حداد القنوات الفضائية يعنى "شريطة سودا وشوية حاجات فوق بعض"

ما إن تعلن الدولة المصرية حالة الحداد التى تأتى عقب أى حادث إرهابى يسفر عن وقوع ضحايا، حتى تبدأ القنوات الفضائية فى اتباع الخطوات التالية، أولا: وضع شريطة سوداء، ثانيا: كتابة نعى أسفل الشاشة، ثالثا: عرض الخريطة البرامجية للقناة كما هى أفلام ومسلسلات وبرامج منوعات.

ويبدو أن المعنى الحقيقى لكلمة "حداد" ضاع فى زخم اهتمام القنوات بسبب العائد الإعلانى الذى يتأثر فى حالة تم وقف عرض المسلسلات والأفلام، حتى أن تباين ردود أفعال القنوات الفضائية بعد إعلانها الحداد بدأ يثير سخرية رواد مواقع التواصل الذين يتابعون بتركيز كبير برامج القنوات الفضائية فى فترة الحداد لمتابعة تداعيات ما يحدث على الساحة قبل أن يتفاجأ المشاهد بقناة تستضيف أسرة عمل فيلم للحديث عن كواليس التصوير مثلما فعل دكتور مدحت العدل فى برنامجه "أنت حر" عندما استضاف أسرة فيلم "خارج الخدمة"، كما سيفاجأ المشاهد بقناة أخرى تستمر فى عرض المسلسلات والبرامج كما هى.
هناك قناة ثالثة قررت حذف "الشريطة السودا" قبل انتهاء الحداد، ومذيع يستضيف شابا يقوم بعمل فيديوهات ساخرة على مواقع التواصل وكأن هذه القنوات بمعزل عما يحدث على أرض الواقع، وكأن فكرة إلغاء محتوى برامج القنوات وتحويله إلى قرآن وبرامج دينية، أو حتى عمل بث مشترك بين القنوات الفضائية الكبرى للحديث عن تداعيات أى حادث إرهابى غير مطروحة تماما.

ومن القنوات القليلة التى احترمت حالة الحداد فى مصر قناة "النهار" حيث حرصت القناة على الحفاظ على مشاعر المشاهد واستمرت فى متابعة الأحداث لحظة بلحظة، كما قامت بعرض فيلم "أبابيل" الذى يكشف حقيقة الضربة الجوية الأولى فى حرب أكتوبر.
ويبدو أننا نحتاج الفترة المقبلة إلى قواعد وقوانين صارمة تحدد الإجراءات المتبعة فى حالة الحداد ليشعر المشاهد أن هذه القنوات تبث من على أرض مصر وليس من بلد آخر.