عاطف فوزى شرويد محمد يكتب: إشراقات فى ذكر الله

السبت، 28 فبراير 2015 02:00 م
عاطف فوزى شرويد محمد يكتب: إشراقات فى ذكر الله يقرأ القرآن - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن من أعظم النعم التى يفيض بها الرحمن على الإنسان هى نعمة ذكره سبحانه وتعالى، فالإنسان يحيا فى هذه الحياة الدنيا بذكر الله ومع ذكر الله وفى رحاب ذكر الله، ولعل أولوا الألباب قد فطنوا إلى أهمية وفوائد ذكر الله، فهم يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويذكرونه بالغدو والآصال وفى كل وقت وحين وهم خاشعين مهتدين وجلين محبين. قال تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) سورة الزمر آية 23.

ولقد كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يتنافسون فى الإكثار من ذكر الله تعالى لإدراكهم أهمية ذكر الله وفوائده فى الدنيا والآخرة، فالإنسان عندما يكثر من ذكر الله تعالى فإنه يصبح من عباد الله المؤمنين الذين يستجيبون لأوامره. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا. وسبحوه بكرة وأصيلا) سورة الأحزاب آية 41، 42، كما أن ذكر الله تعالى كثيرا يعمل على زيادة الإيمان ورقة القلب وخضوعه لله رب العالمين. قال تعالى: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون) سورة الأنفال آية 2.

ومن أراد أن يشعر بالراحة النفسية واطمئنان القلب فعليه بالإكثار من ذكر الله. قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) سورة الرعد آية 28 ولقد ثبت فى إحدى الدراسات أن ذكر الله كثيراً يعمل على الاستقرار النفسى ويساعد فى علاج بعض حالات المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم نتيجة ما يحدثه ذكر الله من هدوء وانبساط يسهل من سريان الدم بالشرايين، مما يؤدى إلى تخفيض نسبة من مقياس ضغط الدم.

ولكى يقاوم الإنسان الطغيان والفساد فى المجتمع فعليه بالإكثار من ذكر الله تعالى الذى يمده بالقوة اللازمة لمواجهة الفساد، ولعل ما فعله سيدنا موسى عليه السلام من إكثاره من ذكر الله خير دليل على حصول قوته من الله القوى العزيز فى مواجهة فرعون الطاغية وما حوله من فساد. قال تعالى: (اذهب إلى فرعون إنه طغى. قال رب اشرح لى صدرى. ويسر لى أمرى. واحلل عقدة من لسانى. يفقهوا قولى. واجعل لى وزيرا من أهلى. هارون أخى. اُشدد به أزرى. وأشركه فى أمرى. كى نسبحك كثيرا. ونذكرك كثيرا. إنك كنت بنا بصيرا) سورة طه الآيات من 24: 25. وذكر الله كثيرا يحقق النصر على الأعداء حيث إنه الزاد اللازم للثبات والصبر والمجاهدة حتى يكون النصر بإذن الله. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) سورة الأنفال آية 45.

وإذا أراد الإنسان التوبة إلى الله فعليه بالمسارعة إلى ذكر الله الغفور الرحيم. قال تعالى: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) سورة آل عمران آية 135.

وعلى الإنسان أن يحذر من فتنة الأموال والأولاد والانشغال بزينة الحياة الدنيا ومغرياتها التى تجعله ينسى ذكر الله، فالذين ينسون ويغفلون ذكره هم من الخاسرين. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) سورة المنافقون آية 9.

ومن صفات الإنسان أنه ينسى ولكن هذا النسيان له درجات فقد ينسى الإنسان وينشغل للحظات عن ذكره سبحانه وتعالى، والمؤمن يسارع دائماً إلى ذكر الله. قال تعالى: (واذكر ربك إذا نسيت) سورة الكهف آية 24، وقد ينسى الإنسان لدرجة الغفلة وذلك باتباع الهوى والمؤمن يسارع إلى ذكره سبحانه وتعالى ولا يغفل. قال تعالى: (واذكر ربك فى نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين) سورة الأعراف آية 205، وعلى الإنسان المؤمن أن لا يطيع الذين يغفلون عن ذكره لقوله تعالى: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) سورة الكهف آية 28، وقد ينسى الإنسان ذكر ربه لدرجة العميان التى تجعله قرينا للشيطان والعياذ بالله. قال تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين) سورة الزخرف آية 36.

وأما عباد الله الذين يذكرونه ولا تلهيهم زينة الحياة الدنيا فأولئك لهم الجزاء الحسن عند الله عز وجل. قال تعالى: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب) سورة النور آية 37، 38.

ومن فوائد ذكر الله كثيرا حصول البركة للإنسان فى كل شىء يعمله، فعندما يذكر الإنسان الله يبارك له فى تحصيل العلم وفى الأكل والشراب وفى استثمار الوقت فيما هو مفيد ونافع للناس.

وعلى الإنسان أن يستحضر عظمة الله فى قلبه مع تدبر ويذكره كثيرا حتى يذكره الله تعالى ويفيض عليه برحمته ورعايته. قال تعالى: (فاذكرونى أذكركم) سورة البقرة آية 152.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة