صابر حسين خليل يكتب: حمدى بالالا والمصداقية الغائبة

الخميس، 26 فبراير 2015 06:07 م
صابر حسين خليل يكتب: حمدى بالالا والمصداقية الغائبة سجائر - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتشر التدخين عندنا بصورة مزعجة، وقرار رفع الضريبة على السجائر الأخير ذكرنى عندما قررت وزارة الصحة وضع عبارات تحذيرية للمواطنين على علب السجائر بدأت بعبارة "التدخين ضار جداً بالصحة" فلم تفلح، فظهرت عبارة "التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة" فلم تؤثر هذه العبارة فى خفض نسبة التدخين، فلجأت الوزارة للصور التحذيرية إلى جانب العبارات السابقة، فظهرت صورة لرئة مصابة وعندها فقط بدأت الناس تخاف من علبة السجائر التى عليها تلك الصورة وارتفع سعر العلب التى بدون صورة حتى اعتاد المدخنون عليها وألفوها، ثم ظهرت صورة "حمدى بالالا"، ذلك المريض الراقد فوق سريره وموصل به أجهزة للتنفس والقلب وكأن الحياة سُلبت منه تماماً.

نظرنا إليه فى البداية نظرة خوف، ثم تحولت إلى نظرة إشفاق وتعاطف حتى سمعت أحد أصدقائى يقول لى إن نوع من الألفة حدثت بينى وبين "حمدى بالالا" فأنظر إليه كل صباح على علبة السجائر متمنياً له الشفاء وفى كل مساء أودعه طمعاً فى رؤيته فى الصباح الباكر.

وأخبرنى أحدهم أنه استخدم نوعا من الملصقات ظهرت خصيصاً فى السوق المصرية توضع على صورة "حمدى بالالا" على علبة السجائر، فلما فعل ذلك أحس بأن السجائر تغير طعمها إلى الأسوء فقام على الفور بنزع الملصقات ونظر إلى "حمدى بالالا" نظرة اعتذار وأسف لأنه حاول إخفاء صورته التى اعتادها.

وظهرت على الإنترنت وفيس بوك مجموعات كثيرة من محبى حمدى بالالا، كل ذلك بيننا وبين صورة "حمدى بالالا" وجاءت المفاجأة التى كشفت المستور.

"حمدى بالالا" إنسان سليم لا يعانى المرض، والصورة التى أُخذت له ما هى إلا تمثيل كما يحدث فى السينما المصرية، إلى هذا الحد عجزت وزارة الصحة عن إيجاد مريض يضع صورته على علبة السجائر.

أو هل وصل حد نفوذ "حمدى بالالا" لأن توضع صورته ملايين المرات كل يوم؟، صورته التى دخلت كل بيت ووضعت فى كل جيب، هل استهان بنا هؤلاء فخدعونا.. هل تتعامل معنا الحكومة بمثل هذا المبدأ؟ أين المصداقية بيننا وبينهم وكيف نصدقهم بعد ذلك؟.

ولعل أحدكم يقول إن الأمر أهون من ذلك ولا يستحق كل ذلك.

أقول لهم ولغيرهم لابد من المصداقية بين المسئولين والشعب، المصداقية فى كل شىء، فإن كذبوا علينا فى الأمور الصغيرة، كانت الأمور الكبيرة أولى بالكذب، فيروى أن أحد رواة الحديث ذهب لأحد الأعراب يأخذ عنه حديثاً فوجد الأعرابى يخدع دابته موهماً إياها بأن معه طعاماً لها فلم يأخذ منه الحديث ولم سُئل عن السبب قال من يكذب على دابته يكذب على رسول الله، فالصدق كلٌ لا يتجزأ.

أيها المسئول لا تستهن بذكاء المواطنين كن صادقاً معهم أشركهم فى الأمر حملهم جزءا من المسئولية، إن الشعب يستطيع أن يقف فى نفس الخندق مع الحكومة وذلك عندما يحس بصدق الحكومة معه، إننا نحتاج إلى الشفافية والصدق فلا يمطرنا هؤلاء ببيناتهم التى تصف لنا بلداً آخر غير بلادنا، نحتاج منكم للصدق، فقط أصدقونا القول.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة