محمد أبو الفضل يكتب: الحق باق أبد الدهر

الجمعة، 27 فبراير 2015 08:06 ص
محمد أبو الفضل يكتب: الحق باق أبد الدهر قناة السويس الجديدة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحق هو الباقى دائماً مهما طال آمد الباطل، فالباطل لا وجود له فى أى مجتمع إلا عندما يوجد نقص أو خلل ما فى نفوس أصحاب الحق؛ كأن يكونوا غير قادرين ومؤهلين للحصول على حقهم أو معدومى الثّقة أو من الذين يتسرب اليأس إلى أرواحهم.

فاليأس هو عدو الشعوب اللدود الذى تنكسر بسببه فى أول منعطف على طريق الإصلاح والنهضة، بينما التحدى والأقدام والمصابرة هو حارس الحق وصفه من صفات الأبطال دائماً وأبداً.
وقالوا فى الأمثال (مع طول الزمن يقطع الحبل الحجر) وهو مثل صحيح نراه يومياً، هذا المدى هو التحدى والقوة الناعمة التى تشق الصخر حتى الصوت اللحوح المستمر يؤثّر، ولهذا دائما ما يتحدث التاريخ عن صوت الشعوب كفعل.

أعنى الشعوب بصفتها صاحبة حق جمعى، فإن لها أكثر من وسيلة قوة منها الصوت المرتفع أو بحسب الوصف النبوى الشريف (كلمة حق عند سلطان جائر).

قوة الشعوب دائما ما تحتاج إلى توافر بعض الشروط؛ منها تجاوز حاجز الخوف؛ لأن المستبدين والمعتوهين لا يحكمون بقوتهم بل بنشر الخوف فى نفوس الرعية، أما إذا تجاوزت الرعية حاجز الخوف فإن القوة الباغية الظالمة ستتقزم أمام إرادة الرعية فى الدفاع عن حقها وكرامتها وما ضاع حق وراءه مطالب.

الحقوق تضيع فى حالة تنازل الرعية عنها وعن المطالبة بها؛ عندها يغرى هذا التنازل معدومى الضمائر سرقة أموالك وحقّك وكرامتك وحتى وجودك، وقد قيل: المال السايب يعلّم الناس السرقة
هناك حقيقة راسخة هى أن الحق لا يضيع عندما يتواجد أصحابه بقوة، والحضور هنا يحتاج إلى صفات منها الإرادة والاستمرارية فى كل الظروف والأحوال، فلا يصح السكوت عن المطالبة بالحقوق إلا فى حالة الحصول عليها كاملة، ولهذا فالكثير من الحقوق الخاصة والعامة تضيع لغياب أصحابها وضعف إرادتهم أولاً، ولجرأة اللصوص ثانياً.

أما أصحاب الحق الذين يحملون الحق كشعار ودافع حياة؛ فإنه لا يضيع ومن ثم لا تضيع الأوطان بهذا المسلك، الإصرار على الحق كمطلب دائم لا يعرف الخوف ولا اليأس ولا التوقف، والحضارات تبنى بهذه الروح.

من الضرورى جدا تنمية روح الشباب الباحث عن حق لا باطل فيه وعن كرامة لا ذل معها ولا تعال ولا تمييز، فروح الشباب هى روح المستقبل، وعندما يحافظ الشباب على حيويتهم ونشاطهم وعنفوانهم وقضيتهم يأتى المستقبل شاباً فتياً متطوراً، وعندما يفقد الشباب حيويتهم ونشاطهم وعنفوانهم وقضيتهم؛ يفقد المستقبل بهاءه ويأتى على شكل عجوز هرم بأس لا أمل عنده ولا طموح.

لدينا فى هذا الوطن الكبير أمل وشعب كريم وشباب تواق، وبه نثق أن مستقبلنا سيكون أفضل، رغم كل الانكسارات والعوائق والصعوبات فإن المصاعب دائما ما تزيد من صقل التجربة وبهاء المستقبل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة