رحلة أدونيس فى القاهرة.. فكر وثقافة وقهوة سادة

الإثنين، 09 فبراير 2015 01:09 م
رحلة أدونيس فى القاهرة.. فكر وثقافة وقهوة سادة الشاعر الكبير أدونيس بالمقهى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"حاضنا سنبلة الوقت ورأسى برج نار"

هكذا فكر المثقفون الموجودون على مقهى زهرة البستان، فى وسط البلد، عندما رأوا الشاعر الكبير أدونيس، يخطو بقدميه "الحكيمتين" إلى شارع المقهى، يعتمد على نفسه أو يتأبط ذراع أحدهم، يجلس داخل المقهى أو خارجه، كى يتأمل الشارع بحديثه وقديمه، وبلغته البليغة أخبر أدونيس الجميع بأنه جاء ليسلم عليهم.

والذين لا يعرفونه لكنهم يجلسون على المقهى من باب الاستراحة فقط، عندما رأوا هذا الرجل دقيق الحجم بشعره الأبيض كأنه ملاك هرب فى غفلة من ملكوت السماء ليستقر جالسا على مقهى المثقفين الأشهر فى هذا الشارع الخلفى بالقرب من وكالة أنباء الشرق الأوسط كأنهم فى انتظار نبأ خطير، ولمسوا تلك الحفاوة التى يحظى بها الرجل، وربما عندما سمعوا اسمه ظنوه اسما إفرنجيا غريبا، فمال أحدهم على شاب ممتلئة عيناه بهيبة الشعر وسأله من هذا الرجل الذى تلتفون حوله، فأجابه: إنه على أحمد سعيد أدونيس، فزادت حيرة الرجل.

جاء أدونيس إلى القاهرة للمشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وفى السادسة من مساء الأربعاء ألقى الشاعر الكبير والمفكر المختلف محاضرته التى صاغها بعنوان "نحو تجديد خطاب دينى"، وكما يليق بأدونيس كانت القاعة ممتلئة والأفكار التى قيلت محطمة لكثير من الثوابت والوهم الذى سيطر على العقول العربية فى الفترة الأخيرة.

ويوم الجمعة قبل الشاعر الكبير دعوة أصدقائه إلى جلسة "الجمعة" فى مقهى "زهرة البستان" وهى جلسة أسبوعية للمثقفين المصريين، ربما كان الاجتماع معدا وربما كان عفويا فهذا لا يهم، الأهم هو اللقاء، والأهم هو المكان، زهرة البستان على بعد خطوات من المقهى الأشهر للمثقفين "ريش" وكان بمقدور أدونيس أن يلتقى أصدقاءه ومريديه فى "ريش" أو فى أى من الفنادق الكبيرة، فلماذا زهرة البستان؟ ربما كانت محاضرة أدونيس فى معرض الكتاب دافعا أساسيا لقبول هذه الدعوة فقد حمل أدونيس فى محاضرته على المثقف العربى واتهمه بالعالة على المجتمع وأن لا دور واضح له فى هذا الوطن المأزوم.

وفى هذا اللقاء الذى اعتمد على مساءلة أدونيس فى كثير من أفكاره، أضاف أدونيس أنه فيما يتعلق بالمقارنة بين الثقافة العربية والثقافة الفرنسية مقارنة ظالمة، لأن المثقف الفرنسى حرر نفسه ومن ثم نجح فى التأثير على بيئته أما المثقف العربى فلم يدخل بنية التعليم بعد، ومن ثم فلا تأثير له حتى على الدوائر الصغيرة المحيطة به، مشيرًا إلى أن الجسم الثقافى العربى غير موجود، ولذا لا بد من تحرير الثقافة من الوظيفية لصالح الثقافة الحقيقية.

وكان اللقاء ممتلئا بالثقافة والحميمية ومن الذين حضروا المفكر اللبنانى على حرب، والمبدع العراقى جمعة جبار، والقاص سعيد الكفراوى، والروائى وحيد الطويلة، إضافة إلى الشاعر عبد المنعم رمضان، والقاص مكاوى سعيد، والكاتب السورى خليل النعيمى وسلوى النعيمى.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة