"التاريخ فى مصر ممكن نقراه أو نركبه"..عباس العقاد ومكرم عبيد أشهر محطات أتوبيس فى مدينة نصر..عبد المنعم رياض من البطولة العسكرية لموقف ميكروباص..والخديوى عباس من آخر خديوى حكم مصر لـ"كوبرى فى الجيزة"

السبت، 28 فبراير 2015 11:07 م
"التاريخ فى مصر ممكن نقراه أو نركبه"..عباس العقاد ومكرم عبيد أشهر محطات أتوبيس فى مدينة نصر..عبد المنعم رياض من البطولة العسكرية لموقف ميكروباص..والخديوى عباس من آخر خديوى حكم مصر لـ"كوبرى فى الجيزة" موقف ميكروباصات – أرشيفية
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أول عباس، أول مكرم، شارع الطيران".. يصرخ "التباع" أثناء تدليه من سلم الأتوبيس وهو يمارس رحلة الطيران اليومية بحثًا عن ركاب، "عباس أولك" يقاطعه صراخ أحد الركاب من بين زحام طرقة "الأتوبيس" المكدسة بالبشر قبل أن يتوقف الأتوبيس، وينزل الراكب فى محطة "أول عباس" بمدينة نصر، دون أن يدرك التباع أو السائق أو أحد الركاب أو حتى القاطنين بالشارع نفسه، أن هذا "العباس" هو عباس العقاد الذى يعتبره التاريخ واحدًا من أكبر أدباء مصر التى كرمته بوضع اسمه على أكبر شوارع "مدينة نصر" وحوله المصريون "لمحطة أتوبيس" مثل غيره من الشخصيات التاريخية التى غير بعضها مجرى التاريخ الذى كرمهم بإطلاق أسمائهم على الشوارع وحولتهم فطرة الشعب المصرى لـ"كبارى ومحطات أتوبيس، ومترو ومواقف" فى مصر المحروسة.

"عباس العقاد، مكرم عبيد، مصطفى النحاس، ويوسف عباس" أربعة شوارع رئيسية فى مدينة نصر، لم يفكر أحد سائقى الأتوبيسات قبل تحويلها إلى محطات رئيسية يهتف بأسمائها "التباعين" بعد أن هتف بها التاريخ، عباس العقاد الشارع الأشهر فى مدينة نصر لأديب مصرى اعتبره الشعب محطة "أتوبيس" رئيسية، تتبعها محطة "مكرم عبيد" أو أول مكرم كما يسميها الجميع، دون الرجوع لتاريخ مكرم عبيد السياسى فى حزب الوفد، أما مصطفى النحاس الذى أسس حزب الوفد، ويعتبر من أشهر الشخصيات السياسية فى مصر على الإطلاق، فهو حاليًا محطة رئيسية يتوقف عندها أتوبيس النقل العام الذى يخترق مدينة نصر وصولاً للحى العاشر، وهكذا الحال بالنسبة ليوسف عباس مأمور سجن أبو زعبل عام 56، والذى سجل بطولة فى الدفاع عن موقعه أثناء غارات العدوان الثلاثى، ليتحول بعدها إلى واحد من المحطات الرئيسية لأتوبيس رقم 121 نقل عام.

لا يختلف المشهد كثيرًا بالنسبة "لعبد المنعم رياض" أو بمعنى آخر الفريق أول "محمد عبد المنعم رياض" الضابط فى حرب فلسطين العدوان الثلاثى على مصر وحرب الاستنزاف وأحد أهم الأبطال والمطورين فى الجيش المصرى فى فترة البناء خلال حرب الاستنزاف -والذى استشهد فى أقرب نقطة بينه وبين العدو عندما ذهب للجبة لرفع الروح المعنوية من القائد لجنوده-، الميدان الذى يحمل اسم البطل هو أشهر "المواقف" المصرية على الإطلاق، ويعتبره الجميع المكان الرئيسى للمواصلات لأى بقعة فى القاهرة، دون أن يتذكر أحدهم أن اسمه الذى سبقه فى كتب التاريخ لقب "الفريق الأول" و"قائد أركان حرب الجيش المصرى"، هو الذى يسبقه اليوم تلقائيًا كلمة "موقف" بعد أن تحول من بطل عسكرى لموقف ميكروباص.

نفس الحال هو حال موقف "أحمد حلمى" الذى يندر أن يتذكر أحد رواده تاريخ "أحمد حلمى" الصحفى الذى صاحب الزعيم مصطفى كامل فى إنشاء أول جريدة مصرية وهى "جريدة اللواء"، ويعتبره التاريخ من أوائل المناضلين ضد الاحتلال الإنجليزى، بينما يعتبره رواد القاهرة من المحافظات هو سبيل الخروج والدخول للعاصمة من خلال أشهر مواقف السفر برمسيس.

"البطل أحمد عبد العزيز، محطة أحمد عرابى، ومحطة جمال عبد الناصر، محمد نجيب والسادات" هى فصول أخرى من حكاية تحويل الشعب المصرى لشخصيات صنعت التاريخ إلى "مواقف، وكبارى" يستخدمها الشعب فى الانتقال من بقعة لأخرى فى زحام المدينة الكبيرة، ولعل المفارقة الأكثر غرابة على الإطلاق، هى "كوبرى عباس" فى الجيزة، والذى يعود اسمه إلى الخديوى "عباس حلمى الثانى" الذى حكم مصر فى الفترة من 1892 إلى 1914 ويعتبر هو آخر من حمل لقب "الخديوى"، قبل أن يتحول من "خديوى" إلى "كوبرى" فى العصر الحديث.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة