لا نبالغ حينما نسمى هذه الفترة بالفترة الأمتع والأجمل فى تاريخ كرة القدم الحديثة، رونالدينهو ديكو إيتو ميسى تشافى إنييستا هنرى بوسكتس والقائد بويول جيل تاريخى قدم أروع العروض وخاصة فى فترة المدرب الفيلسوف الإسبانى بيب جوارديولا، هناك فرق تفوز وينساها الجمهور وهناك فرق تفوز وتمتع ولا يمكن أن ينساها الجمهور برسا بيب كان من هذه الفرق كرة التيكى تاكا التى أذهلت وأمتعت العالم خصوصا فى عام 2009 عام السداسية التاريخية للبارسا. فقد حقق البارسا خلال 8 سنوات 21 بطولة متنوعة بين 6 دورى إسبانى و2 كأس إسبانيا و6 سوبر إسبانى و3 دورى أبطال 2006 -2009 – 2011 وبطولتين عالم للأندية و2 سوبر أوروبى، البارسا أمتع العالم واستحق أن يكون فريق الأحلام لهذه الحقبة.