نانى تركى تكتب: الثورات لا تموت ولكن فى الربيع العربى كأنها لم تكن

السبت، 28 فبراير 2015 03:18 ص
نانى تركى تكتب: الثورات لا تموت ولكن فى الربيع العربى كأنها لم تكن ثورة يناير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قامت ثورة غيرت ما غيرت وقابلت ما قابلت من إخفاقات ولا شىء يستدعى اليأس، من الطبيعى أن تقوم ثورة وتقابل إخفاقات خصوصا أن النوايا فيها ليست جميعها سليمة، والشعب لا يوجد لديه الوعى الكافى ومش ذنبه، ده غير راكبين الثورات والمرتزقة وذوى المصالح فتتكون الصراعات، كل ما حدث نتاج طبيعى لا يدعو لليأس متى ما علمته وأصريت على التغيير للأفضل وهو الأهم، الثورة بالمعنى الحرفى لم تفشل والحقيقة أنها كسرت توابيت كانت موجودة عقود طويلة، ولكن التكسير كان بزيادة حبتين كاد أن يهد البلد عاللى فيها، ومن حولنا يشهدون، فالفرق بسيط كشعرة معاوية بين الثورات التى يقوم بها المضطهدون للحصول على حقوقهم وبين الحرب الأهلية والميليشيات وعصابات الشوارع، لذلك قد تتحول الثورات لوجود شبح المؤامرة الدائم من أعداء الخارج وعفوية بعض الشعب الذين أرادوا حياة كريمة فعلاً ولم يرتضوا بالظلم ولم يكونوا على علم بنوايا العملاء وأصحاب المصالح المرتزقة، بل على العكس مات منهم من مات فى الثورة ولم يشعر بهم أحد منهم مجهولون ومفقودون لدى ذويهم إلى الآن ومنهم من أصيب ولم يتاجر بإصابته وتعالج على حسابه بالخارج والداخل حتى نفذت أمواله ولم يتأفف أو يتاجر بذلك فحب الوطن عندهم كان اسمى.

ولا أحب أن يحشر هؤلاء مع الخونة والممولين والناقصين الذين وجدوا فى الثورة فرصة لصنع ذاتهم وهم المجهولون، فالشرفاء من الثائرين لديهم إيمان دائم أن البلد ستكون أفضل وستنجح الثورة يوماً عندما تتقدم البلد إلى الأمام، ولكن هذا يأخذ وقتا طويلا من الإخفاقات والنجاحات وهذا طبيعى بل نحمد الله أننا لم ننهر كدول الجوار، فى يومٍ ما ستؤتى الثورة ثمارها بإذن الله وسيكون لديك ثورة صناعية وعلمية اقتصادية وثقافية فى يومٍ ما ولو بعد حين، ولا يغرك من أوهمك أن الثورات تقوم هوبا ثانى يوم الحياة بقى لونها بمبى وأنا جنبك وإنت جنبى!!

لتاريخ الثورات القول الفصل لكنه يبدو مختلفا عما حدث فى الربيع العربى، تاريخ الثورات السلمية أو ما يطلق عليه "Peaceful Revolution" التى أقيمت كى تستطيع بقوة سلميتها من أن تحقق أهدافها وتنتصر على كل الأسلحة القمعية والدموية، لا يمحيها ولا ينكرها التاريخ كما لن يمحى التاريخ الربيع العربى ويوماً ما سيكشف التاريخ اختلاف الربيع المزعوم عن تلك الثورات التى نجحت جميعها وحققت مآربها كما يسرد التاريخ ولست أنا.

- عام ١٩٠٥ أول الثورات السلمية قام بها الكاهن الأرثوذكسى جورجى بحشد خمسين ألف عامل روسى كأول احتجاج سلمى من نوعه ضد سلطة قمعية فى القرن العشرين وأدت فى النهاية إلى تحقيق المطالب التى طالب بها الثوار.

- عام ١٩٢٣ بعد فرض العقوبات والتعويضات على ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية ثار عمال المناجم والسكك الحديدية فى ألمانيا ضد الجنود الفرنسيين والبلجيكيين ونجحوا فى النهاية احباط أهدافهم وضغط البريطانيون والأمريكيون على الجنود وأجبروهم على الانسحاب.

- عام ١٩٣١ قام المهاتما غاندى بحركة عصيان مدنى واسع النطاق ضد البريطانيين فى الهند من أجل الاستقلال وكانت بحق الثورة التى حققت كل مطالبها دون إراقة دماء سوى دم قائدها غاندى، نتيجة الخلاف الدينى والعرقى والمذهبى والطائفى العدو اللدود للثورات.

- عام ١٩٤٢ ثار الدانماركيون ورفضوا الاحتلال الألمانى لبلادهم فى الحرب العالمية الثانية ورفضوا تقديم دعمهم لآلة الحرب النازية.

- عام ١٩٤٤ فى السيلفادور بأمريكا الجنوبية نظم الطلاب والأطباء والتجار حملة إضراب عام ضد الانتهاكات المتواصلة للحكم الديكتاتورى للبلادى.
- عام ١٩٥٥ فى الولايات المتحدة الأمريكية قام الواعظ مارتن لوثر كينج وهو الزعيم الأمريكى ذو الأصول الإفريقية بحملة لمدة خمسة عشر عاماً لإنهاء التمييز العنصرى بالجنوب الأمريكى.

- بين الأعوام ١٩٧٧ - ١٩٧٩ شهدت إيران احتجاجات سلمية جمعت الإسلاميين واليساريين والعلمانيين فى جبهة واحدة للإطاحة بحكم الشاه محمد رضا بهلوى وهيمنت المعارضة الإسلامية على الثورة بقيادة آية الله الخمينى وفى النهاية هرب الشاه وعائلته إلى المنفى.

- عام ١٩٨٠ شهدت بولندا اضرابات عمال لم تكن معروفة على الإطلاق فى دول الكتلة الشيوعية ونتج عنها لاحقاً إنشاء منظمة "سوليداريتى" وتعنى التكافل نجحت فى النهاية فى إسقاط الحكم الشيوعى فى بولندا.

- عام ١٩٨٣ فى جنوب إفريقا توحدت النقابات والتنظيمات والقيادات الدينية فى حملة سلمية ضد سياسة الفصل العنصرى ونجحوا فى الضغط على السلطة لإطلاق سراح الزعيم نيلسون مانديلا وبدأت على إثرها مفاوضات أدت فيما بعد إلى ترسيخ أسس الديمقراطية فى البلاد.

- عام ١٩٨٦ فى الفلبين وبعد محاولة تزوير قام بها الدكتاتور فريناند ماركوس لسرقة الانتخابات الرئاسية فى البلاد قادت أرملة أحد الزعماء الذين تم اغتيالهم مئات الآلاف من المواطنين ووقف الجيش فى صف الثورة وسحب دعمه للدكتاتور وحرمه واضطره إلى الهرب هو وعائلته من الفلبين.

طالت الثورات أيضاً كلاً من التشيك وإستونيا وليتوانيا وبورما وصربيا.

الربيع العربى الجميع يعلمه ويعلم نتائجه، والثورات العالمية ليست اختراعاً الآن ولكن ثورات الربيع العربى لم تنجح كسابقاتها منذ عقود فى العالم أجمع، لا أعرف أهو حق أراد به الغرب بنا باطلاً!! أم هى الطائفية المقيتة والعصبية القبلية التى يجيدها الشرق الأوسط جيدا!! أم وجود العملاء والمرتزقة والخونة وسط الثوار!!.... أم جميع ما سبق.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

abdoshihata

تجار الأديان

لو تبحثين عن السبب فهى الطائفية وتجار الأديان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة