"الغشام" منطقة عشوائية بالشرقية بها مئات الأبراج المخالفة تبيع الوهم للأثرياء.. الشقة ثمنها 450 ألف جينه.. ورئيس المدينة يحذر المواطنين من شرائها ويؤكد حصرنا 159 برجا مخالفا وجار فحص الباقى

شهدت محافظة الشرقية منذ ثورة 25 يناير انتشار العقارات المخالفة ولم يفلح أى مسئول أو محافظ خلال السنوات الأربعة الماضية فى التصدى لهذه التعديات، ومن أبرزها منطقة الغشام الواقعة على أطراف مدينة الزقازيق، وهى فى نطاق الرقعة الزراعية التابعة للوحدة المحلية بقرية شيبة فتحولت خلال السنوات الأربعة الماضية من أرض زراعية إلى أبراج شاهقة الارتفاع مخصصة للأثرياء فقط.

الشارع الرئيسى بالغشام يتعدى البرج الواحد 12 دورا

ومنطقة الغشام صارت من المناطق الراقية رغم أنها مخططة بشكل عشوائى ولا يوجد بها مرافق "كهرباء - مياه - غاز طبيعى" ومربوطة كل مرفقها على منطقة القومية، وهو ما ينذر بأزمة فى المرافق خلال الفترة المقبلة.

شارع مساحة أقل من 3,5 متر به أبراج تتعدى 12 دورا

وأكد أصحاب مكاتب تسويق العقارات بالمنطقة لليوم السابع أن سعر الوحدة السكانية فى تلك المنطقة يبدأ من 250 ألف جنيه للمساحات الأقل من 100 متر، إلى 450 ألفا للمساحات الأقل من 200 متر.

بعض الأبراج المخالف التى أنشئت على أرض زراعية بالغشام

وتسببت تلك الأسعار فى ارتفاع أسعار الإيجارات بالزقازيق كلها فطبقا لأسعار المعلنة بالمحافظة ارتفعت أسعار الشقق والإيجارات بالمدينة بالأكمل، بسبب تلك المنطقة والتى وصلت إلى ألف جينه الإيجار الشهرى، وارتفعت أسعار التمليك بمناطق القومية والزهور والمعلمين والجامعة والحناوى.

مجموعة أخرى من الأبراج التى يتعدى سعر الوحدة 400 ألف جينه

وكشفت المستندات الرسمية بالمحافظة التى حصل "اليوم السابع" عليها أن هناك ما يقرب من 2000 برج سكنى تم إنشاؤه على مساحة 50 ألف فدان، هى مساحة منطقة الغشام، وكل تراخيص البناء الخاصة بهذه الأبراج مزورة لكونها إنشاءت فى أراض زراعية غير مرخص لها بالبناء، فضلا عن تواطأ المحليات فى إصدار تراخيص العددات الكهربائية والمياه لهذه الأبراج مستخدمين تلك التراخيص المزورة.

أحد الأبراج التى تيم إنشاؤها

أكد المحافظ الدكتور رضا عبد السلام أنه زار تلك المنطقة قبل أيام، وأبدى استياءه من سوء التخطيط والعشوائية ووجود مخالفات جسيمة فيها، وطالب بحصر تلك المبانى للتأكد من صحة التراخيص الخاصة بها وبالفعل استصدر قرار بالإزالة الفورية لأحد المبانى المخالفة تحت الإنشاء، والتى أشرف المحافظ بنفسه على إزالتها بعد أن قام أصحابها برمى القواعد الخرسانية، نظراً لأنها مبنية بالمخالفة وفر أصحابها هاربين بمجرد رؤية المحافظ.

بعض الأبراج الشاهقة الارتفاع بالرغم أن القانون لا يسمح إلا بـ7 أدوار فقط

وأعلن المحافظ أن الأيام المقبلة ستشهد تغييراً وحراكاً واسعاً فى كل قطاعات العمل بالجهاز التنفيذى للقضاء على بؤر الفساد.

مبانى أخرى تحت الإنشاء

وقال العميد ممدوح طه رئيس مركز ومدينة الزقازيق لليوم السابع إنه بالفعل تمت إحالة العديد من أصحاب هذه الأبراج إلى النيابة العامة والموظفين الذين تواطأوا معهم للنيابة الإدارية لثبوت استصدار تراخيص مزورة، وبلغ عددهم حوالى 159 حالة تم رصدها حتى الآن، وجار فحص الباقى، وحذر رئيس المدينة المواطنين من شراء وحدات سكنية بتلك الأبراج وطالبهم بالتأكد من الرخصة الخاصة بالعقار وبالوحدة أيضا، وأوضح أن المنطقة بالفعل كانت ضمن الرقعة الزراعية وأن الشريط بطول 300 متر فقط، هو التابع للحيز العمرانى إلا أن التعديل الجديد الخاص لسنة 2013 من مجلس الوزراء ضم المنطقة إلى الحيز العمرانى، لكن هذا لا ينفى أن وجود العديد من تلك الأبراج مخالف وعشوائى، ذلك لأنه طبقا للتخطيط العمرانى والقانون فأقصى ارتفاع فى الزقازيق نحو 7 طوابق ونجد معظم تلك المنشآت تعدت 12 طابقا.

مبانى أخرى منشأة داخل الرقعة الزراعية

محافظ الشرقية خلال تقفدة منطقة العشام والإشراف بنفسه على إزالة أحد المبانى المخالفة

إزالة المبنى المخالف تحت إشراف المحافظ